نجلاء أبو نحلة... شابة فلسطينية تؤسس متحف ثقافي في قطاع غزة
عملت الشابة نجلاء أبو نحلة على أنشاء متحف القرارة الثقافي بجهودها الخاصة، جمعت من خلاله العديد من المقتنيات الأثرية والتاريخية التي تعود إلى الحضارات القديمة، لتحافظ بذلك على الحضارة والتاريخ وقيمة الموروثات الفلسطينية.
نغم كراجة
غزة ـ بعد رحلة كفاح دامت عامين في تجميع القطع الأثرية والمعدات القديمة، أطلقت الشابة نجلاء أبو نحلة البالغة من العمر 31 عاماً طموحها للعنان، وافتتحت متحفها الخاص في مدينة القرارة جنوب قطاع غزة الذي يمتاز بجدرانه العريقة والشاهد على تاريخ فلسطين وحضارتها وهويتها.
وحول هذا الموضوع تقول الشابة نجلاء أبو نحلة أنها حرصت على اختيار وجود المتحف في منطقة القرارة لاعتبارها أكثر المناطق التاريخية التي تحتضن الآثار العريقة في جوف الأرض"، مشيرةً إلى أنها حاولت بقدر الإمكان الحصول على بعض القطع الأثرية والنادرة سواءً المدفونة تحت الأرض أو التي يقتنيها كبار السن من منذ زمن طويل، تعمل على تجميعها وترميمها ضمن فريق مكون من تسعة أفراد حتى استطاعت أيجاد أرض زراعية قديمة لتحولها إلى مزار ثقافي وسياحي وتعليمي بعد جهود مكثفة.
ولفتت إلى أن المتحف الثقافي يضم مجموعة كبيرة من المقتنيات التاريخية التي تعود إلى أصول بيزنطية ورومانية، وعثمانية، كالأثواب النسائية المطرزة، والمكاوي، والحجارة العتيقة، والسحارات، والموازين والأواني النحاسية، والمنحوتات، والنقود الأثرية، وأدوات الفلاحة، والمناجل والسيوف، بالإضافة إلى الأعمدة الرخامية والصلصالية التي تزين الساحة الخارجية في المكان.
وقالت أنها خصصت رف خشبي لأدوات الزينة التي كانت تستخدمها المرأة الفلسطينية تحديداً ما قبل النكبة واحتوت على الحلي، والمكاحل النحاسية، والبراقع، والشال المطرز، مشيرةً إلى أنها استطاعت جمع ما يزيد عن 3000 قطعة أثرية وتراثية مختلفة "بعض القطع احتاجت إلى إعادة ترميم حتى تعود لشكلها الأساسي وهذه العملية تعتبر شاقة لما تلزمها من دقة وتركيز والانتباه لأي حقبة زمنية تعود نظراً لأن لكل حقبة طراز معين يدون برقم خاص في سجل المتحف".
ولفتت إلى أن فكرة المتحف الثقافي هي الأولى من نوعها في قطاع غزة كونه يعبر عن الحضارة والتاريخ وقيمة الموروثات الفلسطينية، ويحتوي على الكثير من المجسمات، والملابس، والمعدات، ولوحات الفسيفساء، الذي مضى عليها آلاف السنوات وعملت على تقسيمه لعدة زوايا ووضع كتيبات تعريفية لكل زاوية حتى تتيح للزوار التمعن بالمقتنيات والتعرف عليها جيداً.
وأضافت "نفذنا العديد من الأنشطة التي استهدفت طلاب المدارس والجامعات من أجل ترسيخ الهوية والتراث الفلسطيني في عقولهم وتعريفهم بالإرث الحضاري، كذلك نقيم الفعاليات والاحتفالات السنوية كيوم المرأة والطفل والأرض" لافتةً إلى أنه تم توسيع المكان لتنفيذ المسارات والفلكلور ضمن الخطة الاستراتيجية التطويرية.
وأوضحت أنها أقامت معرضاً فنياً خاصاً بها عام 2019 عبارة عن ورشة لإعادة تدوير الخامات الصديقة للبيئة وتحويلها لمنتج فني جديد صالح للاستخدام بكافة أشكاله، والهدف منه تقليل كمية النفايات الصلبة في قطاع غزة.
وفي ختام حديثها قالت نجلاء أبو نحلة إن للمرأة الدور الكبير في تعزيز الهوية الفلسطينية والحفاظ عليها "النساء لديهن الفضل الأكبر في تعزيز الحس الوطني والتراثي لأطفالهن، وإعلاء صوتها بارتداء زيها الفلسطيني لتثبت مدى تمكسها بالأرض" منوهة أنهن لازلن تخضعن لسياسة تمييزية فرضتها العادات والتقاليد البالية.