شيرين عبد الكريم تصنع منحوتات فنية تحاكي بها واقع النساء المعنفات
ابتكرت شيرين عبد الكريم مشروعاً فنياً تحت اسم "قربان" لتمثيل واقع المرأة الفلسطينية وتجسيد صور العنف الذي تتعرض له، بواسطة منحوتات فنية.
نغم كراجة
غزة ـ استطاعت الفنانة التشكيلية شيرين عبد الكريم خريجة كلية الهندسة المعمارية الدمج بين شغفها بالفن وتخصصها الجامعي، وإبراز قضايا مجتمعية هامة أبرزها قضايا النساء من خلال منحوتات ومجسمات فنية توضح معاناة المرأة، والعنف الذي تتعرض له.
قالت شيرين عبد الكريم (25) عاماً لوكالتنا إن "مشروع قربان يهدف إلى تحويل المعاناة الفردية للمرأة إلى معاناة جماعية من خلال الحديث عن تحدياتها والقيود المفروضة عليها، ومن ثم طرحها إلى الفضاء الخارجي؛ لتسليط الضوء على قضاياها ومناقشتها، والسعي نحو تغيير النظرة المجتمعية، وإنقاذ النساء من العنف الواقع عليهن".
وعن فكرة المشروع أوضحت أنه "بدأ المشروع بمجموعة من القصص الواقعية في قطاع غزة تحدثت عن تفاصيل حياة بعض النساء ومعاناتهن، بتصوير هروب مجموعة من القوالب النحتية من الجدران والنوافذ إلى الشارع؛ لتروي قصصها للفضاء الخارجي وتحمل في أشكالها وضعيات تمثيلية من الدراما المأساوية للمرأة".
وأشارت إلى أن هذه القوالب المصنعة من مواد شفافة، تمثل مشاعر المرأة "بدأت بالعمل على مشاعر المرأة أكثر من الحدث نفسه نظراً لأن الحدث متكرر باختلاف البيئة والمسميات التي حدثت بها القصة سواء من عنف الأزواج أو الأسرة والقيود المجتمعية، لذلك شمل المشروع توضيح شعور خوف النساء خلال فترة حياتهن من نظرة المجتمع انتقالاً إلى شعور العجز بتحقيق ما تطمحن إليه، وصولاً إلى آخر شعور وهو الهروب من أفكارهن وحجم القيود المفروضة عليهن".
وعن التحديات التي تواجهها أثناء العمل، تقول شيرين عبد الكريم "في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار الذي نواجهه في قطاع غزة في الآونة الأخيرة، أعاني من ارتفاع المواد الخام وأغلب الأحيان لا تتوافر بعضها، لكنني أحاول بقدر الإمكان التكيف مع الأوضاع واستخدام مواد بديلة في صناعة المنحوتات الفنية".
وأضافت أنها حاولت تطوير مجال دراستها في الفن برؤية جديدة ومميزة "شاركت الشهر الماضي مشروع تحت اسم من ثقب إبرة والواقع الافتراضي، وعرضت الفكرة بواسطة الفن الرقمي ضمن الإقامة الفنية التي طرحتها محترف شبابيك، بالإضافة إلى حضوري في المعارض المحلية وعرض أعمالي الفنية للجمهور، وفي كل مرة ينبهر الرائي بما أصنع".
وأكدت شيرين عبد الكريم على أنها ستشارك في المعرض الفني الكبير الذي سيقام في آب/أغسطس المقبل وتطرح به إحدى مشاريعها الفنية بطريقة مبتكرة وملفتة للانتباه، متمنيةً أن تصل أفكارها للعالم، وتفتتح معرضاً خاصاً بها تعرض أعمالها ومنحوتاتها الفنية؛ كي تستطيع إيصال الصورة والرسالة إلى فئات المجتمع كافة.