قلعة دختر كرمان التي لا تقهر أصبحت ملاذ لمدمني المخدرات

تقول الأسطورة أن "جواشير" ابنة حاكم الميديين، كان لديها دودة سحرية، تخرج من قلب تفاحة وتمنح الحظ والقوة؛ ولهذا السبب، أصبحت قلعة الجوشير لا تُقهر.

برجين سلطان

كرمان ـ السماء الزرقاء والصمت اللطيف حول قلعة دختر والمنطقة القديمة كرمان، وكل من يراها يعود إلى أزمان خلت عندما كان المجد والصدمة يسودان هذه القلعة، والآن يبدو كما لو أن الجميع نائمون.

من القصص التاريخية والأساطير قصة "جواشير" ابنة حاكم الميديين، التي كانت لديها دودة سحرية، دودة تخرج من قلب تفاحة وتمنح الحظ والقوة؛ ولهذا السبب، أصبحت قلعة الجوشير تلك لا تُقهر، ولا يمكن قهر الفتيات ولهذا أطلقوا عليها اسم قلعة دختر، هذه القصة تعود لسلالة الميديين أي عمرها نحو 3000 عام.

ويقولون بعد سنوات من الجهود، تمكن بعض الأعداء من الاستيلاء على تلك الدودة السحرية عن طريق خداع خادمة الحاكم وتدميرها ومن ثم الاستيلاء على القلعة.

 

بناء قلعة دختر

تم استخدام مواد مثل الطين في بناء قلعة دختر في كرمان، ويتكون بناء القلعة من جزأين منفصلين، جزء منهما يقع على مرتفعات الجهة الجنوبية الشرقية والجزء الآخر يقع على تل كوتايتاري، وتم تدمير أجزاء كثيرة من هذا المكان خلال فترات مختلفة من التاريخ ولا يزال من الممكن رؤية بقاياه.

وتقع البوابة الرئيسية للقلعة في الجهة الغربية، ويتكون سورها من عدة أبراج على أسوارها، مما يضمن أمن القلعة، ويذكرنا اسم هذه القلعة باسم أناهيتا، إلهة الماء والخصوبة.

 

قلعة الابنة الثانية

لكن جزء آخر من القلعة يقع على بعد 10 كيلومترات شمال مدينة كرمان، حيث يؤدي إلى مدينة زرند، ويسمى "قلعة دختر الثانية" ويقال عن "قلعة دختر" أنه كلما هاجم العدو كرمان عبر هذا الطريق، كانوا يقومون بإبلاغ سكان القلعة عن طريق إشعال النار من القلعة الثانية.

وتقع قلعة دختر بجوار قلعة أردشير التي يبلغ عمرها ثلاثة آلاف عام، على منحدر حجري فوق التلال الشرقية المرتفعة لمدينة كرمان، ويبلغ ارتفاع الصخر الذي بنيت عليه القلعة 400 متر، وتم تسجيل هذه القلعة كأحد المعالم الوطنية الإيرانية في الأول من نيسان/أبريل 1966 برقم التسجيل 524.

لكن رؤية جمال الآثار القديمة والسفر إلى قلب التاريخ هو وجه واحد من العملة، والوجه الآخر هو لامبالاة المسؤولين والمديرين بالحفاظ على الآثار القديمة المسجلة وطنياً، وقلعة دختر ليست استثناء، وهذا اللامبالاة بحسب أحد السكان المحليين، مستمرة منذ عقد أو عقدين من الزمن.

مع الأخذ في الاعتبار أنه لم يتم الاهتمام بالسياق التاريخي حول هذا المبنى، فقد تم تدمير خصوصية هذه القلعة بسبب البناء غير المرخص، وتركيب برج اتصالات، وبناء مجمع رياضي، وما إلى ذلك، ولقد أصبح وجودها مهدداً وأصبحت ملجأ لمدمني المخدرات والنائمين.