نساء طرابزون تحيين فن الزخرفة على الجلود

تحاول نساء مدينة طرابزون التركية إحياء فن النقش والزخرفة على الجلود، وتعملن على نقله إلى الأجيال الجديدة للمحافظة على تلك الثقافة من الزوال والتلاشي.

دوركات سورن

طرابزون ـ في مدينة طرابزون التركية، تقوم زهرة يلماز بتعليم الزخرفة على الجلود في محاولة للحفاظ على هذا الفن الذي يعتبر على وشك الاندثار، وترسم الزخارف الحديثة جنباً إلى جنب مع الزخارف المحلية على الجلود الخام، مما يفتح الطريق أمام النساء للعمل من خلال تعليم هذا الفن.

أوضحت زهرة يلماز أنها تحاول إحياء الحرف اليدوية في مدينة طرابزون، مشيرةً إلى أنها تواجه صعوبات في تأمين الجلود "نشتري الجلود الخام ونقوم بقطعها وتنظيفها وصباغتها وخياطتها. نحاول إعادة إنتاج الحرف اليدوية في منطقة طرابزون، وتقديم نماذج جديدة".

وأضافت "نستخدم جلود البقر والضأن وغالباً ما نحصل على جلود أخرى. في الماضي كان يوجد مكان للدباغة في طرابزون يتم العمل فيه، لكن الآن لم يعد أحد يقوم بهذا العمل ويمكننا فقط العثور على الجلد المدبوغ من إسبرطة اليونانية، فنحضره من هناك".

وأشارت إلى أنه "نحاول إعادة إحياء هذا الفن في مناطقنا من ناحية النقش والزخرفة أما الدباغة فقد أصبحت عمل المصانع فنحن لا يمكننا القيام بذلك. نقوم بصنع الحقائب والمحافظ والأحزمة والإكسسوار. نحاول حماية هذا الفن من خلال عملنا هذا"، موضحةً أنها تحب زخارف السجاد، لذا ترسم تلك الزخارف على الجلد بالإضافة إلى الزخارف الحديثة وكل ما يخطر في ذهنها.

 

تم ترميم المكان مرتين

وبينت زهرة يلماز أن الأشخاص الذين يأتون من الخارج يرون سكان طرابزون بطريقة مختلفة "أتلقى العديد من طلبات التعليم، كما أن نسبة مبيعاتنا جيدة، فنحن نقوم ببيع منتجات الطلاب الذين يأتون إلينا للتعلم في مكتب المبيعات ونعطي المال للطلاب الذين صنعوا المنتج الذي تم بيعه".

وأوضحت أنه "لدينا مكتب مبيعات في المدينة، ولأن هذا المكان سياحي يأتي الكثير من الناس لزيارته نظراً لأن المنطقة قديمة جداً أي تعود إلى زمن السلاجقة، لقد تم استخدام المكان الذين نعمل فيه كمنزل لسنوات وتعرض للتخريب ومن ثم أعيد بناؤه خلال الفترة العثمانية وأصبح مكان عمل النجارون"، لافتةً إلى أنه احترق بعد أن عمل النجارون فيه وإنهار من عدة اتجاهات، لكن أعيد ترميمه من قبل وزارة الثقافة.

 

أهمية عمل المرأة

دعت زهرة يلماز النساء للالتحاق بالدورات التدريبية "أعلم النساء فن النقش والزخرفة على الجلود في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر، وتتولين بعد ذلك بيع منتجاتهن، كما يمكنهن الاستفادة من ذلك للنقش على الأواني الفضية أو الفخار وغيرها".

وفي ختام حديثها لفتت زهرة يلماز الانتباه إلى أهمية عمل المرأة "لا أفهم حقاً سبب بقاء النساء في المنزل أنه أمر صعب للغاية، فأنا أعرف ذلك لأنني في فترة إجازة الصيف لم أكن أعلم كيف ستنتهي العطلة لأعود لعملي. العمل لا ينتهي في المنزل لهذا السبب يجب على المرء أن يجد وظيفة في الخارج ويلون حياته".