الاجتماع التشاوري للنساء الكرديات... على النساء أن تكن واعيات لحساسية المرحلة
بهدف توحيد النساء ضد هجمات الاحتلال التركي، نظم مؤتمر ستار اليوم الأحد 15 أيار/مايو ملتقى تشاوري بمشاركة 50 منظمة نسائية، إضافةً لمندوبات من أحزاب سياسية، وحركات ومنظمات نسائية من المنطقة عبر تقنية الزوم.
قامشلو ـ تحت شعار "لتوحيد مواقف النساء ضد الاحتلال" عقد مؤتمر ستار في مقاطعة قامشلو بشمال وشرق سوريا الاجتماع التشاوري للنساء الكرديات، وذلك بهدف مناقشة آخر المستجدات السياسية في المنطقة، والدور الذي تلعبه المرأة في هذه المرحلة.
نظراً للظروف والهجمات التي تتعرض لها مناطق شمال وشرق سوريا ومناطق الدفاع المشروع في إقليم كردستان من قبل الاحتلال التركي، ارتأى مؤتمر ستار عقد اجتماع تشاوري للنساء الكرديات بمدينة قامشلو.
وحضر الاجتماع 50 منظمة وحزباً كردياً، بما فيه حزب سوريا المستقبل، حزب الاتحاد الديمقراطي، مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا، حركة المجتمع الديمقراطي، اسايش المرأة، مؤتمر ستار، البيت الإيزيدي، واعضاء من مركز أبحاث وحماية حقوق المرأة، واتحاد المثقفين، ومنظمة سارا، ولجنة مهجري سري كانية، إضافةً إلى عضوات المؤسسات والحركات النسائية في كل من الرقة وحلب الشهباء، كما وستشارك عدد من النساء من جميع أجزاء كردستان عن طريق تطبيق الزوم، إضافةً إلى عدد من المؤسسات والأحزاب الأخرى.
وخلال الاجتماع أكدت الناطقة باسم مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا رمزية محمد أنه "سنسعى من خلال اجتماعنا إلى توحيد موقف جميع النساء الكرديات في جميع أجزاء كردستان لنستطيع مواجهة جميع السياسات والهجمات التي تستهدف مناطقنا".
وبينت أن "الحروب التي اندلعت عبر التاريخ بهدف إبادة الشعب الكردي وإبادة النساء الكرديات المناضلات والمقاومات، تعتبر مؤامرات لا تزال مستمرة حتى الآن وتتكرر كل يوم، فكل يوم يتم استهداف النساء، وذلك في مسعى لكسر إرادة المرأة الكردية التي أصبحت مثالاً يحتذى به في العالم أجمع، وكذلك لأنها هي من حافظت على المكتسبات الكردية، والإنجازات التي تحققت في المنطقة، فمن خلال حفاظها وحمايتها لهذه المكتسبات سنتمكن من ردع كافة الهجمات والمؤامرات التي تحاك ضد شعوب المنطقة".
وأكدت رمزية محمد أن نتائج الاجتماع التشاوري ستكون إيجابية "سنستطيع من خلال هذا الاجتماع أن نصل إلى نتائج ناجحة نتمكن من خلالها عقد المؤتمر الثالث للنساء الكرديات، الذي لم ينعقد منذ مدة طويلة بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة من هجمات واحتلالات، ومن خلال هذا الاجتماع أيضاً سنصبح مثال المرأة الكردية التي تعتبر قدوة لثورة شمال وشرق سوريا، ومثالاً لجميع الاحزاب السياسية والمجتمع المدني".
وعلى هامش الاجتماع قالت عضو اللجنة الدبلوماسية في مؤتمر ستار روكن أحمد لوكالتنا "نعقد اليوم الاجتماع التشاوري للنساء الكرديات على مستوى شمال وشرق سوريا، وذلك بمشاركة نساء المنطقة ونساء من جميع أجزاء كردستان، ولبنان ومصر وأوروبا"، مبينةً أن أهمية الاجتماع تكمن في توقيته "نعقد اجتماعنا في وقت تتعرض فيه المنطقة لاعتداءات متكررة من قبل الاحتلال التركي الذي يهدف إلى إبادة الكرد ثقافياً ووجودياً، ولذلك ارتأينا إلى ضرورة عقد هذا الاجتماع بين النساء الكرد والأحزاب السياسية والمثقفين، للوصول إلى موقف موحد تجاه هذه الهجمات والانتهاكات الممارسة على الشعب الكردي".
وأضافت "المرحلة التي يمر بها العالم على المستوى العالمي والإقليمي، وخاصة مناطق شمال وشرق سوريا ومناطق الدفاع المشروع حساسة جداً، حيث تهدف القوى العظمى والإقليمية والاحتلال التركي إلى تغيير خارطة الشرق الأوسط في القرن الواحد والعشرين، وكذلك إبادة الشعب الكردي واستهداف مكتسباته،"، مؤكدةً أنه "نتعرض في مناطق شمال وشرق سوريا لهجمات مستمرة تهدف إلى ضرب مشروع الإدارة الذاتية، كما وتتعرض شنكال وجبال كردستان لهجمات مستمرة، فكل مكتسبات الشعب الكردي سواءً في إقليم كردستان أو روج آفا تتعرض لمخاطر جدية، ونحن لدينا فرصة تاريخية علينا لإبداء موقفنا في المقاومة من خلال ردع هذه الهجمات والاحتلالات وحماية مكتسباتنا كشعب كردي".
وفيما يخص النقاشات والمحاور التي تضمنها الاجتماع قالت روكن أحمد "خلال الاجتماع تم النقاش حول محورين أولهما مناقشة آخر المستجدات والتطورات السياسة على الساحة الدولية والإقليمية والكردستانية، والمخاطر التي يتعرض لها الشعب الكردي، وكيفية تصعيد المقاومة والحماية والدفاع المشروع، وفي المحور الأخر تمت مناقشة موقف المرأة الكردية من الهجمات والاحتلال والإبادة التي تستهدف النساء بشكل خاص"، مبينةً أنه ستكون هناك مخرجات ونتائج سيتم من خلالها وضع برنامج موحد لكل النساء.
واختتمت روكن أحمد حديثها متمنية ان يتكلل الاجتماع بالنجاح "نتمنى أن تلعب المرأة دورها في المجال السياسي، وأن تسعى نحو السلام والديمقراطية وردع الاحتلال، وتوحيد القوى الكردية خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تتعرض لها أجزاء كردستان".
ومن جهتها قالت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية في مقاطعة قامشلو أمينة عمر أن الاجتماع يهدف توحيد صف النساء الكرديات تجاه الاعتداءات على مناطقهن "في هذه المرحلة هناك خطر كبير يستهدف الوجود الكردي، والثقافة واللغة والتاريخ الكردي، والمرأة الكردية بشكل خاص بالإضافة إلى كل المنجزات التي تحققت في ثورة المرأة".
وأضافت "نسعى من خلال هذا الاجتماع إلى الخروج بتوصيات مهمة جداً للنساء الكرد حول كيفية الوقوف في وجه الاحتلال بكافة أشكاله، وكيفية تنظيم المراة الكردية حتى تكون قوية وقادرة على مقارعة الاحتلال في هذه المرحلة، ونحن كنساء كرد بشكل عام يجب أن تكون لدينا مبادرة من أجل توحيد الموقف الكردي، لأن هذه المرحلة حساسة جداً والمرأة قادرة على لعب دور مهم جداً فيها، سواء من خلال الوقوف في وجه الاحتلال وتنظيم ذاتها على كافة الأصعدة سياسياً أو دبلوماسياً، أو من خلال توحيد الصف الكردي، لما لها من قدرة على لعب هذا الدور الهام في هذه المرحلة من حياة الكرد بشكل عام".
وفيما يخص أهمية عقد هكذا اجتماعات قالت أمينة عمر أن "عقد هكذا اجتماعات مهم جداً ليكون هناك موقف موحد لجميع شرائح المجتمع وخاصة إذا كانت الاجتماعات خاصة بالمرأة الكردية، فمن الضروري أن يكون هناك موقف موحد للنساء الكرديات تجاه ما تتعرض له المناطق الكردية، واستهداف منجزات المرأة بشكل خاص لأن المرأة هي التي ساهمت بشكل كبير في تحقيق المشروع الديمقراطي، وهي التي تقود ثورة المرأة، لذلك هي تستهدف بشكل مباشر من قبل القوى المستهدفة للوجود الكردي".
واختتمت أمينة عمر حديثها قائلةً "نتمنى أن تكون المرأة بشكل عام وخاصة الكردية مستوعبة لهذه المرحلة، وأن تستطيع إيصال صوتها وقضيتها إلى العالم".
يذكر أن الاجتماع التشاوري مستمر وسيختتم ببيان وعدة مخرجات.