رغم الوضع الاقتصادي المتردي صانعة دمى تنجح في تسويق منتجاتها
رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها ليبيا، تقوم منال مهنى بصناعة الدمى الصوفية والقطنية وبقايا الأقمشة في المنزل، بجودة عالية.
هندية العشيبي
بنغازي ـ تعتبر الصناعات التقليدية والأشغال اليدوية وسيلة للتعبير عن ثقافة المجتمع وأصالته، وتتفن النساء في ليبيا في ابتكار أعمال جديدة تعتمد على مواد خام محلية وباستخدام أدوات وآليات بسيطة، خاصة الصناعات الوبرية والصوفية والقطنية، إضافة إلى صناعة المشغولات الحريرية الأخرى.
على الرغم من هذه المهارة التي تتمتع بها النساء في الصناعات اليدوية، إلا أن الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد، ونقص السيولة، وغلاء الأسعار أثر بشكل كبير على الكميات المنتجة وطرق تسويقها، ولكن نجحت منال مهنى صانعة دمى منزلية، في تحقيق حلمها في صناعة دمية "bella" بمعايير عالية من داخل منزلها.
أحبت منال مهنى صناعة الدمى والأشغال اليدوية منذ صغرها، فقد كانت أسرتها داعمة لها واستطاعت أن تنمي مهاراتها في التطريز والكروشية وغيرها من الصناعات الوبرية والحريرية، وتقول "عندما كنت صغيرة كنت أحب صناعة الأشغال اليدوية داخل المدرسة والمنزل، فكنت أمارس هذه الهواية داخل المنزل حتى خلال العطلات المدرسية، ما لفت انتباه عائلتي حول مهاراتي في الحياكة والتطريز آنذاك"، وما يميز دمى "bella" أنها يمكن أن تستعمل كتحفة أو تقدم كهدايا في المناسبات الاجتماعية.
وتمتلك منال مهنى مهارة صناعة دمى صديقة للبيئة من خلال استخدام مواد طبيعية وأخرى طبية، وتضيف "بدأت في 2010 في تصميم الدمى من بقايا الأقمشة داخل المنزل، وأهديها لأفراد عائلتي وأطفالهم وأيضاً زملائي في العمل، ما أثار اعجابهم ودعمهم لعملي وشجعني لإنشاء مشروعي الخاص وفتح صفحات رسمية له عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، للبدء في التسويق لدميتي بيلا، ومنها بدأت انفذ طلبات والجمهور وفقاً للدمية التي يحتاجونها والشكل الذي يحتاجونه".
وتقول "نجح المشروع بشكل كبير وأصبحت استلم الطلبيات للدمى"، وعن مشاركاتها في المعارض المحلية أو الدولية أوضحت صانعة الدمى منال مهنى أن هذه المشاركات وسعت من نطاق عملها والتسويق له من خلال المعارض والتواصل المباشر مع الجمهور.
وحول التحديات التي واجهتها منال مهنى في صناعة دميتها بيلا، تقول "واجهت صعوبة في الحصول على المواد الأساسية في صناعة الدمى، فقد كنت استخدم بقايا الأقمشة الموجودة بالمنزل، ولكن مع زيادة الطلب على الدمى وجدت صعوبة في توفير المواد من قطن فايبر ومن أقمشة واكسسوارات".
وأضافت "الأسعار ارتفعت جداً، والحصول على المواد الأساسية صعب جداً داخل الأسواق، فدميتي تتكون من قماش والقطن، ولكنها تتمتع بجودة عالية وأغلبها مواد صديقة للبيئة، بحيث يمكن طيها وغسلها بشكل سلس دون أن تتأثر أو تضر بالأطفال أو الكبار".
وتلعب الصناعات التقليدية دوراً محورياً في دعم الاقتصاد المحلي، فالكثير من العائلات تعتمد على هذه الحرف كمصدر رئيسي للدخل، فهي تساهم في تنشيط الحركة التجارية وجذب السياح، مما يعزز الاقتصاد المحلي بشكل كبير.