آلاف اللاجئين وثقافة مهددة بالخطر... والمؤامرات على الكرد مستمرة
في استمرار لردود الفعل الغاضبة من قبل أهالي شمال وشرق سوريا حيال مواصلة الاحتلال التركي لهجماته على أراضي إقليم كردستان، واستهداف المدنيين أصدرت مؤسسات المجتمع المدني اليوم 9 حزيران/يونيو بياناً
كوباني ـ .
وجاء في بيان مؤسسات المجتمع المدني في مدينة كوباني بشمال وشرق سوريا أن آلاف اللاجئين تعرضوا للخطر تحت قصف الطائرات التّركية في مخيم مخمور، التي تستهدف بشكل خاص ثقافة الشَّعب الكردي، بالتآمر مع قوى دولية وإقليمية، ولا تزال الانتهاكات على إقليم كردستان مستمرة.
وأضاف البيان "ندين بأشد العبارات قصف الاحتلال التركي المستمر على أراضي إقليم كردستان، واستهداف مخيم مخمور للاجئين، الذي يعتبر هجوماً وحشياً في الدرجة الأولى".
ووصف البيان الهجوم بأنه اعتداء صارخ على السيادة العراقية، وتجاوز سافر على جميع القوانين والأعراف الدولية، وضرب لقواعد حسن الجوار وفق المعايير الدولية.
وتابع البيان "قصف الاحتلال التركي مخيم الشهيد رستم جودي الذي يقطنه الآلاف من اللاجئين، بالتزامن مع شن الطائرات الحربية غارات جوية همجية في منطقة متينا مساء السبت، وجراء ذلك فقد ستة من عناصر البيشمركة حياتهم، والتي تحاول الحكومة التركية استخدمه سلاحاً من أجل خلق صراع كردي، وكسب بعض الأطراف الكردية إلى جانبها بالتهديد والابتزاز".
ودعا البيان عموم شعب الإقليم وحكومته على وجه الخصوص إلى إدراك هذا الأمر، وعدم الانجرار وراء الفتن وأخذ الحيطة والحذر من المُخططات والمؤامرات التي يحيكها أعداء الحرية، بإثارة الفتن بين الأطراف الكردية في محاولة للنيل والعبث بحقوق ومكتسبات وكرامة الشعب الكردي.
وأضاف البيان "إحداث اقتتال كردي ـ كردي، يُعد من أولويات خطط الاحتلال التركي، وكل ممارساته الفاشية تستهدف وجود وثقافة الشعب الكردي".
وطالب البيان بوحدة الصف الكردي في أقرب فرصة، والتكاتف مع القوى الديمقراطية التي هي كفيلة بهزيمة الفاشية وجميع مخططاتها ومؤامراتها، إذ أن هذه الانتهاكات والأعمال الاستفزازية تكررت أكثر من مرة من قبل القوات التركية.
وأشار البيان إلى أن تواجد معسكرات الاحتلال التركي داخل الأراضي العراقية دون أي مسوغ قانوني، ولا ينطلي على عاقل حديث تركيا عن حماية أمنها القومي وحدودها في سياق محاولاتها تبرير غزوها لمناطق إقليم كردستان، تحت ذرائع واهية لمحاربة حزب العمال الكردستاني.
ونوه البيان إلى أن الاحتلال التركي لا يزال باقياً في الأراضي التي احتلها، ويرفض الخروج منها، إضافة إلى أنه يُهدد باحتلال مناطق أخرى كـ شنكال، وآفاشين ومتينا، ويهدد أردوغان دائماً بالمزيد من الاعتداءات والتجاوزات.
وندد البيان بصمت حكومتيَ العراق وإقليم كُردستان، والقوى السياسية العراقية، الذي يطعن في مصداقية الادعاءات اليومية لمختلف الجهات العراقية بالحرص على استقلال العراق وسيادته الوطنية، وينبغي على حكومة الإقليم الخروج عن صمتها اتجاه التجاوزات التركية باستهدافها المناطق المدنية ومخيمات اللاجئين التي باتت واضحة كوضوح الشمس، وترد على تركيا لما تقوم به في الإقليم من قصف وتدمير للمناطق والقرى والمخيمات الآهلة بالمدنيين.
وطالب البيان الدولة العراقية وحكومة إقليم كردستان بالتنديد العملي والفعلي وليس اللفظي فقط، وأخذ موقف جاد وحازم إزاء هذه الخروقات العدوانية على الأراضي العراقية.
واختتم البيان بالتأكيد على أنه "من واجب الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان حماية أمنها وحدودها أمام هذه الانتهاكات والعمليات العسكرية المُمنهجة واللاأخلاقية واللاإنسانية، وأن تُقدم شكوى لدى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ضد التدخل العدواني السافر للاحتلال التركي، والوقوف بوجه الأطماع التوسعية التركية في مختلف المحافل العربية والإقليمية والدولية".
يذكر أن الاحتلال التركي يشن منذ 23 نيسان/أبريل الفائت، عمليات عسكرية جواً وبراً على مخيم مخمور بذريعة ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وجاء شن الهجوم بعد توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مطلع حزيران/يونيو الجاري بتوسيع توغله العسكري داخل الأراضي العراقية ليصل إلى 180 كيلومتراً جنوب الحدود.