رغم صغر سنها إلا أنها حولت مشاعرها المكبوتة إلى قصائد

تأثرت روجبين أوتون كثيراً باستشهاد أعمامها عندما كانت طفلة، واختلجت في داخلها الكثير من المشاعر للتحول هذه المشاعر فيما بعد إلى قصائد.

بيرجين كارا

مخمور ـ الفن مورد مهم للإنسان للتعبير عن طاقاته الإبداعية، فهو يبرز مشاعر مختلفة للإنسان، ويمنحه قوة الإبداع الفردي وتنظيم الأفكار والوعي الجمالي، وهو ضروري لإعادة العلاقات الاجتماعية.

حافظ الشعب الكردي على وجوده حتى يومنا هذا بفضل لغته وثقافته وفنه. فثقافة الشعب الكردي غنية وثرية. ينشر الكرد تاريخهم وثقافتهم من خلال فنهم، سواء كان ذلك من خلال الأغاني أو القصائد، والشعر له دور مهم في أدب وحياة المجتمع الكردي. حيث عبر الشعراء عن مشاعرهم وأفكارهم من خلال القصائد.

للفن والثقافة مكانة مهمة في مخيم مخمور للاجئين. حيث يحتل مكانة مهمة في جميع مجالات الحياة في المخيم، ويساهم النازحين من خلاله في حماية مكتسبات مجتمعهم ولغتهم وثقافتهم وفنهم. وبشكل خاص نساء المخيم فهن تشاركن في جميع الأنشطة الثقافية والفنية، وروجبين أوتون هي واحدة من هؤلاء النساء. تنشر فنها من خلال تأليف القصائد، فهي تكتبها لكي تتمكن من التعبير عما يجول في داخلها، فهي تعبر عن فرحها وألمها وحزنها ورغباتها ومشاعرها من خلال قصائدها.

 

تأثرت كثيراً باستشهاد أعمامها

نوهت روجبين أوتون أن ما تعرضت له في حياتها أثر عليها وكان سبباً في لجوئها إلى كتابة الشعر وهي في سن مبكرة "عندما بدأت بكتابة الشعر، كان عمري 8 سنوات. في عام 2016، استشهد اثنان من أعمامي. لقد تأثرت كثيراً وأردت كتابة قصيدة لهم. كتبت قصيدة شعرية متأثرة بهم، وبهذا الشكل بدأت الخوض في مجال كتابة الشعر، معظم قصائدي عن الشهداء والكريلا. كانت أولى قصائدي عن الشهداء، وقد كتبت حتى الآن خمس قصائد طويلة جداً".

 

"على الإنسان أن يحب العمل الذي يقوم به"

وأوضحت روجبين أوتون أن الفن ليس عملاً مؤقتاً، بل هو عمل مهم "عندما يتأثر الإنسان بشيء ما أو يحبه، يمكنه أن يكتب قصيدة عنه، سواء كان نباتاً أو شخصاً. إن كتابة القصائد ليست مجرد وظيفة يمكن للإنسان أن يقول إنني سوف أنجزها وأمضي، بل يجب الاستمرار فيها وتوسيعها، يجب على الإنسان أن يحب العمل الذي يقوم به، والآن عندما أكتب القصائد، يجب علي أن أحب ذلك وأن تكون لدي الرغبة بها".

 

"على الفتيات تطوير فنهن"

وناشدت في ختام حديثها "أنا كشابة في مخيم مخمور، أناشد كل الشباب والشابات بعدم الخضوع لقمع الدولة، وأن يعملوا على تطوير فنهم وثقافتهم. فكما كتبت قصيدة في سن مبكرة يجب عليهم أيضاً تطوير ثقافتهم ولغتهم طوعاً وليس تحت الضغط والإجبار. وأدعوا الشابات بشكل خاص لتطوير أفكارهن وفنهن وثقافتهن، وتعبرن عن أفكارهن من خلال القصائد".