اهتمامات نسائية واسعة لتنفيذ القرار 1325 في اليمن

يعتبر القرار الأممي 1325 أول قرار يركز على تأثير النزاعات المسلحة على النساء والفتيات، ويشدد على أهمية مشاركة النساء في عمليات السلام والأمن.

رانيا عبد الله

اليمن ـ وقفت وراء القرار الأممي 1325 مجموعة عالمية قوية من منظمات المجتمع المدني النسائية، وكان ذلك القرار أول قرار يتخذه مجلس الأمن يقيم رابطاً بين المرأة والخطة المتعلقة بالسلام والأمن، وينظر في أثر النزاعات على النساء وفي مساهمتهن في حل النزاعات وتحقيق السلام المستدام.

 

خطة!

في الجانب اليمني تمت صياغة مسودة خطة العمل في آب/أغسطس 2018، والتي جاءت بعد جلسة نقاش نظمتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث تم تشكيل فريق فني يضم ممثلين عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل واتحاد نساء اليمن واللجنة الوطنية للمرأة.

وأصدر مجلس الوزراء قراراً بتشكيل لجنة وطنية لمناقشة الخطة، ضمت اللجنة ممثلين لعدد من الوزارات الحكومية، واللجنة الوطنية للمرأة وممثلين لمنظمات المجتمع المدني، وبعد تشكيل اللجنة أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الوطنية لتنفيذ القرار 1325، في أيار/مايو 2020 وهدفت الخطة إلى حماية النساء أثناء وبعد النزاعات وتعزيز مشاركتهن في عملية حفظ السلام وفي التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

 

شبكة الصحفيات وأجندة القرار

وعلى مستوى واسع، اهتمت العديد من منظمات المجتمع المدني والتكتلات والشبكات النسوية بتنفيذ القرار 1325 وعمل آلية واسعة لتطبيقه، وكانت لها العديد من الأنشطة والفعاليات المتعلقة بأجندة المرأة السلام والأمن.

وضمن برنامج النساء والسلام والأمن، نظمت شبكة الصحفيات السوريات جلسة نقاش حول "دور الإعلان والخطاب العام وأثره على مشاركة وفاعلية النساء في اليمن"، هدفت الجلسة إلى تعزيز الحوار وسماع تجارب النساء حول القضايا المهمّة التي تتعلق بدورهن في تعزيز السلام والأمن في اليمن، بالإضافة إلى مناقشة دور الإعلام وأثر الخطاب العام والتغطيات الإعلامية السائدة على مشاركة النساء في اليمن.

وقد تم التطرق إلى التحديات والفرص التي تواجه النساء في المشاركة والظهور الإعلامي، حيث يؤثر الخطاب العام والتغطيات الإعلامية السائدة على مشاركة ونشاط المرأة في الشأن العام والمشاركة السياسية، فضلاً عن الهجمات السيبرانية والتشهير ضد الناشطات، وتأثير هذه الهجمات على مسار حياتهن المهنية والشخصية، كما تم تناول التحديات القانونية والاجتماعية في مواجهة التشهير والهجمات السيبرانية، ودور المنظمات الحقوقية في توفير الدعم القانوني للناشطات المستهدفات.

وفي نهاية الجلسة، تم الإعلان أنه سيتم عقد جلسة نقاش إقليمية ختامية تضم ناشطات ومدافعات من سوريا، السودان، ليبيا، العراق، واليمن لمناقشة (التحديات والفرص، مشاركة التجارب والخبرات، الدروس المستفادة، أثر الحروب والنزاعات على النساء في المنطقة).

وقالت الناشطة علا السقاف، إن "القرار 1325 من أهم القرارات التي ركزت على دعم والدفع بأجندة نساء والسلام والأمن، وركز بشكل كبير على إشراك النساء وحمايتهن أثناء النزاعات رغم قدم القرار، لكن للأسف لم يتم مسبقاً التركيز على القرار خصوصاً في اليمن، لكن مؤخراً بدأ اهتمام المنظمات والمانحين بالقرار 1325 بتنظيم تدريبات استهدفت النساء في مختلف المناطق في اليمن حول القرار وأهميته وآليات تطبيق المقترح".

وتعمل الدول غالباً على إعداد استراتيجية وطنية لتنفيذ القرار 1325، وتحاول الدول من خلال أنشطتها المختلفة ومؤسساتها أنها تصب في دعم أجندات ومحاور القرار المعني بأجندة النساء والسلام والأمن.

وأضافت علا السقاف "مؤخراً، عملت اليمن عبر وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على إعداد خطة استراتيجية للمرأة، لكن لم يتم مشاركة هذه الخطة مع المنظمات المحلية العاملة، ولم تكن هناك آليات متابعة حقيقية لتنفيذ آليات القرار، كما لم يتم مشاركة هذه الجهات بمحتويات أو تقييم الخطة الاستراتيجية، ويتم الآن العمل على تجديد هذه الخطة بدون معرفة السابقة".

وأكدت أن النساء في اليمن بحاجة شديدة لتنفيذ هذا القرار خصوصاً أنه يركز على الناس في دول النزاع مثل اليمن، ومشاركة النساء وإشراكهن وحمايتهن، فضلاً عن توفير الرعاية لهن والحماية أثناء وبعد النزاعات.