أهالي بدليس في دائرة الحصار والاعتقال والتعذيب

بينما تستمر الاشتباكات التي اندلعت قبل أسبوع في بدليس بشمال كردستان، لا يزال التعذيب والتوقيف والاعتقالات بحق الأهالي مستمراً، فالضغوطات ازدادت بشكل أكبر بعد الانتخابات النيابية والرئاسية.

مدينة مامد أوغلو

بدليس ـ تشهد مدينة بدليس بشمال كردستان انتهاكات جسيمة للحقوق، فالعمليات العسكرية لا تزال مستمرة كما أعلن حظر التجول خلال الشهر الفائت، واعتقل 8 قرويين في الآونة الأخيرة خلال العمليات العسكرية التي نفذت في قرية بينداس "سوغوتلو" المحاصرة منذ أيام.

حول حالة القلق والذعر التي يعيشها أهالي المنطقة التي يستمر فيها القصف، تقول المتحدثة باسم حزب اليسار الأخضر في بدليس، نوردان إيلباسان أن الضغوطات اشتدت بعد الانتخابات وتم استهداف القرى أيضاً.

 

12 عملية توقيف و5 اعتقالات خلال أسبوع واحد

تم توقيف ١٢ شخصاً من بينهم امرأة خلال الأسبوع الماضي في المدينة، بينما تم اعتقال 3 منهم بتهمة "المعاونة والتحريض"، والإفراج عن 5 آخرين بشرط المتابعة القضائية في المحكمة التي مثلوا أمامها أمس الأربعاء 16 آب/أغسطس، ووردت أنباء عن فرض أمر التقييد على ملف الموقوفة نصيحت كيليجكران، كما أن محمد فيصل أيدمر الذي تم توقيفه بعد إصابته في القرية أثناء العملية العسكرية، لا يزال يتلقى العلاج في المشفى، كما أنه تم إعلان حظر التجول في قريتي خولبر ككولان وهيزان بعد اندلاع اشتباكات هناك خلال تموز/يوليو الماضي.

تم نهب أشجار البندق وبساتين القرويين، وقطع الأشجار المتواجدة في منطقة الغابات، خلال الحظر الذي فرض على قرية بينداس في تطوان إثر القصف المستمر، لم يتمكن الأهالي من إعداد الخبز لعدة أيام متوالية ولم يتمكنوا من إخراج ماشيتهم إلى المرعى.

وأشارت نوردان إيلباسان إلى أن المدنيين تعرضوا لظلم كبير خلال العمليات العسكرية على المنطقة، وأنه يتم اتباع سياسة انتقامية إثر الفوز الذي حققته المدينة في الانتخابات، لافتةً إلى أنهم تمكنوا من إخراج نائبان في المدينة مع اختلاف واضح في نسبة الأصوات، مؤكدةً على أن العمليات العسكرية تسببت في انتهاكات جسيمة للحقوق.

 

"بدأت هذه الضغوطات بعد الانتخابات"

وأوضحت أنه "تم تحقيق نجاح كبير في الانتخابات الأخيرة في بدليس، وعلى إثر ذلك بدأت المنطقة تواجه ضغوطات جسيمة، وبدأت بشن العمليات العسكرية في القرى، تم خلالها قطع الأشجار وطُلب من القرويين إخلاء منازلهم، لطالما كانت هذه الضغوط موجودة ولكن ازدادت حدتها".

وعن العمليات العسكرية في هيزان وتطوان تقول "تعرض الأهالي لظلم كبير خاصة في قرى هيزان التي جرت فيها العمليات العسكرية، حيث كان هناك حظر تجول لمدة ٢٠ يوماً، وبسبب هذه الحظر لم يتمكن الأهالي من رعي ماشيتهم ولا حلبها، أردنا الذهاب إلى القرى التي كانت تحت الحظر، ولكن لم يسمح لنا في كل مرة حاولنا فيها، بعد هيزان انطلقت عملية عسكرية في تطوان، حيث تعرض ٨ من القرويين للضرب والتعذيب والاعتقال هناك، كما نعلم أن هناك شخصين ما زالا في عداد المفقودين، عندما أردنا الذهاب إلى القرية بعد الاعتقالات، لم يسمح لنا بالذهاب في اليوم الأول، ولكن تمكنا من الذهاب إلى القرية في اليوم الثاني".

 

"تتعرض النساء لظلم كبير"

وأشارت إلى تأثر النساء بشدة جراء العمليات والحصار الذي تلاها "عندما ذهبنا إلى القرية، شاهدنا تعرض الأهالي لضغوطات مكثفة خلال هذين اليومين، النساء كن من أكثر الفئات تأثراً بهذه الضغوط، كما علمنا أن أهالي القرية لم يتمكنوا من الخروج أبداً لأن الجنود كانوا يجلسون ويأكلون في بساتين القرويين، ذكر الأهالي إنهم لم يتمكنوا حتى من النظر من النافذة بسبب الحصار، مرت الأيام ولكننا نعلم بأنه حتى الآن يرافق الجنود النساء ذهاباً وإياباً أثناء ذهابهن لحلب الأغنام، وأن أهالي القرية يتنقلون بقلق عند خروجهم أو وعند ذهابهم للحقول".

 

"يتم تطبيق سياسة التسعينيات في القرى"

ولفتت إلى أن القرويين فقدوا أراضيهم وماشيتهم خلال العمليات العسكرية التي تهدف من خلال هذه السياسات إلى إخلاء المنطقة من سكانها، وإحياء سياسات التسعينيات من جديد "إننا نتابع هذه الأحداث عن كثب، نحن على معرفة بهذه السياسات منذ التسعينيات، إن العقلية التي دفعت الأهالي إلى الهجرة عن طريق حرق القرى قبل ٣٠ عاماً تكرر من جديد، القرى التي نتحدث عنها هي نفس القرى التي أحرقت في التسعينيات وعاد إليها القرويون وأعادوا بناءها، لماذا يتم قطع أشجار البندق من جذورها في القرية التي مازالت تستمر فيها العملية العسكرية؟ هناك تفسير واحد لهذا، وهو جعل الأهالي يسأمون من هذا الوضع، وإخراجهم من قراهم وإخلاء المنطقة من السكان".

 

"لن نترك أرضنا ونرحل عنها"

وأكدت نوردان ايلباسان في نهاية حديثها على أنهم سيستمرون في متابعة هذه العملية العسكرية ولن يتركوا الأهالي لوحدهم "إن الأهالي مصرون على عدم مغادرة قراهم في وجه هذه الضغوطات، الآن يتم إعادة العقلية القديمة ولكن في هذه العملية ليس لدى القرويين أي مكان يذهبون إليه سوى منازلهم، نحن مصرين على عدم التخلي عن أراضينا في مواجهة هذه الضغوطات".