آفاق مُميزة للمرأة المُبدعة في مهرجان فن وأدب المرأة السادس
ـ لتمتين روابط التلاحم بين كافة النساء في شمال وشرق سوريا كل بحسب ثقافتهنَّ ولونهنَّ، ولإيلاء الاهتمام بالجهود التي تبذلها المرأة المُثقفة والأديبة المُبدعة ودعماً لمواهبها وتشجيعها على الإبداع والتألق
ليلى محمد
قامشلو ، يأتي مهرجان فن وأدب المرأة السادس ليكون البوابة لكل ما تطمح إليه المرأة الخلاقة.
مع اندلاع ثورة 19 تموز/يوليو 2012 التي عُرفت بثورة المرأة، بدأت المرأة ابتداءً من مناطق روج آفا نحو شمال وشرق سوريا بتطوير نفسها وأخذ دورها الفعّال في المجتمع من خلال التدريبات الفكرية، إلى أن تمكنت من لعب دورها الريادي بالانخراط في كافة المجالات سواء أكان المجال السياسي، والثقافي، والاجتماعي والاقتصادي.
وبغية إبراز لون وصوت وثقافة المرأة المتألقة المفعمة بروح النضال والمقاومة ومدى التلاحم بين كافة المكونات، وإظهار مدى إبداعها وإتقانها الفن والثقافة بكل أنواعها وتحفيزها على التطور بشكل أكبر من خلال تبادل الخبرات والنتاجات الفنية المتنوعة، وإعطاء الصورة المُتكاملة المتفردة للمرأة المُثقفة والأديبة والفنانة، تقوم هيئة الثقافة والفن بتنظيم مهرجان أدب وفن المرأة السادس تحت شعار "المرأة تجدد روح الثقافة" وذلك في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا ابتداءً من يوم غد الأول من آذار/مارس والمستمر لمدة يومين على التوالي.
وحول التحضيرات لمهرجان فن وأدب المرأة السادس التي تندرج ضمن فعاليات اليوم العالمي للمرأة، أجرت وكالتنا لقاءً مع الرئيسة المشتركة لمديرية الثقافة والفن في مدينة قامشلو سعاد حسين.
وقالت سعاد حسين "في كل عام نبدأ بالتحضيرات للقيام بالعديد من الفعاليات لاستقبال الثامن من آذار/مارس، ومنها مهرجان أدب وفن المرأة الذي يُنظم كل سنة من قبل هيئة الثقافة والفن، بهدف تطوير وتشجيع المرأة وكسر كافة القيود التي كبلتها وبشكل خاص من الناحية الثقافية والفنية".
ونُظم مهرجان أدب وفن المرأة الأول في مدينة قامشلو في الثاني من آذار/مارس 2016 تحت شعار "بفن المرأة سَنزينُ الحياة من جديد".
ومنذ النسخة الأولى وهيئة المرأة في مقاطعة الجزيرة تتعاون مع هيئة الثقافة والفن في مقاطعة الجزيرة لتنظيم المهرجان الذي يهدف إلى إظهار ثقافة المرأة وطابعها المميز.
وتضيف سعاد حسين "إننا كمركز الثقافة والفن في مقاطعتي قامشلو والحسكة وبمشاركة حركة الهلال الذهبي، نستعد لتنظيم مهرجاننا السادس تحت شعار" المرأة تجدد روح الثقافة "، في مركز محمد شيخو للثقافة والفن بتاريخ الأول والثاني من شهر آذار/مارس حيث يتضمن المهرجان مسابقة للأعمال اليدوية والفن التشكيلي، وعدد من المسرحيات إضافة إلى الفرق الغنائية وأفلام عن المرأة".
كما نوهت إلى أن أبواب المهرجان ستكون مفتوحة لجميع المشاركات وكل الراغبات للانضمام له بشروط منها ألا يقل عمر المُشاركة عن 18عاماً، والمشاركة بإحدى الأجناس الأدبية كالقصص والشعر والمقالات الأدبية، وألا تكون النصوص منشورة مُسبقاً أو مترجمة من لغة أخرى والعديد من الشروط الأخرى.
وعن التغيرات التي أُضيفت إلى مهرجان فن وأدب المرأة السادس هذا العام، تقول سعاد حسين "لإعطاء المهرجان هذا العام القوة والابتكار افتتحنا مكتب خاص بالكتابة للنساء اللواتي يملكنَّ موهبة في مجال الشعر والثقافة، بهدف تشجيع النساء والشابات على تخطي وكسر حاجز الخوف الذي يمنعهنَّ من الكتابة والمشاركة"، متأملة أن يكون هذا المكتب وسيلة لاجتياز النساء لمخاوفهنَّ والتأكيد على أن المرأة هي صوت الثقافة الحرة.
وحول علاقة المرأة بالثقافة والفن تشير سعاد حسين إلى أن "المرأة تُمثل الفن والثقافة وبارتباطها الوثيق بتراثها وعراقة تاريخها تُحافظ على الثقافة من الاندثار وتصونها من السياسة السلطوية والرأسمالية التي تطبق عليها"، مؤكدة على أن المرأة من خلال مشروع الأمة الديمقراطية أثبتت وجودها في مجال الأدب والفن.
وعن الصعوبات التي واجهتهنَّ أثناء التحضير للمهرجان، قالت "هناك العديد من الصعوبات التي تواجهنا في التحضير للمهرجان منها العمل لساعات طويلة وأيام كثيرة أثناء التدريب في سبيل عرض فعالية ناجحة".
وعن مضمون فعاليات المهرجان المتنوعة، قالت سعاد حسين" سيتضمن المهرجان العديد من الفقرات الأدبية كالشعر والقصص والمقالات، والفقرات الثقافية والفنية كأداء الأغاني وعروض للمسرحيات من قبل المُشاركات، وأعمال يدوية وفن تشكيلي، وعرض للزي الفلكلوري الكُردي، كما وستعرض صور فوتوغرافية تم تصويرها من قبل النساء"، مبينة أن "الملفت في هذه النسخة من المهرجان أن أبوابه لن تكون مفتوحاً أمام مشاركات من مناطق شمال وشرق سوريا فقط إنما ستكون هنالك مشاركات لمن يرغبنَّ من خارج سوريا أيضاً".
وصرحت الرئيسة المشتركة لمديرية الثقافة والفن في مدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا سعاد حسين في ختام حديثها "هنالك مشاركات من مكونات عدة كالمكون العربي، الكردي، السرياني وغيرها من المكونات، وسيكون هنالك تكريم للفائزات في نهاية المهرجان"، ودعت كافة النساء لحضور المهرجان ودعمه، متمنية النجاح لكافة المُشاركات وللمهرجان بروح المرأة المقاومة الحرة.
وتعتبر هيئة الثقافة والفن إحدى الهيئات التي تم تشكيلها من قبل المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية في بداية عام 2014 وقامت بتشكيل فرق فنية وفلكلورية لإعادة الثقافة والفن لرونقها الحقيقي والأصلي، وبعدها قامت بفتح مراكز الثقافة والفن في معظم مدن ومناطق شمال وشرق سوريا، والإشراف على تنظيم المهرجانات والمعارض الأدبية الثقافية والفنية، والاهتمام بالفرق الفنية وكل ما يتعلق بشؤون المرأة.