افتتاح معرض "بارعة" للمشاريع الصغيرة لذوات الإعاقة في ليبيا

تسعى النساء في ليبيا لبناء فرق عمل ذات أداءٍ عالٍ لذوات الإعاقة من خلال تطوير مهاراتهن وتدريبهن لتعزيز قدراتهن، والبحث عن المشاكل التي تواجهن لإيجاد سبل معالجة.

منى توكا

ليبيا ـ استهدف مركز "أنتِ الوطن" في المعرض الذي نظم، ذوات الإعاقة، لإظهار قدراتهن للمجتمع وتشجيعهن لإنشاء مشاريع خاصة بهم.

في إطار أنشطة مركز "أنتِ الوطن"، افتتح الاتحاد النسائي بالجنوب بمدينة سبها في ليبيا أمس الأحد 7 تشرين الأول/أكتوبر، معرض "بارعة" للمشاريع الصغيرة للنساء وذوات الإعاقة، والذي يهدف إلى تعزيز قدرات النساء المبدعات في مختلف المجالات، ويضم مجموعة من الأعمال التي تعكس جهد النساء المشاركات.

وشهد المعرض حضور ممثلات عن مكتب دعم وتمكين المرأة في بلدية سبها، ومكتب دعم وتمكين ذوي الإعاقة في البلدية.

وأوضحت أسماء حسن إحدى منظمي مشروع "بارعة"، أن الهدف من المشروع هو تسليط الضوء على مواهب وقدرات ذوات الإعاقة وتأسيس مشاريع جديدة لهن، قائلةً "نحن نحاول من خلال هذا المشروع تسليط الضوء على مواهب وقدرات هذه الفئة، وتأسيس مشاريع جديدة لها، لأن لديها إمكانيات لا يعلم عنها المجتمع، وحتى أسر ذوات الإعاقة لم يمنحوهن الفرصة الكاملة لإظهار إمكانياتهن الإبداعية".

وأضافت "تشاورنا على أن ننظم برامج تنموية لذوات الإعاقة لإبراز قدراتهن للمجتمع وتشجيعهن على إنشاء مشاريعهن الخاصة، والاحتياج الوحيد هو إيجاد من يدعمهن للاستمرار، سواء من الدولة أو من مؤسسات المجتمع المدني".

وأشارت إلى أن المركز استهدف ذوات الإعاقة، حيث بلغ عددهن 15 امرأة، لكن عددهن بدأ يقل، بسبب ظروف المواصلات والعلاج والبيئة الأسرية غير المهيئة، التي لا تساعدهن على الانتظام في دورة مدتها 3 أشهر، واختتمت بتنظيم معرض "بارعة" بمشاركة 12 امرأة من ذوي الإعاقة.

 

 

وذكرت مدربة الأشغال اليدوية في مشروع "بارعة"، نجية عبد الله أنها استهدفت 14 متدربة من ذوات الإعاقة، بالإضافة إلى بعض الفتيان والمهاجرين من الجاليات الأفريقية والسودانية، وقالت "واجهت صعوبات في توفير المواد الخام، ليكون التدريب مفيداً للمستهدفين وبذلك تغلبت على هذه الصعوبات"، مضيفةً "العديد ممن دربتهن بدأن مشاريع خاصة في هذا المجال، وبعضهن أصبحن يعتمدن على أنفسهن في صنع ملابسهن".

 

 

وكشفت الناشطة المدنية وعضو جمعية الأصدقاء لذوي الاعاقة والفنانة التشكيلية نجاح الضو، بأنها تعلمت النقش على الخشب في دورة سابقة عن طريق منظمة "نقوش فزان"، متابعةً "تلقيت دعوة للانضمام لدورة نقش وأشغال يدوية من قبل الاتحاد النسائي بالجنوب، وشاركت لمدة 10 أيام، رغم صعوبة المواصلات والموانع الأسرية، ولقد شاركت في المعرض بعدد من أعمال النقش والأشغال اليدوية".

وأشارت نجاح الضو إلى أنها لم تولد بإعاقة، لكنها أصبحت معاقة بسبب العنف الأسري، "خلال السنوات الثلاث الأولى من إعاقتي تعرضت للتنمر الذي استمر حتى مراحل دراستي الإعدادية والثانوية وحتى الجامعية لكنني قررت الاستمرار في الحياة رغم كل الصعوبات وشجعتني صديقتي على المواصلة والدراسة في المعهد العالي وحصلت على الدبلوم العالي في إدارة الأعمال".

وأوضحت أنه بفضل هذه الدورات، أصبح لها دخل مادي من خلال "آلة طباعة" للطباعة على الأكواب والقمصان والملصقات، مما يساعدها في تغطية تكاليف العلاج، لافتةً إلى أنها قامت بإعطاء دورات في هذا المجال للفتيات وأن عدداً منهن أستمرن في هذه المهنة، مشيرةً إلى أنها شاركت في دورات لإعادة التدوير، معتبرةً أن هذا الأمر ليس جديداً عليها لأنها اعتادت إعادة تدوير الأشياء في منزلها.

واختتمت نجاح الضو حديثها بالقول "أسعى لتنمية نفسي وإذا أتيحت لي الفرصة فسوف أشارك في كل الدورات الحرفية، وسأشارك أيضاً في معرض خاص باليوم العالمي للصحة النفسية، حيث سيشارك فيه عدد من ذوي الإعاقة في الفترة القادمة".