"قل ما تشاء" أغنية تعود بها إيمان إبراهيم للساحة الفنية بعد غياب طويل
ـ إيمان إبراهيم فنانة يمنية صدح صوتها في الثمانينات، شاركت في العديد من الفعاليات ومثلت اليمن في العديد من اللقاءات الثقافية
نور سريب
اليمن ـ إيمان إبراهيم فنانة يمنية صدح صوتها في الثمانينات، شاركت في العديد من الفعاليات ومثلت اليمن في العديد من اللقاءات الثقافية، غنت لشعراء وملحنين كبار، وعادت بعد غياب إلى الساحة الفنية بأغنية "قل ما تشاء" التي كتبها الشاعر محمد الشرفي ولحنها مراد عقربي.
إيمان ابراهيم فنانة يمنية من مدينة عدن، درست الابتدائية والثانوية في عدن، وأكملت دراسة الجامعة في دمشق العاصمة السورية ودرست علم اجتماع.
ألتقت وكالتنا مع الفنانة اليمنية إيمان إبراهيم لتحدثنا عن مسيرتها الفنية والصعوبات التي واجهتها.
وعن بدايتها قالت "نشأت وسط بيئة اجتماعية وسياسية، بدأت بغناء أغاني صعبة لفنانين وشعراء كبار، وتمكنت من وضع قدمي في محيط فني مليء بالعمالقة والكبار واستطعت أن أضع بصمة ومكانة لفتاة لا يتجاوز عمرها الخمسة عشر ربيعاً حينها".
وحول الصعوبات التي واجهتها بينت "في البداية كانت مرحلة صعبة حيث الشهرة عربياً وعالمياً عكس ما نحن فيه الآن في عصر الإنترنت، كنا نواجه صعوبة في الوصول إلى شركات إنتاج تتبنى مواهبنا، والتي كانت في إطار اليمن فقط، فكانت حالة الإحباط وعدم القدرة على تحديد الهدف مرافقة لنا دائماً، وما دفعني إلى الاعتزال مبكراً كانت فكرة الزواج والارتباط والإنجاب".
وعن أثر الحرب الدائرة في اليمن قالت "أثرت الحرب على حياتي من عدة جوانب، فنياً عجزت من الوصول إلى أرشيف الأغاني التي غنيتها في الماضي والتي حُفظت في اذاعة عدن وتلفزيونها، ولا استطيع الحصول عليها الآن بسبب الحرب وثمة أخبار تفيد أن الأرشيف تعرض للنهب والتلف، وعلى الصعيد الشخصي كان تأثير الحرب عميق تغيرت مجريات حياتي وتعرضت لمضايقات من قبل بعض الجماعات المسلحة التي تسيطر على البلاد، حيث تم استدراج طفلي للانخراط في جبهات القتال، ولم استطيع رؤيتهم لفترة من الزمن حتى تمكنت من نقلهم إلى مصر حيث أقيم حالياً" وتضيف "لقد مررت بظروف محزنة أتمنى أن لا يعيشها أحد".
يواجه الفنانين والفنانات نظرات دونية في بعض المدن اليمينة وعن ذلك تقول "واجهت مواقف ونظرات دونية كثيرة في حياتي وخاصة بعد الزواج من رجل من مناطق شمال اليمن حيث لا يزال الفنان يسمى بـ "مُزين" والتي تعني شخص لا يملك قيمة اجتماعية كبيرة ومن طبقة دونية، ولكن ذلك لم يقف عائقاً بين حبي ورغبتي في العودة إلى الساحة الفنية".
وبحسرة تقول "اليوم تغير الكثير ولن استطيع استحضار مجمل التغيرات، لكن المبدعين والمبدعات يغادرونا بسبب قلة الاهتمام بهم، وباتت الحركة الفنية تعاني من الركود، وكل شيء يعيق تقدمها وازدهارها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد".
كتابتها النثرية التي كانت ترجمة لمشاعرها والأحداث التي مرت بها لعدة سنوات جسدتها في كتاب يحمل عنوان "لا أجيد كتابة القلق" وهو في مرحلة الطباعة، وتقول "فضل بعض الأدباء أن أضعها في كتاب يكون في متناول الجميع وقمت بذلك بنائناً على طلبهم".
وتضيف "كان قد تم تعيني منذ ما يقارب العام كمستشارة في الحكومة الشرعية لكن القرار لا يزال حبراً على ورق، فلا أملك أي شيء يخولني بالتصرف ولا أي فتوى وظيفية، فهذا القرار تسبب لي بالكثير من الضرر" وتناشد من خلال حديثها الحكومة والمعنين "على الحكومة والمعنيين أن يعيدوا النظر في وضعي وأن تمنحني حقوقي وصلاحياتي التي يجب أن ترافق القرار الذي صدر في تموز/يوليو الماضي".
وفي ختام حديثها توجه الفنانة اليمنية إيمان إبراهيم رسالة إلى الفنانات اليمنيات قائلة "على النساء أن لا يقبلن إلا بمن لديه استعداد أن يعتز بموهبتكن لأن الفن رسالة جميلة، ويستحق أن نتحدى الجميع لتحقيق أحلامنا والتحليق بأصواتنا، فإذا كان لديكن موهبة حقيقية لا تدفنوها ولا تفرطن بها ولا تخجلن لكونكن فنانات بل افتخرن وأرفعن هاماتكن عالياً".