أكثر من نصف أطفال أوكرانيا يعانون من الحرب

منذ تصاعد الحرب في أوكرانيا والأطفال يعانون من العنف والخوف والفقدان والحرمان من التعليم.

مركز الأخبار ـ أثرت الحرب في أوكرانيا على الصحة العقلية للأطفال ورفاههم، إذ يقدر أن 1.5 مليون طفل معرضون لخطر الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة وغير ذلك من مشكلات الصحة النفسية، مع آثار وتداعيات محتملة على المدى الطويل.

أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في بيان صحفي أصدرته اليوم الثلاثاء 21 شباط/فبراير، أنه لم يسلم جانب واحد من جوانب حياة الأطفال في أوكرانيا من أثر النزاع، حيث قُتل الأطفال وجُرحوا وأجبروا على ترك منازلهم وفقدوا التعليم الأساسي وحرموا من فوائد البيئة الآمنة والمأمونة.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل خلال البيان "عاش أطفال أوكرانيا عاماً من الرعب، ينام ملايين الأطفال وهم يعانون من البرد والخوف، ويستيقظون على أمل انتهاء هذه الحرب الوحشية، قتل الأطفال وأصيبوا بالجروح، وفقد الكثيرون ذويهم وإخوتهم ومنازلهم ومدارسهم وملاعبهم، ولا ينبغي أن يتحمل أي طفل هذا النوع من المعاناة".

وأكد البيان على أن "الأطفال يحتاجون إلى إنهاء هذه الحرب، ويحتاجون إلى السلام الدائم في سبيل استعادة طفولتهم والعودة إلى الحياة الطبيعية والبدء في الاستشفاء والتعافي، وإلى حين حدوث ذلك، من المهم للغاية إعطاء الأولوية للصحة والاحتياجات النفسية والاجتماعية للأطفال. يجب أن يشمل ذلك الإجراءات المناسبة للعمر لتوفير الرعاية التنموية، وبناء القدرة على الصمود، وخاصة للأطفال الأكبر سناً، ومنحهم فرصاً للتعبير عن مخاوفهم".

وأشار إلى أن اليونيسف منذ تصاعد الحرب في 24 شباط/فبراير 2022، قدمت بفضل دعم المجتمع الدولي اللوازم التعليمية لنحو 770 ألف طفل، وأشركت 1.4 مليون طفل في التعليم الرسمي وغير الرسمي، وقدمت الدعم في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي إلى 2.9 مليون طفل ومقدم رعاية.

وأوضح أن الأزمة الاقتصادية أدت إلى جانب أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب إلى تدهور رفاه الأطفال والأسر، حيث أبلغ عدد كبير من الأسر عن خسارة كبيرة في الدخل، ووفقاً لمسح أجرته اليونيسف مؤخراً، فإن 80 في المائة من المستجيبين أفادوا أن وضعهم الاقتصادي متدهور، بينما يشير التحليل إلى تضاعف نسبة الأطفال الذين يعيشون في فقر من 43 في المائة إلى 82 في المائة، ويعتبر الوضع خطيراً بشكل خاص بالنسبة لـ 5.9 مليون شخص من النازحين حالياً داخل أوكرانيا.

وأكد على أن ما زاد الأمر سوءاً أن الحرب أحدثت اضطراباً في التعليم لأكثر من خمسة ملايين طفل، وحرمت الأطفال من الشعور بالنظام والأمان والحياة الطبيعية والأمل الذي يوفره الفصل الدراسي، وتأتي محدودية الوصول إلى المدارس بعد عامين من فقدان التعلم بسبب جائحة كورونا، وأكثر من 8 سنوات من انقطاع التعليم للأطفال الذين يعيشون في شرق أوكرانيا.

وواصلت اليونيسف دعوتها إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل مبدئي وآمن وسريع ودون عوائق، ووضع حد للهجمات على الأطفال والبنية التحتية التي يعتمدون عليها بما في ذلك المدارس والمستشفيات وأنظمة المياه والصرف الصح.

وشدد البيان على أهمية تجنب استخدام المدارس في هذا الصراع؛ ووقف استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة، وحذر من أن هذه المتفجرات مسؤولة بصورة مباشرة عن قتل وتشويه مئات الأطفال، وجددت اليونيسف الدعوة إلى إنهاء الأعمال العدائية.