سحر مشموشي حوّلت موهبتها في تنسيق الأزياء إلى علامة تجارية

مع انتشار وباء كورونا اكتشفت سحر مشموشي موهبتها في التصميم وأطلقت خطها الخاص في تصميم العباءات والقفطان

 كارولين بزي
بيروت ـ ، المجال البعيد عن تخصصها ومهنتها الحالية، إذ درست سحر الصحافة وعملت في مجال التعليم والتدريب في لبنان وخارجه.
 
"كورونا دفعتني على اكتشاف موهبتي"
تقول سحر مشموشي لوكالتنا "مع انتشار وباء كورونا وإقفال البلاد، فكرت في كيفية استغلال موهبتي في تنسيق الألوان واختيار الملابس ولاسيما للفتيات المحجبات، إلى أن وجدت بأنني قادرة على التصميم لأن والدي كان يعمل في الحياكة وبالتالي اكتسبت منه هذه الموهبة وبالفعل بدأنا بهذا المشروع وكنا نستشير والدي بالأمور التقنية والألوان ونوعية الأقمشة".
وتضيف "كانت البداية خلال عيد الأضحى الماضي، إذ قمنا بتصميم ملابس لنا أنا وشقيقتي، ثم قررنا أن نقوم بإنشاء صفحة على انستغرام وأطلقنا عليها اسم "سنا" وهي اختصار لاسمي واسم شقيقتي نعيمة، في محاولة لعرض هذه التصاميم والتي يمكن أن تنال إعجاب الفتيات ويقمن بطلبها، فنصممها لهن، وبالفعل انهالت الطلبات علينا عندما نشرنا صور التصميم". 
يعتبر المجتمع اللبناني مجتمعاً استهلاكياً بامتياز ويحب الأزياء، فاستغلت سحر هذا الواقع الذي يشبهها وأنشأت خطها الخاص في مجال الأزياء إلى جانب مهنتها في التدريس والتدريب.
 
"المرحلة الأولى هي التنفيذ حسب الطلب"
واستوحت سحر مشموشي تصاميم القفطان والعباءات من المغرب العربي والخليج العربي، وذلك من خلال زيارات لتلك البلدان التي تعرفت فيها على التقاليد والعادات والأزياء الخاصة بها.  
وتطرقت في حديثها إلى الخطوات التي اتبعتها وحوّلت فيها الفكرة إلى علامة تجارية، وتقول "تدربنا في البداية على كيفية رسم التصاميم وقمنا ببلورة الأفكار على ورق، كان لدينا مخاوف من المحيط وكيف سننطلق وميزانية المشروع وغيرها من المخاوف، لذلك قررنا بأن تكون الخطوة الأولى هي من خلال التنفيذ حسب الطلب". 
المشروع الذي أطلقته سحر مع شقيقتها لا يهدف فقط لتصميم وبيع الملابس، بل لديه أهداف أخرى، "هدفنا من هذا المشروع أن نقوم بتوظيف نساء عاطلات عن العمل ويقطن في مناطق نائية، مثلاً إحدى النساء اللواتي يعملن معنا هي سيدة مطلقة وكانت قد فقدت الأمل بالحصول على وظيفة". وتضيف "بالتأكيد لدى النساء اللواتي يعملن معنا خبرة في الخياطة ولكن ليس التصميم، إذ نقوم بتصميم هذه الأزياء أنا وشقيقتي، وبالتأكيد نتابع مع النساء اللواتي ينفذن التصاميم كافة الخطوات".
 
"سنا مشروع من دون ميزانية"
تقول "أنا متفاجئة من الأصداء الإيجابية ولم أتوقع هذا النجاح، وكنت أعتبر أنني أنشأت هذا المشروع بهدف التسلية أو كاستثمار صغير، ومع هذا النجاح تحولت الفكرة التي كانت موهبة إلى علامة تجارية بسرعة"، وتسعى سحر مشموشي لتسجيلها.
ما يميز هذا المشروع أنه تم إطلاقه من دون ميزانية ولن يشكّل توقفه أي خسارة، "لم أضع أي أموال في هذا المشروع لأنني أصمم وفق الطلب، أو يمكن أن أقوم بتصميم عباءة وأنفذها وأرتديها بنفسي ثم أتلقى طلبات للحصول على زي مماثل، وإذا لم يُباع سأحتفظ به". 
وتتابع "كما أن الفكرة تركزت حول العمل من المنزل في ظل انتشار وباء كورونا، إذ ليست هناك تكلفة أجار مكتب أو مشغل. دفعتنا كورونا لأن نعمل بما تيسر، وأجبرتنا بأن نجلس مع أنفسنا أكثر ونكتشف مواهبنا لتأسيس عمل خاص بنا، أي تحويل التحديات إلى فرص".
لا تنكر سحر مشموشي بأنها تهدف لأن تفتتح مشغلها الخاص مستقبلاً، ويكون عبارة عن منزل صغير يضم مجموعة من العاملات، ولكن ليس في الوقت الحالي.
بعدما كانت العباءة مخصصة للمتقدمات بالسن، باتت العباءة رائجة في الآونة الأخيرة ولاسيما بين الشابات وبالتالي تهدف سحر مشموشي من خلال مشروعها التوجه لجميع الأعمار ولاسيما الشابات، وتؤكد بأن الطلبات التي تلقتها من الشابات فاجأتها.
 
"الشابات هن هدف مجموعة شهر رمضان"
وتتابع "أعتقد أن المؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيما في الخليج العربي، كان لهن تأثير على اللبنانيات اللواتي بتن يخترن العباءة أو القفطان زياً لهن".
تشير سحر إلى أنها صممت مجموعة خاصة بشهر رمضان، وتعلق على هذه المجموعة بالقول "أهدف لأن تكون تصاميم الشهر شبابية ولكن محافظة، كما سأعتمد الألوان الربيعية وأقمشة وحرير الأورغانزا، وبالتأكيد الألوان الرئيسية مثل الأسود والأبيض ثابتة في مجموعاتنا، وهذه العباءات ستكون بأسعار مناسبة جداً ومختلفة تماماً عن أسعار السوق، وهدفي من هذا المشروع أن أجعل كل فتاة ترتدي ما يليق بها وبأسعار مقبولة".   
عن مزج الألوان الجريئة تقول "لا أنكر أنني لست جريئة جداً بمزج الألوان، وأهدف بأن أقدم قطعةً بسيطة وراقية في الوقت نفسه"، وتؤكد بأنها لا تصمم زياً لا تلبسه.
تتميز العباءات والقفطان بتطريز وزخرفة وهي المواد التي تقوم باستيرادها من الخارج، كما أن الزخرفات تتنوع بين عباءة الليل وقفطان النهار وكذلك الأقمشة، إذ تعتمد الأقمشة اللماعة للمناسبات المسائية، بالإضافة إلى أن أقمشة الصيف مختلفة عن أقمشة الشتاء.
 
"أعرض العباءات بنفسي لأنني أدرك كيف أظهر جمالها"
إلى جانب تخصصها بالعباءة والقفطان لكن سحر مشموشي لا تمانع بتصميم الأزياء التي تختارها الزبونة وتريد الحصول عليها حتى لو لم تكن عباءة أو قفطان، وتؤكد بأنها تحاول أن تتجنب سرقة الأفكار وتضيف لمستها وذوقها بأي تصميم حتى لو كان من اختيار الزبونة. 
وتضيف "نتعاون أنا وشقيقتي في تصاميمنا لذلك تجدون أن التصاميم متميزة، كما أننا نقوم بتقييم كل قطعة الأمر الذي يحفّز الفريق على تقديم الأفضل". 
تقوم سحر مشموشي بعرض العباءات والقفطان بنفسها لأنها تحب عرض الأزياء وتعتبر أنها أكثر من يمكن أن يقدّر العباءة التي تصممها، وتدرك تماماً كيفية إظهار جمالها، كما أن "سنا" مرتبطة بها وبشقيقتها وتشعر بأن هذه العلامة التجارية طفلهما، وهما فخورتان بهذا الإنجاز.  
لم تتوقف عند الترويج لعلامتها التجارية بل أيضاً بهدف الترويج لأحد أصدقائها وهو يعمل نجار، توقف عمله مع انتشار كوفيد ـ 19، طلبت سحر مشموشي من صديقها أن يصمم حقائب خشبية وبالفعل لبى طلبها وقامت بعرض هذه الحقائب مع العباءات التي تصممها وبالفعل حققت نجاحاً فتح له باب رزق جديد.