الأطفال الناجين من الزلزال معرضين للخطر

بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، أكد الخبراء استناداً لتجربتهم السابقة أن حياة الأطفال الناجين معرضة لخطر سوء المعاملة كالاستغلال والاختطاف.

ساريا دنيز

مركز الأخبار ـ دُمرت حياة الآلاف من الأهالي في كارثة الزلزال الذي وقع في عام ١٩٩٩وهز تركيا، في ذلك الوقت فقد آلاف الأطفال حياتهم وآخرين لا توجد معلومات عنهم حتى الآن زُعم أنهم اختطفوا من قبل مافيا الأعضاء والبعض الآخر "تبناه أحدهم".

 

عائلات تبلغ عن المفقودين

فيما يتعلق بالأطفال الذين تم العثور عليهم بعد زلزال مرعش، قالت وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية دريا يانك أنه لا وجود لوضع مثل هذا، لكن العديد من صور الأطفال المفقودين لا تزال تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، تبحث العائلات عن أطفالها بجهودهم الخاصة، لا يزال ما لا يقل عن ٢٠ طفلاً مفقوداً حتى الآن، وهناك أطفال تم نقلهم إلى مدن أخرى، وفي البيان الأخير، أعلن أن ٧٩ طفلاً تحت الحماية وبالإجمال ٢٣٨ طفلاً تم نقلهم للعلاج، ٧٨ من هؤلاء الأطفال في أنقرة.

 

بيان من الوزارة

في البيان الذي أصدرته وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية بشأن الأطفال الذين لا يعرفون شيئاً عن عائلاتهم في منطقة الزلزال، مشيرةً إلى أنهم المؤسسة الوحيدة المرخصة في هذا الإطار "من غير الوارد على الإطلاق تسليم الأطفال إلى أي شخص، أو مؤسسة أخرى غير وزارتنا، ويرجى من مواطنينا عدم الاعتماد على مثل هذه المنشورات".

وقال فريق التنسيق المدني للأطفال في الكوارث "من أجل سلامة الأطفال الذين لا يرافقهم أي أحد، ومنع حالات الاختفاء المحتملة، وخفض مستويات القلق لدى الأطفال المصابين في العملية وأقاربهم، من المهم جداً أن تكون عملية المتابعة والتسجيل سليمة وصحيحة وتسليم الأطفال إلى المؤسسات الرسمية والمسؤولين أمراً في غاية الأهمية".

 

"الأطفال عرضة لسوء المعاملة"

بدورها شددت رئيسة مركز حقوق الطفل في نقابة المحامين في آمد حورية حميدي، والتي تعمل في منطقة الزلزال، على ضرورة إبلاغ المديريات الإقليمية للخدمات الاجتماعية للأسرة أو سلطات إنفاذ القانون على الفور بشأن الأطفال، مبينةً أنه يمكن إرسال البلاغات إلى خط "ألو ١٨٦".

ولفتت إلى أنه يتم تداول الكثير من صور الأطفال المفقودين على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرةً إلى أن حدوث مثل هذا الأمر خطير للغاية "المنشورات تخلق وضعاً قابلاً للانتهاك، من خلال مشاركة صور هؤلاء الأطفال وأسمائهم، ربما نجعل هؤلاء الأطفال عرضة للاختطاف والإيذاء".

 

بيان السلطات

وتحدثت حورية حميدي بشكل خاص عن الأطفال الذين يتلقون العلاج في المستشفيات "يتم تعريض الأطفال للخطر من خلال مشاركة صورهم في المستشفى التي يوجد فيه، لذلك لا ينبغي مشاركتها كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وعند مقابلة هؤلاء الأطفال يجب تحديد ممثلهم القانوني أولاً، وإذا تعذر الوصول إلى الممثل القانوني في تلك المنطقة، فيجب إبلاغ المديريات الإقليمية للأسرة والخدمات الاجتماعية وتسليم الطفل إلى السلطات الرسمية، وفي حال لم تتمكن من الوصول إلى هنا، فعليك إبلاغ وحدات تطبيق القانون وتسليم الطفل إلى وكالة إنفاذ القانون".

وأوضحت حورية حميدي أنها لم تتلق أي بلاغات عن أطفال مفقودين في آمد حيث وقع الدمار، مشيرةً إلى أن مناطق الكوارث بالعادة تكون قابلة للتعرض لحالات مثل الاتجار بالأطفال أو مافيا الأعضاء، بناء على تجارب الزلزال الأخرى، وتطرقت أيضاً إلى ما يجب فعله عند مواجهة طفل غير مصحوب بذويه "لا نعرف ما الذي يمر به الطفل، فهو يعاني من صدمة، لذلك فإن تقبيل الطفل أو لمسه حتى مع حسن النية أمر خاطئ".

 

إنشاء شبكة إدارة الأزمات

وفي إشارة إلى إنشاء شبكة إدارة أزمات حقوق الطفل في آمد مباشرة بعد الزلزال، قالت حورية حميدي "ما هي الاحتياجات الأساسية التي يتم تجميعها في ساعة واحدة؟ وماذا يمكننا أن نفعل؟ تحدثنا وقمنا بالتخطيط، نجري دراسات نفسية مع الأطفال، من ناحية أخرى نقوم بزيارتهم وتحديد احتياجاتهم، ونقوم بإحالات عاجلة بشأن هذه الاحتياجات، يعاني الأطفال والفئات العمرية الصغيرة (الرضع) من نقص في الغذاء، ونحن نعمل على تلبية هذه الاحتياجات".

وأشارت إلى أنه "لقد أثبتنا أن الأطفال ليسوا بأمان بسبب المشاكل في مفهوم الأمن، لأن الخيم أقيمت في مناطق مفتوحة ومزدحمة للغاية، يمكن لأي شخص الدخول والخروج منها. الأطفال معرضون لجميع أنواع الإهمال وسوء المعاملة، ومن المهم أن يتم وضع الاجراءات الأمنية".