الإعلان عن حملة "معاً لدعم نساء السويداء" وسط تصاعد العنف

أعلنت منصة الفعاليات المشتركة للنساء في إقليم شمال وشرق سوريا، في بيان لها، إطلاق حملة تضامنية مع نساء مدينة السويداء، وذلك في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها المدينة.

قامشلو ـ في 13 تموز/يوليو الجاري، شهدت مدينة السويداء السورية اشتباكات عنيفة أدت إلى تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية والأمنية، تخللتها موجات نزوح جماعية، وانهيار في الخدمات الأساسية، وسقوط عدد من الضحايا.

أعلنت نساء إقليم شمال وشرق سوريا عن تضامنهن مع نساء السويداء، مؤكدةً في جملة من المطالبات على ضرورة توفير حماية دولية فعالة تضمن عدم تكرار الجرائم، وخلق بيئة آمنة ومستقرة للنساء وللمدنيين.

وفي هذا السياق، أدلت منصة الفعاليات المشتركة للنساء في إقليم شمال وشرق سوريا، اليوم الأربعاء 30 تموز/يوليو، بياناً إلى الرأي العام، بمشاركة العشرات من ممثلات مؤسسات الإدارة الذاتية، وشخصيات مستقلة، محاميات، ممثلات المنظمات والحركات النسوية، ونساء المنطقة.

وجاء في نص البيان "في ظل تصاعد وتيرة الخطر والعنف بحق المدنيين وخاصة النساء في السويداء، نعرب كمنصة للفعاليات المشتركة للنساء في إقليم شمال وشرق سوريا، عن تضامننا الكامل مع نساء مدينة السويداء، اللواتي يواجهن جرائم ممنهجة تمس كرامتهن، أمنهن وحقهن في الحياة، في ظل غياب تام لأي حماية رسمية أو تدخل إنساني فعال، وتخاذل دولي يثير القلق".

وأضاف البيان أنه بحسب المرصد السوري لحقوق الأنسان تم توثيق مقتل 1386 شخصاً خلال ثمانية أيام فقط، "فقد هؤلاء الأشخاص حياتهم في الاشتباكات التي دارت في السويداء، من 13 إلى 21 تموز الحالي، من بينهم عشرات النساء والأطفال، إلى جانب عمليات إعدام ميداني، هذه الأرقام الصادمة تكشف عن مجازر ممنهجة، تؤكد أن ما يجري في السويداء ليست أحداثاً معزولة، بل سياسة عنف ممنهجة تستهدف كسر إرادة الشعب هنالك، وفرض الهيمنة بالقوة".

وأشار البيان إلى أنه "في ظل هذا الوضع يثير صمت الحكومة السورية المؤقتة قلقاً بالغاً، حيث تكتفي بتحركات شكلية، وتتهرب من مسؤولياتها كحكومة مؤقتة".

وأكدت المنصة أن بيان لجنة تقصي الحقائق لم يكن واقعياً وجاء فقط لتبرئة الذات "إنها محاولة لتبرئة الذات وتمييع الحقيقة، وإطالة أمد الإفلات من العقاب"، مضيفةً "انطلاقاً من شعورنا بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية، ومن إيماننا الراسخ بأن حماية النساء والدفاع عن كرامتهن وحقهن في الحياة هو مسؤولية جماعية، نعلن اليوم عن إطلاق حملة نسائية تحت شعار (معاً لدعم نساء السويداء في مواجهة الإبادة)".

وأوضح البيان أن الحملة تهدف "إلى رفع صوت المرأة في مواجهة هذه الجرائم، وخلق مساحات مشتركة بين نساء إقليم شمال وشرق سوريا ونساء السويداء، لبناء تضامن فعال، وتوثيق الانتهاكات، وتحويلها إلى أدوات للمساءلة الدولية، بالإضافة لتعزيز الوعي المجتمعي بخطورة ما يحدث، وفضح السياسات التي تحول النساء إلى ضحايا صامتات".

وطالبت المنصة بـ "وقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء كل أشكال العنف ضد المدنيين دون تأخير، فتح ممرات إنسانية آمنة تتيح للمدنيين، خاصة النساء والأطفال، الخروج من مناطق النزاع دون تهديد أو خوف، الإفراج عن النساء المختطفات والمعتقلات، ووقف كل أشكال التعذيب والإخفاء القسري، وصول عاجل وفوري للمساعدات الإنسانية من غذاء وماء ودواء إلى المناطق المحاصرة والمنكوبة، وضمان عدم عرقلتها أو تسييسها، فتح الطريق بين دمشق والسويداء بشكل آمن ومستمر، كضرورة إنسانية عاجلة لضمان تدفق المساعدات وإنقاذ الأرواح، استجابة الحكومة الانتقالية دون مماطلة، وموافقتها الرسمية على استقبال المساعدات الإغاثية المُرسلة من الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، باعتبارها مبادرة إنسانية خالصة بعيداً عن الحسابات السياسية، توفير حماية دولية فعالة تضمن عدم تكرار الجرائم، وخلق بيئة آمنة ومستقرة للنساء وللمدنيين، منع التهجير القسري لسكان السويداء، وضمان حقهم في البقاء بأمان وكرامة في منازلهم ومناطقهم، تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تعمل على توثيق الجرائم المرتكبة، ومحاسبة الجناة بعيداً عن التسيس والانحياز".

الجدير بالذكر أن الحملة ستستمر لمدة 7 أيام على التوالي، وبرنامجها متنوع ومختلف، ففي 31 تموز/يوليو سيتم إرسال رسائل إلكترونية إلى المنظمات الحقوقية، الإنسانية، والنسائية الدولية، تتضمن بيان الحملة ومطالبها العاجلة، بالإضافة لدعوة هذه الجهات إلى التدخل الفوري من أجل حماية النساء ومنع تكرار الجرائم.

وفي الأول من آب/أغسطس سيتم إطلاق حملة إلكترونية عبر هاشتاج موحد يعكس عنوان الحملة، بالإضافة لمشاركة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكسر جدار الصمت، وتحفيز الإعلام الدولي على تغطية الانتهاكات.

بينما في الثاني من آب/أغسطس ستعرض منصة إعلامية عبر قناة تلفزيونية لفتح المجال أمام أصوات النساء والناشطات للحديث عن جرائم السويداء، وتقديم رسائل تضامن من نساء إقليم شمال وشرق سوريا إلى أخواتهن في السويداء.

أما في الثالث من آب/أغسطس سيكون هناك تقاطع رمزي ومؤلم بين ذكرى مجزرة شنكال التي استهدفت النساء الإيزيديات، وجرائم القتل المتصاعدة بحق نساء السويداء، حيث ستنظم الحملة وقفات احتجاجية متزامنة في الحسكة، الرقة، وحلب، بمشاركة تنظيمات نسائية وشخصيات مجتمعية، لرفع شعارات تطالب بالحماية، المحاسبة، ورفض الإبادة، تأكيداً على وحدة النساء في مواجهة العقلية الذكورية الفاشية.

وفي الرابع من الشهر القادم سيتم إعداد ملف موثّق للانتهاكات والجرائم المرتكبة، تمهيداً لتقديمه إلى الجهات الحقوقية والأممية المختصة.

وفي اليوم التالي سيعقد منتدى حواري يسلط الضوء على واقع المرأة في سوريا، والانتهاكات التي تواجهها، مع التركيز على جرائم السويداء وسبل توثيقها ومحاسبة مرتكبيها، بالإضافة إلى بحث دور النساء في قيادة المرحلة المقبلة وتعزيز مشاركتهن في العمل المجتمعي والسياسي، ويُختتم المنتدى والحملة بوضع آليات واضحة للحماية، والتكاتف بين النساء والقوى الديمقراطية، مع ضمان متابعة مستمرة لمناهضة العنف والإفلات من العقاب، ودعم الجهود المبذولة لحل الأزمة السورية وبناء سلام دائم.