الأمم المتحدة تكرم هنرييتا لاكس صاحبة خلايا "هيلا"
كرمت منظمة الصحة العالمية هنرييتا لاكس المرأة التي انقذت بخلاياها أرواحاً لا تعد ولا تحصى، وغيرت البحوث الطبية في أنحاء العالم
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2021/10/20220306-60-jpgccd8c1-image.jpg)
مركز الأخبار ـ .
تم تكريم هنرييتا لاكس التي أصبحت خلاياها بداية خط لخلايا "خالدة" لا تموت والتي تعرف اليوم باسم "خلايا هيلا"، أمس الأربعاء 13 تشرين الأول/أكتوبر.
أنقذت خلايا المرأة الأمريكية من أصول أفريقية هنرييتا لاكس التي توفيت بمرض سرطان عنق الرحم، ملايين الأرواح وجعلت العديد من الاكتشافات العلمية ممكنة مثل فيروس الورم الحليمي البشري ولقاحات شلل الأطفال، بالإضافة لأدوية علاج فيروس نقص المناعة البشرية إلى جانب أبحاث سرطان الدم ومرض الناعور وبحوث فيروس كورونا.
وتم إنتاج الخلايا وتوزيع أكثر من 50 مليون طن متري منها حول العالم، وشكلت جزءاً من أكثر من 75 ألف دراسة.
وكانت هنرييتا لاكس قد توجهت عام 1951 وهو العام الذي توفيت فيه، إلى أحد المستشفيات الرائدة القليلة في ذلك الوقت التي كانت تقدم خدمات للأمريكيين من أصول أفريقية في مدينة بالتيمور الأمريكية، بعد أن عانت من نزيف مهبلي شديد وتم تشخيص إصابتها بسرطان عنق الرحم، وعلى الرغم من العلاج الذي كانت تتلقاه إلا أنها توفيت عن عمر ناهز 31 عاماً، وكان الباحثون قد أخذوا من جسدها خزعات دون علمها أو موافقتها واحتفظوا بها.
لكن المجتمع العلمي العالمي أخفى عرقها وقصتها الحقيقية وهو خطأ تاريخي بحسب ما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية، وتأمل أن تكريمها سيساعد في تصحيحه، وهذا ما عقب عليه الدكتور تيدروس أدهانوم خلال التكريم قائلاً "وكالة الأمم المتحدة تقر بأهمية الحساب مع الظلم العلمي في الماضي وتعزيز المساواة العرقية في الصحة والعلوم"، وأضاف "التكريم فرصة لتقدير النساء الملونات، اللواتي قدمن مساهمات مذهلة ولكن غير مرئية في كثير من الأحيان في العلوم الطبية".
وبحسب المنظمة فأن النساء ذوات البشرة الملونة لازلن يتأثرن بشكل غير متناسب بسرطان عنق الرحم، وخلال جائحة كورونا تم الكشف عن العديدة من أوجه عدم المساواة الصحية التي لا تزال قائمة بين المجتمعات المهمشة.
وعلى الرغم من الموافقة التي منحتها منظمة الصحة العالمية منذ أكثر من 12 عاماً، فقيود العرض وارتفاع الأسعار تمنع وصول الجرعات الكافية إلى النساء في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، واعتباراً من العام الماضي كان لدى أقل من 25% من البلدان منخفضة الدخل وأقل من 30% من البلدان متوسطة الدخل، إمكانية الوصول إلى لقاح فيروس الورم الحليمي البشري من خلال برامج التمنيع الوطنية الخاصة، مقارنة بأكثر من 85% من البلدان ذات الدخل المرتفع.
وفي هذا السياق قالت مساعدة المدير العام للأولويات الاستراتيجية والمستشارة الخاصة للمدير العام برينسس سيميليلا إنه "من غير المقبول أن يتحدد الوصول إلى لقاح فيروس الورم الحليمي البشري المنقذ للحياة من خلال العرق أو الإثنية أو المكان الذي نولد فيه"، وأكدت أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري تم تطويره باستخدام خلايا هنرييتا لاكس، وأضافت "ندين لها ولأسرتها بتحقيق الوصول العادل إلى هذا اللقاح الرائد".
ووثقت الدراسات التي جرت في بلدان مختلفة أن النساء من أصول أفريقية يفقدن أرواحهن بسبب سرطان عنق الرحم أكثر بعدة مرات من النساء ذوات البشرة البيضاء، وحالياً 19 دولة من أصل 20 تعاني من أعلى معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم تتركز في أفريقيا.