روائيات: النساء هن الأكثر قدرة على وصف مشاعرهن ومعاناتهن
تمكنت النساء من ترك بصمة ناجحة في الساحة الأدبية سوءاً في الإقبال أو فيما صدر عنهنّ من كتابات باتت قريبة للوجدان ودور المرأة والتي عليها إقبال جماهيري كبير.
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2025/02/20250206-almadt-jpgfea15f-image.jpg)
أسماء فتحي
القاهرة ـ بات تواجد المرأة في مجال الأدب والثقافة قوي وفاعل في الآونة الأخيرة، وهذا ما ظهر ضمن معرض القاهرة الدولي للكتاب لهذا العام سوءاً من خلال ما تم طرحه من اصدارات في مختلف المجالات أو في الحضور الجماهيري ذاته.
المرأة كانت تعاني من التمييز والتهميش وإنكار وجودها من قبل الأنظمة الحاكمة والمتسلطة، وتواجدها في جميع المجالات وعلى رأسها المجال الأدبي شكل تغيراً إيجابياً لدورهن ومكانتهن ضمن المجتمع.
تواجدت المرأة ضمن معرض الكتاب الدولي الذي انطلقت فعالياته الشهر المنصرم في العاصمة المصرية القاهرة بإصدار أدبي، وسلطن الضوء عبر كتاباتهن على ما تعانيه النساء بشكل عام من انتهاكات مختلفة داخل الأسرة وخارجها، واعتبرت الكاتبات أنهن الأكثر قدرة على وصف مشاعر المرأة التي مازالت تعاني من تمييز وسلطة للذهنية الذكورية المرتبطة بالثقافة المجتمعية والعادات والتقاليد المتوارثة.
ولفتت الكاتبات اللواتي تحدثت وكالتنا إليهن إلى وجود دعم من بعض دور النشر للكتاب الرجال خلال السنوات الماضية، إلا أنهن يرون أن المناخ الحالي أفضل كثيراً وأن المنتج القوي يفرض نفسه وهناك فرص حقيقية تمنحها بعض دور النشر للكاتبات في مختلف المجالات، وشجعن النساء على التعبير والكتابة في مختلف المجالات وعدم حصر ذواتهن في ألوان أدبية نمطية، مؤكدات أن الفرص كبيرة والمجال مفتوح والمنتج الأفضل سيجد قبول من الجميع ودعم وتشجيع كذلك.
المرأة مسيطرة على الساحة هذا العام والإنتاج الأدبي مختلف ومميز
قالت الكاتبة مورا أسامة إن لها عدد من الإصدارات في معرض الكتاب هذا العام ومنها "سلسلة دماء ملكية" التي تتحدث عن الفراعنة والإرث الحضاري المصري كواحدة من أدوات التاريخ وتفنيد الشائعات بشأن الحضارة المصرية القديمة وملكية آثارها، لافتة إلى أن السلسلة لاقت نجاح وإقبال كبير.
وأضافت أن لها عدد من المنتجات الأدبية الأخرى ومنها "ما بين الحب والعقاب" وهو يركز على الصراعات النفسية، ثم "أسيرة ظله" التي تتحدث عن الصراع النفسي وعدم قدرة البطلة على مسامحة نفسها وما إلى ذلك من صراعات سيطرت على كلا الروايتين.
وعن وجود النساء في القطاع الأدبي فقد لفتت إلى أن المرأة مسيطرة على الساحة، مضيفة أن هناك الكثيرات لهن أسماء باتت لامعة في الوسط الأدبي بينما الرجال أكثر انحصاراً في الفانتازيا والخيال العلمي والرعب، مؤكدة أن الموهبة الحقيقية تفرض نفسها خاصة أن النساء متميزات في ألوان من الكتابة ويقفن على عرشها.
الكتابة في الجريمة مميزة والنساء الأكثر قدرة على العمل بها دون أخطاء
وأكدت الكاتبة الليبية ريما معتوق، والتي لديها ثلاثة روايات اثنين منهم منفصلين عن الجريمة وعلم النفس وهما "قتيلة السابعة مساءً" والتي تدور أحداثها حول جريمة وتفاصيل ما وقع بها، والأخرى بعنوان "لا شيء يسقط بالتقادم" التي تتحدث عن انتهاك لفتاة صغيرة وأثر ذلك على أسرتها.
وحول وجود الكاتبات على الساحة البوليسية والجريمة لفتت إلى أن النساء أكثر قدرة على حبكة مثل تلك الكتابات، وأن لها أكثر من عمل في هذا السياق، مؤكدة على تعطش الجمهور للكتابة النسائية في مجال الرواية البوليسية لكونهن يجدنها ومتمكنات من التمسك بتفاصيل القضايا والصراحة والحبكة كذلك.
وكشفت أن ما دفعها للكتابة حول الضحايا من النساء نظرة المجتمع للضحية فهم عادة ما يبررون للجاني ويلومون الضحايا، وهو ما حاولت تسليط الضوء عليه لأن الدفاع عن الجاني بات شيء يستحق النقد، معتبرة أن الكتابة أحد الألوان المؤثرة في المجتمع، وقضايا النساء تحتاج لعمل من أجلها لمواجهة الثقافة المجتمعية التي تتعامل معهن بدونية وتنمط أفكارهن وعملهن، مبينةً أنها أرادت أن تظهر كذلك معاناة الأسرة والعبء الذي يقع على كاهل أفرادها بعد أي جريمة تكون الضحية فيها امرأة.
وأوضحت ريما معتوق أن الأثر النفسي للانتهاكات التي تعاني منها النساء يستمر ولا يسقط مع الزمن، معتبرة أن تجربتها توضح تواجد المرأة فقد وجدت دعم من دار النشر التي تعمل معها وأن هناك الكثيرات مبدعات ويستحقون فرصة، وهو الأمر الذي يجعلهن فريسة للمخاوف، مشددة على أن المنتج الجيد يفرض نفسه حتى وإن كان هناك دعم أكبر للرجال.
وقالت الكاتبة منال سالم إن لديها مجموعة من الكتابات في معرض الكتاب، ومنها "على جسر الندم" وهي رواية اجتماعية تناقش مشاكل الأسرة والزواج وما يحدث بعده، وسلسلة "قلوب صغيرة" لصغار القراء والناشئات في سن الـ 12 و14 عام ويجوز للجميع قراءتها.
وأكدت أنها تناقش في كتاباتها تدخلات الأسرة في حياة الفتيات في سن مبكر في جميع القرارات ومنها الزواج والتعليم وغيرها، معتبرة أن الأزمات الاجتماعية ومعاناة النساء داخلها تحتاج لتسليط الضوء عليها.
وبينت أن الأسرة التي تعاني فيها الأم من التهميش ولا تأخذ حقوقها أو تتعرض لتعنيف بها عادة ما ينعكس ذلك على حياة الأبناء ويقعن فرائس أزمات نفسية مركبة وغاية في التعقيد مما ينتهي بنا مجتمع مفكك مستقبلاً.
وأوضحت أن للمرأة دور مهم في الإفصاح عن معاناتها في المجتمع، وأن أغلب الكاتبات تتوجهن للجانب الاجتماعي ولهن تأثير حقيقي فللنساء دور في البوح وتسليط الضوء على مثل هذه القضايا.
وفي ختام حديثها لفتت منال سالم إلى أن هناك حضور نسائي قوي في المعرض هذا العام على عكس السنوات الماضية والتواجد والتأثير والتوازن واضح، وأن هناك فرصة حقيقية ومساحات مفتوحة وعلى النساء أن تعملن بدأب مستقبلاً ليكون لهن حضور أكبر وأثر أوقع.