دلوجان بوزي

كوباني ـ

يعتبر الكرد الأيزيديون الأربعاء الأحمر أو رأس السنة الإيزيدية بداية عام جديد. والأربعاء الأحمر هو عيد الإيزيديين الأكثر شهرة وشعبية، ويُحتفل به في الأسبوع الثاني من شهر نيسان من كل عام. ووفقاً للمعتقد الإيزيدي فإن هذا العيد هو رمز لانبعاث الخليقة والخير، وهو أيضاً أكبر أعياد المجتمع الإيزيدي. حيث تقول المعتقدات الإيزيدية أن الكون خُلق في هذا اليوم وفيه بدأت الحياة على كوكب الأرض. ويقوم الإيزيديون في هذا العيد بسلق وتلوين البيض الذي يرمز أيضاً إلى خلق الكون من جديد.

 

يعلقون الأزهار على أبواب منازلهم من أجل البركة

يحتفل المجتمع الإيزيدي بهذا العيد منذ آلاف السنين، لأنهم عرفوا قبل الجميع كيفية نشوء الكون. حيث يقوم الإيزيديون في عيد الأربعاء الأحمر بسلق البيض الذي يحوي داخله معاني تشكل الكون. وفي صبيحة يوم العيد يستيقظ الجميع باكراً ويتوجهون لأشعة الشمس ويصلون من أجل السلام العالمي. ثم يذهبون إلى الحقول ويجمعون أزهار شقائق النعمان الحمراء ويعلقونها مع قشور البيض على أبواب المنازل لتبقى الحياة جميلة وبهية. 

كما يزور الأهالي في صباح العيد قبور أقاربهم ويوزعون الطعام هناك. ويحتفل الجميع في يوم العيد ولا يذهب أحد إلى العمل. ووفقاً للمعتقدات الإيزيدية لا ينبغي لأحد أن يتزوج في نيسان وذلك احتراماً لجمال وبهاء هذا الشهر. كما أن هناك العديد من الأعياد الإيزيدية ولكل منها معنى خاص وكلها مرتبطة بالطبيعة. تحدثت لنا الإيزيدية فيدان عمو عن معنى وأهمية عيد الأربعاء الأحمر.

 

"في يوم العيد نسلق 336 بيضة"

وعن الاحتفال بالأربعاء الأحمر تقول فيدان عمو "نحتفل بالأربعاء الأحمر كل عام. فكل الاعتداءات التي نتعرض لها تهدف إلى إنهاء وتدمير ثقافتنا ومعتقداتنا أيضاً. وعندما كنا في عفرين، كان جميع الإيزديين يحتفلون معاً وكنا سعداء جداً. فنستيقظ في الصباح الباكر ونعد مستلزمات وحلويات العيد، ونوزعها على الأطفال أولاً ثم على الجميع. نحن نلون البيض بألوان مثل الأخضر والأحمر والأصفر والأبيض أي بحسب ألوان فصول السنة. كما أننا نقوم بسلق 336 بيضة وذلك بحسب عدد أيام السنة التي تضم 336 يوماً ثم نوزعها على الجيران. بعد ذلك نبارك عيدنا بإقامة الاحتفالات. كما أننا نبارك كل شيء يتعلق بالطبيعة". 

 

"تتعرض معتقداتنا وثقافتنا للاعتداءات"

لفتت فيدان عمو الانتباه إلى الاعتداءات على عقيدة الكرد الإيزيديين وقالت "لقد أرسلت الدولة التركية عصاباتها إلى شنكال في عام 2014 ولكن كل خططهم باءت بالفشل، واليوم أيضاً نقف نحن الإيزديين صامدين وندين مخططاتهم. فمنذ أن ولد الإيزيديون يتعرضون للاعتداءات والتعذيب وحملات الإبادة الجماعية ولكننا سنظل نقاوم وسيكون النصر حليفنا".