نساء كوباني تحافظن على ثقافتهن من الاندثار
بالرغم من التحديات التي واجهها الشعب الكردي في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا إلا أن نسائها ما زلن تحافظن على ثقافتهن وتراثهن من الاندثار جيلاً بعد آخر.
هيفي حج علي
كوباني - أكدت صالحة علي على أن النساء هن من تحافظن على ثقافتهن وتراثهن وعاداتهن وتقاليدهن وأزيائهن الفلكلورية من الاندثار عبر التاريخ.
تمتلك مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا، العديد من العادات والتقاليد بعض منها اندثرت عبر الزمن في حين مازال البعض الآخر يحيى حتى الآن بين أجيالها، وتلعب النساء الدور الأبرز في المحافظة على تراث وثقافة مجتمعهن، حيث لا زلن تحافظن عليه من الاندثار، كالزي الفلكلوري يمثلهن ويعبر عن وجودهن وهويتهن وتاريخ منطقتهن.
تقول صالحة علي من حي كانيا كردان في الجهة الشرقية لمقاطعة كوباني، وهي تنتمي لعشيرة بيجان "على الرغم من مرور الزمن إلا أننا في مدينة كوباني التي تعرف بتراثها وعشائرها مازلنا نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا التي نشتهر بها، ومن واجبنا أن نعرف أبنائنا على ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا ليحيوها من بعدنا".
وأوضحت أن المدينة التي تعرف بثقافتها وعراقتها عبر الزمن بتربية المواشي وحياكة الأزياء الفلكلورية وعلى الرغم من التطور إلا إن الأمهات مستمرات بالمحافظة على ثقافتهن التي نشئن عليها منذ الصغر، حيث ترتدين زيهن الفلكلوري في الكثير من الأوقات وخلال المناسبات.
وعن العادات والتقاليد التي مازالت متواجدة حتى الآن تقول "من التقاليد التي لا تزال النساء المسنات تحافظن عليه ارتداء الزي الفلكلوري الذي يتكون من فستان فضفاض وقفطان طويل وبرفانك، كما كان هنالك بعض من القطع الأخرى مثل الشعر والتاج والإشقور".
ولفتت إلى أنه لدى كل عشيرة منزل الكبير أي كبير العشيرة التي يلجأ إليها كل العائلات التابعة لها، وهو ما كان يوطد العلاقات والتآخي، مشيرةً إلى أنه لا يمكن فصل القرى عن المدينة عن بعضهم فكلاً منهم بحاجة الآخر، "تعمل نساء القرية في تربية المواشي وصنع الأجبان والألبان بالإضافة إلى زراعة القمح والشعير والبساتين توفر لهن مستلزماتهن المنزلية، وتؤمن المواد الغذائية لأهالي المدينة".
وعن عادات وتقاليد مراسيم الزواج قديماً تقول "في القدم لم تكن الفتاة تعلم شيء عن الشخص الذي ستتزوج به ولا تعلم المصير الذي ستعيشه، بحكم العادات والتقاليد البالية منها التي كانت سائدة في ذلك الوقت، حيث كان الزواج يتم بموافقة الأهل دون أخذ رأي الفتاة في عين الاعتبار، كانوا يقومون بتجهيز بعض المستلزمات الأساسية من مرآة وصندوق يوضع به ملابس الفتاة، وهي من العادات التي اندثرت فالأوضاع تغيرت، وحصلت الفتيات على حقوقهن وباتت العائلات تسأل الفتاة قبل تزويجها وتدمير حياتها".
أما فيما يتعلق بالمأكولات الشعبية التي لا يزال أهالي كوباني يعدونها والتي تشتهر بها المقاطعة تقول "تتميز مدينة كوباني بمأكولاتها الشعبية التي كانت النساء تعدنها بكل حب وتختلف عن باقي المناطق، خاصة تلك الحادة منها كالكفتة واللحم بالعجين، الدولمة".