الاجتماع العاشر للجنة التضامن يناقش خارطة طريق من أجل السلام الدائم
تركزت أعمال الجلسة العاشرة للجنة "التضامن الوطني، الأخوة والديمقراطية" على مناقشة سبل تحقيق السلام الدائم في تركيا، من خلال الاستفادة من التجارب الدولية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، وإجراء إصلاحات دستورية شاملة.

مركز الأخبار ـ يناقش المشاركون في الاجتماع العاشر للجنة "التضامن الوطني، الأخوة والديمقراطية"، التي تأسست في البرلمان التركي عقب دعوة القائد عبد الله أوجلان لإيجاد حل ديمقراطي للقضية الكردية، نماذج دولية للسلام، مؤكدين أن تركيا بحاجة إلى نموذج خاص بها يستند إلى الإصلاحات الدستورية والمجتمعية لضمان سلام دائم.
الجلسة التي عُقدت اليوم الأربعاء 17 أيلول/سبتمبر، شهدت مشاركة واسعة من الأكاديميين والخبراء، وسط تأكيدات رسمية على ضرورة الإسراع في صياغة نموذج تركي فريد لتحقيق السلام الداخلي.
افتتح رئيس البرلمان التركي، نعمان كورتولموش، أعمال الجلسة بكلمة شدد فيها على أهمية اللحظة التاريخية التي تمر بها البلاد "علينا أن نسرع الخطى ونضع نموذجاً خاصاً بتركيا لحل هذه القضية".
وأشار إلى أن اللجنة تأسست بدعم شعبي واسع، حيث نالت تأييد نحو 95% من المواطنين الذين صوتوا للأحزاب الممثلة في البرلمان، مضيفاً أن اللجنة نجحت حتى الآن في تشكيل قوة تمثيلية مشتركة أوصلت أعمالها إلى هذه المرحلة المتقدمة.
وقد خصصت الجلسة الأولى للاستماع إلى مداخلات أكاديمية، حيث قدمت البروفيسورة حوا كوك أرسلان عرضاً مشتركاً مع عدد من زملائها، تناولت فيه أهمية بناء السلام الدائم في تركيا، مؤكدةً على أن البلاد تقف عند نقطة تحول تاريخية، وأن تأسيس دولة قوية لا يكتمل دون بناء نظام قانوني متين، وهو ما يتطلب إصلاحات عميقة في المؤسسات والمواقف المجتمعية.
وفي حديثها عن مفهوم السلام، أوضحت أن هناك أربعة أنواع من السلام، أبرزها "السلام الإيجابي" الذي يتطلب معالجة الأسباب الجذرية للصراع، مثل العنف البنيوي والتحولات المؤسسية، لافتةً إلى أن تحقيق هذا النوع من السلام قد يستغرق جيلاً كاملاً، مشددة على ضرورة وضع خطة طويلة الأمد لترسيخ التغييرات المطلوبة.
كما دعت إلى "تحول في العقلية"، معتبرة أن النموذج الفكري السائد يجب أن يتجاوز التركيز على الصراع، ويعتمد بدلاً من ذلك على رؤية صحية ومستقرة للحياة الاجتماعية، مشيرةً إلى أن التجربة التركية، خصوصاً في الأناضول، تحمل خصوصية فريدة يجب الاستفادة منها في بناء نموذج السلام.
من جانبها، تناولت الأكاديمية سيفتاب يوكوش فزندر أوغلو تجارب دولية في بناء السلام، مؤكدة أن تركيا ستخلق نموذجها الخاص بعيداً عن النسخ الجاهزة، مستعرضة تجربة جنوب أفريقيا، التي نجحت في تجاوز عقود من التمييز العنصري عبر دستور ديمقراطي شامل ولجنة الحقيقة والمصالحة، كما أشارت إلى أهمية اللامركزية والتمثيل المتساوي وتعدد اللغات الرسمية في تعزيز الاستقرار.
وفي سياق متصل، استعرضت تجربة الفلبين، حيث شهدت منطقة مينداناو جهوداً مكثفة لإشراك المجتمع في عملية السلام، رغم العزلة النسبية التي تعاني منها عن باقي البلاد، موضحة أن القانون الأساسي هناك مر بمراحل متعددة، بدءاً من إلغائه بسبب مخالفته للدستور، وصولاً إلى إعادة صياغته واعتماده عبر استفتاء شعبي، ما ساهم في تنظيم عملية تسليم الأسلحة تدريجياً.
وختمت مداخلتها بالدعوة إلى إعادة صياغة مقدمة دستور 1982، الذي وُضع بعد انقلاب 12 أيلول، بلغة تعزز السلام والديمقراطية المحلية، مؤكدة أن اللجنة الحالية تمتلك القدرة على تنفيذ هذه الإصلاحات الجوهرية.
وتتواصل أعمال الاجتماع بمشاركة نخبة من الأكاديميين، من بينهم عائشة بتول تشيليك، جيراغ إسراء تشوهادار، فاتح أولوصوي، حسين أوروك، دنيز أولكه كايناك، وهاب جوسكون، وطلحة كوسا، في جلسات لاحقة تهدف إلى تعميق النقاش حول مستقبل السلام والديمقراطية في تركيا.