الأعباء التي يتسبب بها تغير المناخ على النساء أحد محاور مؤتمر كوب 26

سلط مؤتمر الأطراف "كوب 26" الضوء على العبء الكبير الذي تشكله أزمة تغير المناخ على النساء تزامناً مع يوم المرأة في المؤتمر

مركز الأخبار ـ .
خلال الجلسة المنعقدة لمؤتمر الأطراف "كوب 26"، أمس الثلاثاء 9 تشرين الثاني/نوفمبر في مدينة غلاسكو الاسكتلندية، صعدت النساء على المسرح لإظهار أن تغير المناخ ليس محايداً من الناحية الجنسانية، وأن العمل المناخي يحتاج إلى جهودهن والمعرفة التي يمتلكنها أكثر من أي وقت مضى.
وتزامناً مع يوم المرأة في مؤتمر الأطراف "كوب 26" وصلت الدمية العملاقة "أمل الصغيرة" التي تمثل طفلة سورية لاجئة في التاسعة من عمرها إلى المؤتمر وصعدت على مسرحه، بعد أن سارت مسافة 8000 ميل عبر أوروبا خلال 14 أسبوعاً انطلاقاً من مدينة غازي عنتاب التركية، لتنضم إلى الناشطة المناخية بريانا فروين.
وتبادلتا الهدايا حيث قدمت بريانا فروين زهرة تمثل الأمل والنور لأمل الصغيرة، وفي المقابل أعطتها أمل كيساً من البذور، وخاطبت الناشطة الجلسة العامة قائلة "لقد انطلق كلانا هنا في رحلة، من مكانين مختلفين للغاية، لكننا مرتبطتان بحقيقة أننا نعيش في عالم محطم قام بشكل منهجي بتهميش النساء والفتيات، لا سيما النساء والفتيات من المجتمعات الضعيفة".
وذكّرت بريانا فروين المشاركين بأن وطأة حالة الطوارئ المناخية التي ضخمت عدم المساواة القائمة، غالباً ما تؤثر بصورة أكبر عل النساء، وقالت "جلبت أمل البذور لإلهامنا، فالبذور تمثل الأمل، الشيء الجميل في البذور هو أنه عليك أن تتحلى بما يكفي من نكران الذات لتكون راضياَ عن حقيقة أنك قد لا تجني الثمار ولا ترى الزهور، لكنك تشعر أن الأمر يستحق ذلك لأنك تعلم أن أطفالك سيجنون هذه الثمار ويستمتعون بجمال الزهور".
وأضافت أن البذور تمثل استعارة للقرارات التي يتم اتخاذها في مؤتمر "كوب 26" بالنسبة لمستقبل الكوكب، وسلطت الضوء على ضرورة سقي البذور وتقليمها ورعايتها لتؤتي ثمارها، ودعت المندوبين إلى مواصلة العمل بعد انتهاء المؤتمر "سأزرع هذه البذور عندما يكون وزراؤنا جاهزين، لكنني آمل في أن تكونوا قادرين على زرعها خلال المفاوضات وداخل غرف النقاش، وعندما نغادر مؤتمر الأطراف ستعتنون بها حتى تنمو لتصبح عالماً جميلاً تستحقه فتيات مثل أمل، وتستحق جميع الفتيات أن تعيش فيه بأمان".
وخاطبت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي الحضور في مؤتمر الأطراف "كوب 26" قائلة "إن معالجة المناخ سريع التغير هي مسألة تتعلق بالعدالة والمساواة مع الفئات الأكثر ضعفاً والأكثر تضرراً، بما في ذلك مجتمعات السكان الأصليين، ستكون البلدان الأقل نمواً والنساء محط تركيزنا اليوم وكل يوم".
ودعت إلى البناء بشكل أفضل باستصحاب النساء، وأشارت إلى عضوات وفدها من الكونغرس الأمريكي، وكانت إحداهن النائبة البرلمانية ألكسندرا كورتيز المعروفة بكونها أصغر امرأة تخدم في الكونغرس ولأنها ظلت ترفع صوتها بشأن العمل والتشريعات المناخية.
وقدم رئيس المؤتمر ألوك شارما مداخلة قصيرة قال فيها "اليوم هو اليوم المعني بالمنظور الجنساني لأن النوع الجنساني والمناخ متداخلان بشكل عميق، يؤثر تغير المناخ بشكل غير متناسب على النساء والفتيات"، وحث على تمكين المرأة ودعمها.
ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووكالات أخرى، فإن النساء أول من يشعرن بآثار تغير المناخ عندما يتعين عليهن السفر لمسافات طويلة في سبيل العثور على ما يحتجن إليه لإطعام أسرهن، وعلى الرغم من أن العواقب الوخيمة لتدهور البيئة التي طالت جميع البشر إلا أنه يؤثر بشكل خاص على أضعف قطاعات المجتمع ولا سيما النساء حيث تكون صحتهن أكثر هشاشة أثناء الحمل والأمومة.