'إدراج مادة الثقافة والأخلاق في المنهاج تساهم في الرقي بالمجتمع'

تعتبر مادة الثقافة والأخلاق من المواد الأساسية التي توليها هيئة التربية والتعليم في إقليم شمال وشرق سوريا الأهمية، كونها مسؤولة عن بناء مجتمع ثقافي وأخلاقي.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ تساهم مادة الثقافة والأخلاق التي أدرجت في المنهاج التعليمي في إقليم شمال وشرق سوريا، ببناء شخصية الطالب وتثقيفه لتهيئته من أجل بناء مجتمع ثقافي وأخلاقي كونه يمثل المستقبل بالنسبة للمجتمع.

يعود مصطلح الثقافة إلى أنه مجموع ما توصل إليه المجتمع من علم، فكر وأخلاق، لتنوير الذهن والرقي بالأفكار والأفعال في عدة مجالات كالعلوم والفنون والسياسة وغيرها، وتعتبر من العناصر المهمة في تصنيف المجتمعات والأمم وتمييزها عن بعضها، من خلال النظر إلى مضمون الثقافة من حيث خصائصها ودلالاتها ذات الأبعاد الفردية والإنسانية والاجتماعية، أما الاخلاق هي الأفعال والتصرفات التي تصدر عن الإنسان وتكون راسخة في النفس البشرية، وهي القوة في الإرادة التي تجعل الإنسان يختار كل ما فيه من خير وصلاح.

قالت النائبة في هيئة التربية والتعليم في مقاطعة منبج عبير البرهو "تكمن أهمية مادة الثقافة والأخلاق في ضرورة التمسك بالعادات والتقاليد واللغة الأم لكل مكون، كون المجتمع يواجه إبادة ثقافية في ظل التطور الذي يشهده العالم بقيادة السلطات الرأسمالية التي تسعى بدورها إلى تجريد المجتمع من أخلاقه وثقافته وقيمه، ويأتي دور مادة الثقافة والأخلاق لتعزز من مفهومها لدى الطالب، ولحماية كينونة المجتمع من الاندثار والإبادة"، مؤكدة أنه "من خلال هذه المادة نسعى لبناء جيل يتحلى بالثقافة والأخلاق والقيم المجتمعية، بعد أن لاحظنا التأثير الذي تحدثه على الطلبة والتي يمكن تقييمها بنسبة تصل إلى 60% لأنها تعتبر مادة تثقيفية وأخلاقية أكثر ما هي علمية".

وعن آلية إدراج هذه المادة ضمن المنهاج الدراسي، أوضحت "بدأنا بهذه المادة من تدريبها لـ 4 معلمين لإعطائها للمرحلة الثانوية، إلى أن يتم تأهيل مجموعة من المعلمين من الذين يحملون شهادة القانون والفلسفة والتربية والشريعة والإرشاد النفسي، ولهم الأولوية لتدريس هذه المادة لكافة المراحل لتندرج فيما بعد بشكل رسمي في المنهاج الدراسي عام 2018، ويصل الآن عدد معلمين هذه المادة لـ 220 معلم في الريف والمدينة، وتعطى حصة الثقافة والأخلاق مرتين في الأسبوع".

بدورها قالت شيرين عجلان مدرسة مادة الثقافة والأخلاق في إحدى مدارس مقاطعة منبج، إن هذه المادة تساهم في تعريف الطالب بثقافة وعادات وتقاليد المجتمع والتمييز بين العادات السلبية والإيجابية، أم قسم الأخلاق فيوجه الطالب إلى تعلم السلوك الذي يجب أن يتبعه في حياته اليومية سواءً في المدرسة أو البيت أو الشارع "الثقافة هي القيم والمبادئ أما الأخلاق هي ما تجعلنا نميز بين ما هو جيد وما هو سيء بالنسبة للمجتمع".

ولفتت إلى أن مادة الثقافة والأخلاق من المواد الأساسية في جميع المراحل الدراسية سواءً الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية، لذلك ولى الطلبة وأهاليهم الاهتمام بالمادة كونها تعكس إيجابياً على شخصية الطالب وسلوكياته، وتكسبه قيم المجتمع وتساهم في تكوين شخصياته من الناحية الأخلاقية والثقافية، كما تسعى هيئة التربية والتعليم من خلال هذه المادة بناء مجتمع أخلاقي ثقافي يحمي ويحافظ على قيّمه".

وتعتبر الأخلاق قاعدة أساسية لبناء المجتمعات كونها تبنى عليها جميع المبادئ والأحكام، وهي أساس صلاح المجتمع، ومن المسببات المؤدية إلى انحلال المجتمع وهي القاعدة المتينة لإنشاء أفراد مثاليين وأسر سليمة ومجتمعات راقية ومتقدمة، لذلك تلعب الأخلاق دوراً أساسياً في تهذيب المجتمعات واعدادها، علماً أن الأخلاق المثالية هي التي تعصم المجتمعات من الانهيار والانحلال وهي المسبب الأساسي لنهضة الأمم وقوتها وتنمية الشعور الجماعي بالآخرين، ولذلك أولت الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق شرق اهتماماً كبيراً بهذه المادة وجعلتها مادة أساسية تدرس في المدارس.