أهالي البستان: حتى الموت لم يعد له أي قيمة بعد الآن

أوضح الأهالي الغاضبين من فرق عمليات البحث والإنقاذ التي بدأت في وقت متأخر في مدينة البستان بشمال كردستان، أنه في اليومين الماضيين لم يعد هناك أي صوت قادم من تحت الأنقاض.

مرعش ـ لم يعرف بعد عدد الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم في منطقة البستان بمدينة مرعش في شمال كردستان، التي شهدت دمار كبير إثر الزلزال، حيث بدأت جهود البحث والإنقاذ في اليوم الثالث من الزلزال في المدينة.

 

"انتظرنا تحت الثلوج في اليومين الأولين"

قالت زينب أسيل لوكالتنا أن الوضع في الحي لا يختلف عن اليوم الأول للزلزال، مشيرةً إلى أنهم ناموا في العراء في ظل البرد القارس وتساقط الثلوج، وأنهم تضوروا من الجوع قبل وصول المساعدات "ما زالت الجثث تخرج من تحت الأنقاض، نحن في حالة سيئة للغاية، هناك الكثير من المساعدات تقدّم من المواطنين".

وأوضحت أن عمليات البحث والإنقاذ بدأت في منطقة البستان بعد يومين من وقوع الزلزال "انتظرنا تحت الثلج حتى صباح اليوم الأول، لم يكن هناك كهرباء ولا ماء كما لم يكن هناك خيام ولا مأوى نحتمي فيه"، مضيفةً "جاءت المساعدة في اليوم الثاني، ولكن حتى تلك المساعدات كانت عبارة عن مواقد فقط، لقد مات الكثير من الناس، لم يبق أحد".

 

"أحد أقاربنا أخرج والديه من تحت الأنقاض بيديه"

تقول عدالت كول التي فقدت أكثر من 20 شخصاً من أقاربها في الزلزال، تعيش الآن مع عائلتها المكونة من 12 شخصاً في خيمة نصبت خلف شاحنة، أنهم أخرجوا أقاربهم المفقودين تحت الركام بأيديهم "عندما وقع الزلزال الأول استيقظنا في الليل على أصوات الخزائن، وخلال الزلزال الثاني حصرنا في المنزل ولكن تمكنا من مغادرته، نمنا في السيارة في ذلك اليوم، ثم أحضرنا الشاحنة وأقمنا خيمة تتسع لـ 12 شخصاً وبدأنا العيش فيها، نحن نعيش هكذا منذ خمسة أيام، لقد توفي عم زوجي، وسمعنا فيما بعد أن ابنه هو من أخرج والديه بمفرده، إن المقبرة ليست مقبرة عائلية جماعية إنها مقبرة الدولة، وبشكل سريع وعاجل تم دفنهم جميعاً، لقد فقدنا ما بين 15 و20 شخصاً من أقاربنا، إننا ممتنون جداً لمن هم معنا في هذا الوضع الصعب للغاية".

 

"أقاربي ما زالوا تحت الأنقاض"

من جانبها تقول فاطمة آير أن ثلاثة من أفراد عائلتها ما زالوا تحت الأنقاض، مشيرةً إلى أنه كان هناك صوت يأتي من بين الأنقاض في الأيام الأولى، ولكن لم يبقى هناك أي صوت في اليومين الماضيين "لقد عانينا من الفيضان هنا، إن ما مررنا به صعب للغاية، لا يزال ثلاثة من أفراد عائلتي تحت الأنقاض لم يتم العثور عليهم بعد، تجمد كل الشعب حتى الموت، لم نحصل على أي شيء، إن الوضع صعب للغاية، فحتى الموت لم يعد له أي قيمة بعد الآن، لقد مرت 6 أيام ولم يعد هناك أي صوت قادم من تحت الأنقاض، إنهم يعملون لكن حتى إذا عملوا الآن فسوف يخرجونهم ويأخذوهم لدفنهم".