'أهالي عفرين كتبوا التاريخ بمقاومتهم'

صرحت عضو تجمع عفرين هيفين رشيد أن الدولة التركية والمرتزقة التابعة لها مستمرة في هجماتها الوحشية على عفرين منذ 6 سنوات، مؤكدةً أنه "رغم كل الهجمات إلا أن أهالي عفرين لهم موقف ضد الهجمات وحسموا الأمر".

حسناء محمد

الشهباء ـ احتلت الدولة التركية مدينة عفرين بإقليم شمال وشرق سوريا في 18 آذار/مارس 2018 بعد مقاومة استمرت 58 يوماً، وعاثت فيها فساداً حيث تستمر عمليات النهب والقتل والاختطاف وتغيير هوية المنطقة.

 

"هدف الدولة التركية هو تعزيز هوية الكرد"

مع اقتراب الذكرى السادسة لاحتلال عفرين، قالت عضو تجمع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD لمقاطعة عفرين والشهباء هيفين رشيد أن "هدف الدولة التركية من هجماتها على عفرين واحتلالها هو جعلها مدينة تركية والقضاء على الهوية الكردية، حيث أن عفرين تمتلك موقعاً استراتيجياً في سوريا، فأرادت الدولة التركية احتلال ذلك المكان واستخدامه وفق مصالحها".

وبينت أن لعفرين تاريخ قديم جداً يعود لآلاف السنين، وهي معروفة بشعبها الكردي "خلال الأزمة السورية، فتحت عفرين أبوابها أمام النازحين، فعفرين عرفت بالسلام والأمن في سوريا، ولكن الاحتلال التركي دمر المنطقة، فهذا الهجوم والوحشية التي حدثت في عفرين لم يسبق لها مثيل في التاريخ".

 

"لقد كتبوا التاريخ بمقاومتهم"

ولفتت هيفين رشيد إلى مقاومة ونضال أهالي عفرين في وجه الاحتلال التركي ومرتزقته "كان لشعب عفرين صمود وإصرار أمام هجمات الدولة التركية، 58 يوماً مليئة بالمقاومة والبطولة والنضال وواصلوا مقاومتهم ضد الاحتلال، منذ اللحظات الأولى للهجمات وحتى لحظة الخروج من عفرين، كان الأهالي على أقدامهم وفي خضم المقاومة، وبروح المقاومة كتبوا التاريخ بـ بأيديهم، ولم يتراجعوا أبداً، رغم القصف شارك الآلاف بتشييع الشهداء والتفوا حول جثامينهم، وقالوا إنهم يستطيعون العيش بدون أبنائهم لكنهم لا يستطيعون العيش بدون أرضهم، وشكلوا خط المقاومة الأول ضد الهجمات".

 

"تم الإعلان عن المرحلة الثانية من مقاومة العصر"

وذكرت هيفين رشيد أنه حرصاً على سلامة حياة الأهالي قرروا الخروج من عفرين "بسبب الهجمات الغاشمة للدولة التركية ولأن الطائرات الحربية في سماء عفرين لم تهدأ أبداً وتوجه أهالي القرى والنواحي إلى مركز المدينة، أعلنت الإدارة الذاتية في آخر أيام المقاومة قرار الخروج من عفرين حفاظاً على حياة الأهالي، ولو لم يتم اتخاذ هذا القرار لكانت هناك مجزرة كبيرة بحق الكرد وكانت المنطقة الأقرب إلى عفرين هي الشهباء، فتوجه الأهالي إلى الشهباء، وفي 18 آذار 2018 أعلنت إدارة المنطقة عن المرحلة الثانية من فترة المقاومة في الشهباء، كما قامت الإدارة ببناء مخيمات نزوح للأهالي. ولأن أغلب منازل الشهباء مدمرة والمساحة الصغيرة لا تكفي الأهالي، قمنا بتلبية احتياجات الأهالي وتقديم المساعدة لهم لمواصلة مقاومتهم حتى هذه اللحظة".

 

"سياسة الإبادة مستمرة في عفرين"

وأوضحت أن قسماً من أهالي عفرين بقوا في عفرين بعد الاحتلال، إلا أنهم يتعرضون لانتهاكات الاحتلال والمرتزقة "بعد احتلال عفرين بقي جزء من الأهالي في منازلهم وتتعرض المناطق لأعمال وحشية منذ 6 سنوات، ولهجمات من قبل دولة الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة لها، ويتعرض تاريخ وهوية وممتلكات وثقافة وطبيعة عفرين للنهب والسرقة والإساءة، كما أن سياسة التهجير مستمرة حيث يتم إجراء تغيير ديمغرافي في عفرين، وبهذا أبعدوا عفرين عن الكرد واتخذت إجراءات مختلفة ضد حقوق المرأة في المدينة المحتلة ويقومون بتدمير الحياة، فعفرين بعد الاحتلال ليست آمنة".

 

"هناك حاجة لتشكيل لجنة دولية"

وأشارت إلى أن هناك ضرورة لتشكيل لجنة تحقيق دولية لتراقب عن كثب الوضع والحياة في منطقة عفرين واختتمت حديثها بالتأكيد على أنه "يجب تشكيل لجنة تحقيق دولية ضد الأعمال والتعذيب الذي يتم تنفيذه في عفرين لرصد أوضاع وحياة الأهالي وتطبيق هذا الإجراء في جميع المناطق المحتلة وكشف حقيقة الاحتلال أمام الرأي العام، وفي الوقت نفسه يجب مراقبة أوضاع المهجرين في الشهباء في ظل الهجوم والحصار فرغم جرائم الدولة التركية في عفرين والشهباء المجتمع الدولي لا يقوم بأي دور وهذا الصمت يعني قبوله بالانتهاكات، ولكن نحن مهجرو عفرين لن نتوقف عن مقاومتنا ونضالنا في الشهباء حتى تحرير عفرين".