أفغانستان... تاريخ مليء بالمعاناة والانتهاكات والاضطهاد

أكدت نساء أفغانستان على أنهن تعرضن وعائلاتهن للاضطهاد والتعذيب من قبل التنظيمات الجهادية التي كانت تحكم البلاد في التسعينيات، وعادت مرة أخرى بعد عشرين عاماً بعودة طالبان إلى السلطة.

بهاران لهيب

كابول ـ في الثامن والعشرون من نيسان/أبريل 1992، استولت التنظيمات الجهادية وهي أحزاب إسلامية نشأت خلال حرب المقاومة ضد الروس في باكستان بدعم من الولايات المتحدة والسعودية وإيران؛ على السلطة في أفغانستان وارتكبت جرائم لا حصر لها خلال فترة حكمها.

من الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الجهادية في أفغانستان، مجزرة أفشار (إحدى مناطق الهزارة والشيعة غرب العاصمة كابول)، والاعتداءات الجنسية والجماعية لفتيات لا تتجاوز أعمارهن السبع سنوات، وأمهات تبلغن من العمر سبعين عاماً، كما نهبت الأماكن العامة ومنازل الأهالي، ودمرت مدينة كابول بأكملها، وقتلت أكثر من 75 ألف شخصاً من سكان المدينة، واخفت آخرين قسراً، وشوهت آلاف الشباب، واعتقلت غالبية أهالي المدينة في البلدان أو الأقاليم المجاورة، وغيرها الكثير من الجرائم المروعة.

وحول جرائم التنظيمات الجهادية في أفغانستان خلال فترة حكمها، قالت لوكالتنا بيبي شيرين ظاهر وهي إحدى النساء اللواتي شهدن على تلك الانتهاكات "خلال الحروب الأهلية كنا نعيش في مدينة كابول القديمة. قبل وصول التنظيمات الجهادية إلى السلطة، كنا نعيش حياة جيدة نسبياً، لكن عندما دخل هؤلاء المتوحشون إلى كابول، بدأوا يحاربون الأهالي حتى في منازلهم، وكان كل شارع في المدينة في أيدي إحدى هذه التنظيمات، وكان قتل الأهالي متعة بالنسبة لها".

وأضافت "سقط صاروخ بالقرب من منزلي وكان ابني الذي كان يبلغ من العمر 12 عاماً آنذاك، يلعب في الشارع مع أطفال آخرين منهم من قُتل وأصيب بعضهم، وكان ابني قد تعرض لإصابات خطيرة للغاية، ونقلناه بصعوبة إلى إحدى المستشفيات القريبة من منزلنا، وخضع لعمليات جراحية عدة مرات، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن لا يزال يعاني من آلام شديدة في جسده".

وحول صعوبة رعاية الأهالي لجرحاهم، أوضحت بيبي شيرين ظاهر أنه "في هذا الحي الصغير كان هناك ثلاث هيئات إدارية وكل واحد منها توجد فيها نقاط تفتيش التي كانت أحياناً تفتش الأهالي وهم عراة. لم يتمكن الأطباء من الحضور إلى المستشفى في الوقت المحدد لأنهم كانوا يتعرضون كل يوم للاضطهاد والتعذيب والإذلال من قبل التنظيمات الجهادية، كما أُجبر بعضهم على مغادرة البلاد".

بدورها قالت شيماء عزت إنه "بعد تناول الطعام سقط صاروخ على منزلي وأصبحنا جميعاً تحت الأنقاض، بعد المحاولة، تمكن جيراننا من إخراجنا من تحت الأنقاض، لكن كانت قد فارقت ابنتي الكبرى البالغة من العمر 14 عاماً الحياة، كما أن زوجي لم يكن قادر على الحركة".

وأضافت والدموع في عينيها "فقدنا منزلنا بالكامل، ودفنا ابنتي في زاوية من حديقة المنزل بسبب النزاع الدائر، واضطررنا إلى مغادرة منطقتنا مع زوجي المصاب وأطفالي الأربعة، لكننا لم نعلم إلى أين سنذهب وماذا سنفعل؟ في الطريق صادفنا جثث أطفال ونساء وكبار في السن".

جميع أهالي كابول يتحدثون عن تلك الأيام المؤلمة، وحتى أهالي المدينة يقولون إنه إذا كان بإمكان الخشب والحجر أن يتكلموا، فسيتحدثون عن آلام وجرائم تلك الفترة، والتي عادت مرة أخرى بعد عشرين عاماً بعودة طالبان إلى السلطة.