شابة من كوباني تشتهر بمواويلها وصوتها الذي يشبه عيشه شان

بصوتها العذب والشبيه بصوت عيشة شان، اشتهرت إحدى شابات مدينة كوباني بشبهها الكبير بالفنانة عيشة شان من الناحية الشكلية والصوتية، وتفتخر الشابة بيريفان بكي بهذا الشبه كثيراً بكون الفنانة عيشه شان قدوتها

دلال رمضان 
كوباني ـ .
المواويل الكردية التراثية أو ما يعرف بالشعبية ساهمت في الحفاظ على خصوصية اللغة والمصطلحات الكردية من الاندثار، وكما وثقت العديد من القصص والأحداث على مر التاريخ والجغرافية كالقصص التي لم تكتب بل نقلت من جيل إلى آخر شفوياً، وللمواويل مكانة عالية بين السكان المحليين في مدينة كوباني.
وحدثتنا الفنانة الشابة بيريفان بكي من مدينة كوباني في شمال وشرق سوريا ذات 23 عاماً، معلمة بقسم الموسيقا، معروفة بغنائها المواويل الكردية، عن وجه الشبه الكبير بين صوتها وصوت الفنانة الكردية عيشة شان التي عرفت بصوتها العذب والجميل.
ويكون ترديد المواويل الكردية أحياناً من عدة دقائق إلى ساعات، ولا تحتاج إلى آلات موسيقية، إذ يكون مصدرها الحنجرة التي تخترق مشاعر الإنسان المستمع اليها.
وبينت بيريفان بكي بأنها بدأت الغناء في عمر صغير، وكانت تغني في المدرسة وأمام المعلمين والطلبة، واكتسبت هذه الموهبة من أسرتها التي عرفت بأصواتها الجميلة في الغناء، "منذ بداية الثورة في روج آفا احترفت الغناء، وامتلكت الثقة بنفسي، وبدأت أغني من خلال الذهاب إلى الأكاديميات، في عام 2016 انضممت إلى المركز الثقافي في كوباني، وشاركت في الحفلات والمناسبات الرسمية لأنطلق في رحلة الفن".
وأوضحت بأن هذه الموهبة اكتسبتها من الوراثة، لأن أسرتها معروفة بصوتها الجميل، وتأثرها بالفنانة الكردية عيشة شان "كنت استمع في كل يوم في الصباح إلى المواويل الكردية، وتأثرت بصوتها العذب، وكنت أسمع الأغاني وأرددها أمام أصدقائي في الأكاديمية، ومنذ ذلك الوقت أدركت أن صوتي يشبه صوت فنانتي المفضلة، وتلقيت التشجيع من أصدقائي، فأكملت مسيرتي بغناء المواويل الكردية".
وأضافت "بالرغم من أنني عرفت مدى تشابه صوتي وصوت عيشة شان، إلا أنني أغني بصوت بيريفان وبخصوصية صوتي في الغناء".
وعن آخر مشاركاتها في الغناء قالت "شاركت بالعديد من الأغاني في المركز الثقافي بمدينة كوباني من خلال فيديو كليبات، ولا يوجد حتى الآن أغاني أو فيديوهات خاصة بي، ولكن في المستقبل وبعد التدريب وإتقان الغناء بشكل أكثر، سأعمل على نشر أغاني خاصة بي". 
وعن مدى تأثير غناء المواويل على المرأة الكردية والعلاقة التي تجمعهما، بينت بيريفان بكي بأن المرأة الكردية معروفة بمدى تأثرها بالمواويل، وعيشه شان عانت الكثير من المجتمع، لهذا عبرت عن معاناتها من خلال المواويل التي غنتها، وجسدت معاناتها وحزنها والظروف السيئة التي أحاطت بها.
وحول أوجه الشبه بينها وبين الفنانة عيشة شان، قالت "لي الفخر الكبير بقول أن شكلي وصوتي شبيهان بعيشه شان، وكما لي الفخر أن أصل إلى مستواها وأن أرفع اسمها عالياً مرة أخرى، وحلمي في المستقبل أن أتعلم إتقان المواويل بشكل أفضل من اليوم وأن يعرف العالم غناء المواويل الكردية وخاصة في مدينة كوباني".
وأشارت بيريفان بكي أن عائلتها تشجعها وتساندها لتنمية موهبتها بشكل كبير "إن عائلتي تقف بجانبي كثيراً، وتفتخر بموهبتي وبصوتي".
وبنيت أن مدينة كوباني معروفة بالعشائرية وهناك عادات وتقاليد مازالت سائدة في المجتمع، لذلك هناك وجهات نظر سلبية للموهبة، وهنالك إيجابية تشجعني على مواصلة طريقي في الغناء، وهناك القليل من الناس الذين يستمعون إلى المواويل بسبب التكنولوجيا والأغاني الأخرى، وكما يعود هذا التراجع بسبب الدول الرأسمالية والاستعمارية ومدى تأثيرها على المجتمع وخاصةً على الفئة الشابة التي تسعى للقضاء على تاريخ وثقافة الشعوب الأخرى.
بيريفان بكي وفي نهاية حديثها دعت الفئة الشابة والمجتمع للحفاظ على ثقافتهم ولغتهم، وقالت "سأحاول بكل ما أستطيع من قوة وإرادة ليتعرف المجتمع على موهبتي من خلال غناء المواويل الكردية".
ولدت الفنانة عيشه شان، في مدينة آمد بشمال كردستان عام 1938، ودرست حتى المرحلة الابتدائية وعاشت طفولتها في حارة "عربداشه" داخل أسوار مدينة آمد، وعرفت بحلاوة صوتها وجماله منذ الصغر.