سندس الصنقري: سأكمل مشواري في مجال التمثيل والغناء ولن ألقي بالاً لما يقال

أن تكون الفتاة ممثلة ومغنية في مجتمع مثل المجتمع الليبي تلك مخاطرة ومغامرة قلما تخوضها النساء في ليبيا، فعلى الرغم من أن مسيرة الفن الليبي تجاوزت المائة عام، إلا إن عدد النساء اللاتي مررن بهذه المرحلة لم يتجاوز المائة

ابتسام اغفير
بنغازي ـ .
بعد ثورة 17 شباط/فبراير عام 2011، والتي غيرت أحداثها وجه البلاد بدأت تظهر مواهب لفتيات في مجال الغناء والتمثيل، ولكن سرعان ما يختفين، ومن بين المواهب الشابة التي ظهرت الطالبة بكلية الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون سندس الصنقري.
تقول سندس الصنقري البالغة من العمر 25 عاماً، أن بداياتها في هذا المجال كانت عام 2012 في أواخر مرحلة الدراسة الثانوية، وخلال عامي 2012 ـ 2015 قدمت من خلال فرقة "المتحدين" مجموعة من الأعمال المسرحية والغنائية منها مسرحية "ليبيا النهار، وصندوق العجائب، بكرة أجمل"، كما شاركت في مجموعة من المسلسلات في التلفزيون منها مسلسل "ضحك عشوائي" و"شيلو"، "جمهورية زلحة"، وقد حصلت خلال هذه المسيرة القصيرة على العديد من الجوائز التشجيعية.
وحول فرقة المتحدين التي كانت الدافع للانطلاقة تقول "تم تأسيس الفرقة عام 2009، على يد الفنان علي الجهاني ووالد كل من أنيس وخليل الجهاني الذين أكملا مسيرة والدهم بعد وفاته إلى أن توفيا عام 2016، وأصبح من الصعب أن يقود ويدير الفرقة أحد مثلهما، لأنهما كانا يعرفان الوسط الفني بشكل جيد، وتوقفنا عن العمل بعد وفاتهم بفترة فلم تعد تأتينا عروض للعمل".
وعن دخولها لعالم التمثيل بعد توقف الفرقة توضح "بعد توقف الفرقة عن العمل عام 2016، بدأت بالمشاركة في الأعمال التلفزيونية، فقد جاءتني عروض من بعض الفنانين الذي كانوا يحضرون عروضنا المسرحية ومن خلالها تعرفوا على أدائي وتمثيلي على المسرح".
 
"لقد كبرنا في الوسط الوفني"
وحول ما إذا كانت الشائعات والسمعة التي تطال الوسط الفني أثرت على اقتحامها هذا المجال وردة فعل عائلتها والمجتمع المحيط بها وهل سيثنيها عن الاستمرار في المضي بهذا الطريق، تقول "فيما يخص أهلي فعند دخولي لمجال التمثيل المسرحي كنت صغيرة جداً، وكان لمجرد الترفيه فقط، لم يكن يخطر في بالي أنني سأمثل فيما بعد، نعم كنت أحب الموسيقى منذ صغير، وكنت أتمنى أن أدخل لمعهد علي الشعالية للتمثيل والغناء، ولكن لم أتمكن من ذلك، اقترحت عائلتي مع بداية الثورة والأحداث التي توالت فيما بعد على البلاد، أن انضم للفرقة حتى أرفه عن نفسي وابتعد عن تأثيرات الحرب النفسية، وبالتالي أصبح هذا شيء طبيعي ومقبول لدى عائلتي التي نشأت في وسط المسرح والغناء والموسيقى، فأحبت أسرتي هذا الشيء وشجعتنا أمي للاستمرار".
وتضيف "أما بالنسبة للمجتمع بالتأكيد لم يتقبل كوني فنانة، حتى أن بعض الأقارب أيضاً لم يتقبلوا مشاركتي في المسلسلات، وكانوا يقولون "كيف بنت فلان تمثل"، وعلى الرغم من ذلك لم تؤثر عليَّ تلك الانتقادات واستمررت في عملي لأنني أحب الفن والتمثيل".
 
"المجتمع سيقوم بمحاربتي"
سندس الصنقري التي كانت تتمنى أن تتخصص في دراستها في المسرح والسينما بكلية الإعلام جامعة بنغازي، لم تستطيع الدخول إلى هذا القسم وتوجهت لدراسة تخصص إذاعة وتلفزيون، وتقول عن ذلك "من شدة حبي لهذا الفن أحببت الإعلام وتوجهت لدراسته ولكن للأسف لم أتسطع أن اتخصص مسرح وسينما لأن المجتمع لن يجعلني استفد من هذا التخصص وسوف يقوم بمحاربتي".
دائما ما تحتاج الفتاة لدخول هذا المجال إلى طوق أمان يحميها مما يحدث في هذا الوسط من تحرش وإساءة واستغلال، وقد حالف الحظ سندس الصنقري على حد قولها "دخلت للوسط الفني عن طريق أشخاص كنت على معرفة بهم أو تربطني بهم صلة قرابة، لذا لم اتعرض لإساءة أو كلام بذيء من قبل أي أحد في الوسط أو استغلال لأستطيع المضي قدماً".
وعن دخولها أيضا بالتوازي مع التمثيل إلى عالم الغناء تقول "منذ أيام الدراسة وأنا أحب الموسيقى والغناء حتى أنه في فقرة الإذاعة لابد أن اقدم فقرة الموسيقى، لقد قدمت العديد من الأغاني ضمن الفرقة، ولكن هناك مجموعة تم تسجيلها ونزلت على منصة اليوتيوب، وكان أوبريت راعونا الذي تم تسجيله تحت اسم "يا خوتنا يا ناسنا" عام 2015 السبب في شهرتنا، وتوالت بعدها الأغاني والتسجيلات"، مشيرةً إلى أنها لاقت الدعم من العديد من الفنانين، كما أنها عقدت علاقة صداقة مع الفنانات التي مثلت معهن بعد أن تعرفت عليهن عن كثب.
وحول إمكانية ذهابها إلى خارج البلاد ومحاولة خوض التجربة تقول "لقد فكرت في الأمر كثيراً، لكنني وجدت أنه من الصعب الذهاب إلى بلاد أخرى، حيث سأضطر للعمل وكذلك الدراسة، كما أن عائلتي أيضاً لن توافق على سفري بمفردي"، مؤكدةً على أنه بالرغم مما يحدث من إساءة للفنانات في ليبيا إلا إنها واثقة من نفسها وتتمنى الاستمرار في هذا المجال وإن ما يحدث لن يحبط من عزيمتها "أعرف ما الذي أفعله وأعرف كيف سأتعامل مع ما أسمعه بكل قوة، لا يهمني ما يقوله الآخرين، وبما أنني لا أقوم بعمل شيء مسيء للمجتمع فأنا لا ألقي بالاً لما يقوله".
وأشارت سندس الصنقري في ختام حديثها إلى أن "العديد من الأشخاص في البلدان الأخرى استطاعوا أن يبرزوا مواهبهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الفيديوهات القصيرة وتستفيد من هذه الخاصية، إلا أن المجتمع الليبي يستهزئ بتلك التطبيقات ولم يأخذه على محمل الجد، نواجه صعوبة في الخروج ومحاولة إبراز مواهبنا، حاولت مرات عديدة العمل من خلالها، ولكن وجدت إنني لم استفد منها، فهنا لن ينجح الأمر وسنتعرض للإساءة من الناس أكثر من الحصول على الإيجابية والدعم".