أغنية "حي" تمجد دور النّساء والشّباب في الوقاية من التّطرّف
عرض مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة "كريديف" بتونس، الأغنية المصورة "حي"
تونس ـ ، وهي عبارة عن محمل فنّي توعويّ مُنبثق عن معطيات البحث المُوظّف حول "دور النّساء والشّباب في الوقاية من التّطرّف العنيف".
بعد إنتاجه الوثائقي "بسكلات" الذي سلط الضوء على العنف ضد الفتيات، في سعي منه إلى تطويع المادة الفنية لإيصال رسائل وقائية، صور مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة "كريديف"، أغنية "حي" التي سيتم نشرها في نهاية العام الجاري، بالاعتماد على المعطيات والمعلومات التي تضمنتها الدراسة القائمة حول التطرف العنيف وسبل الوقاية منه.
واختزلت الأغنية مجموعة من الأحاسيس لدى فئة من الشباب من الجنسين في علاقة بالتطرف والإرهاب والسفر إلى بؤر التوتر.
وحضرت وكالتنا العرض ما قبل الأول الذي تحدّث عن دور الثقافة والفن في محاربة التطرف العنيف والإرهاب ودور النساء في ذلك.
وفي حديث مع وكالتنا قالت المديرة العامة لـ "كريديف" نجلاء العلاّني، إنّ هذا التوجّه الجديد للمؤسسة انطلق من إيمانها العميق بأهمية الثقافة في محاربة الظواهر التي تهدّد سلامة النساء، والمجتمع بصفةٍ عامة، إضافة إلى أن الغاية أيضاً تتمثل في تبسيط البحوث والدراسات حول المرأة في تونس حتى تصل إلى كل الفئات النسوية بمختلف المناطق، وحتى لا تظل محصورة على الباحثين والأكاديميين.
وأشارت إلى أهمية بلورة نتائج الدراسة وتوصياتها لصالح كافة النساء والفتيات، نظراً إلى أهمية الصورة والكلمة وتأثيرهما في نشر ثقافة السلم والوعي واللاعنف.
وشدّدت على الدور المحوري الذي يمكن للثقافة أن تلعبه في توعية الأفراد وتنمية المجتمع لكونها وسيلة لترسيخ قيم المساواة والسلم والتنشئة الاجتماعية السليمة عبر استهداف فئات عمرية مختلفة لاسيما الأطفال والشباب.
وأوضحت إن للمثقف دور مهم جداً في محاربة الظواهر الخطيرة التي تهدد النساء كالتطرف العنيف، مشددةً على أن توظيف الجانب الأكاديمي ودمجه مع المجال الثقافي تكون فيه اللقطات مدروسة والكلمات مختارة ومنمّقة حسب الانتظارات الموضوعة لترسيخ ثقافة السلم واللاّعنف التي وجب تأسيسها منذ الطفولة والتنشئة الاجتماعية وهو ما تم التركيز عليه من خلال نتائج البحث في مختلف مناطق الجمهورية التونسية.
ومن جانب آخر، أكدت الصحفية التونسية سماح قصد الله، أن هناك تصاعداً خطيراً ومرعباً للعنف ضد النساء في الأماكن العامة والخاصة، ما يتطلّب التدخل العاجل من قبل السلطات لإيقاف نزيف الآفة التي تهدد سلامة المجتمع ككل، لافتةً إلى أن تصاعد وتيرة الظاهرة ينبئ بأشكال أخطر وأكثر حدّة.
وأفادت سماح قصد الله بأن هناك مؤسسات تسعى إلى الحد من الظاهرة عبر حملات توعوية وخطب مناهضة للظاهرة، وللحد منها بعد أن تضاعفت سبع مرات خلال السنوات الأخيرة، داعيةً مختلف المؤسسات الثقافية إلى إيلاء أهمية قصوى لظاهرة العنف عبر القيام ببرامج تتحدث عن خطورة هذه الظاهرة التي تهدّد النساء وسلامتهن.
وشدّدت الصحفية على أهمية مشاركة المختصين في علم الاجتماع والنفس في الحد من العنف عبر تحديد الأسباب ودراستها لفهم طبيعة تغير المجتمع اليوم والدوافع التي دفعت إلى ارتفاع نسب العنف، علاوةً على تقديم تصورات وحلول لهذه الآفة.
وأشادت الصحفية بما يقوم به "كريديف" في توجهه الثقافي الجديد لخدمة قضايا النساء، مشيرةً إلى أهمية توظيف الفن في خدمة النساء وقضاياهن العالقة، مؤكدةً أنه "بالثقافة فقط نقلّص من خطورة هذه الظواهر الاجتماعية خاصة في قضايا الأطفال والنساء والشباب، وقد تكون النتائج أفضل من حمل الشعارات".
بدورها قالت مديرة البحوث والدراسات والرصد والتكوين في "الكريدف" سنية بن جميع، إنّ دور المثقف مهم جداً ضمن جهود مكافحة الظواهر التي تمسّ النساء، لاعتبار أن السلوك الاجتماعي هو انعكاس لما يحمله الفرد من تمثلات ومخيال جمعي، والـ "كريديف" بصفته مختصاً في نبذ العنف القائم على النوع الاجتماعي، والدفاع عن حقوق النساء، يكرّس أي محمل فني أو توعوي أو ثقافي لمخاطبة المخيال وضخ الرسائل التي تنبع من أسس موضوعية وعلمية.
وأضافت "نحاول الإسهام في مكافحة التطرف العنيف ضد النساء، ونؤمن بدور المرأة في الحد من الظاهرة من خلال تنمية آلية الوقاية لدى الفرد والمجتمع".
من جانبه، أكد الفنان مهدي الصغير، صاحب الأغنية المصورة لوكالتنا، أهمية توظيف الفن لخدمة القضايا النسوية في تونس، مشيراً إلى أن تكوينه الأكاديمي والفني مكّنه من اختيار الكلمات بدقّة حتى تكون مؤثرة ويكون لها صدى إيجابي وتأثير جيد لدى المتلقي.
ويشار إلى أنه سيتم عرض الأغنية في القنوات التلفزيونية التونسية في انتظار صدور نتائج الدراسة والبحث الاجتماعي والنفسي الذي يتم الإعداد له صلب "الكريديف" حول التطرف العنيف نهاية العام الجاري.