مشروع "Stella Bella"... ملاذٌ آخر من وظيفة غير آمنة

"قمت بالرسم والكتابة على الحجارة، وهي طريقة لاستغلال ما يعتبرها كثيرون بلا فائدة" تقول صاحبة مشروع "Stella Bella" للإكسسوارات والمشغولات اليدوية

تحرير بني صخر
رام الله ـ . 
بدأت رناد موسى البالغة من العمر 29 عاماً والتي تنحدر من قرية برهام ببلدة بير زيت الفلسطينية، بمشروع صناعة الإكسسوارات اليدوية "Stella Bella" سعياً منها لتوفير مصدر دخل مساند لمتطلبات الحياة لها ولعائلتها.
وقد أنطلق مشروع "Stella Bella" في نيسان/أبريل عام 2020، وهو اسم مشتق من اللغة الإيطالية والذي يعني "النجم الجميل".
مع بداية فترة الحجر الصحي نتيجة انتشار فايروس كورونا في البلاد، تقول المنسقة الإعلامية في مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية رناد موسى "بدأت بمشاهدة بعض الفيديوهات على موقع "يوتيوب" عن كيفية صناعة الإكسسوارات اليدوية باستخدام المواد المتاحة في السوق، وقمت بتجربتها".
وعن اكتشافها لموهبتها تقول "الشيء الوحيد الجيد الذي حدث بفضل الحجر المنزلي هو بلورة فكرة المشروع بشكل تفصيلي، حيث لم أكن أدرك أنني أمتلك هذه الموهبة ولكن مع انتشار فايروس كورونا وما خلفه من وقت فراغ، اتضح أنني أمتلك موهبة تحتاج للصقل ليس إلا".
الجدير ذكره أن أكثر من عُشر الأسر الفلسطينية تعيلها نساء، أي ما نسبته 11% من مجموع الأسر الفلسطينية، حيث بلغ تعداد السكان في منتصف عام 2020، حوالي 5.1 مليون نسمة، بلغت نسبة الإناث فيها 49%، وذلك بناءً على بيانات مسح القوى العاملة.
أوضحت رناد موسى أن المشروع يشمل الرسم والكتابة على مواد مختلفة كالحجر والخشب وتشكيل الصلصال الأبيض بطرق متنوعة، إضافة لصناعة إكسسوارات مختلفة كالحلق وأساور اليد وميداليات للمفاتيح والسيارات والكثير من الأشياء المتنوعة حسب الطلب.
وبإمكانيات بسيطة بدأت رناد موسى بمشروعها، "كنت أقتطع مبلغاً بسيطاً من راتبي الشهري لشراء المواد والأدوات الأساسية للعمل، ولاحقاً عندما أنهيت عدد لا بأس به من قطع الإكسسوارات قمت بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي كـ "الفيسبوك والانستغرام" من أجل الترويج للمشروع وعرض ما قمنا بصنعه على شريحة أوسع من الزبائن". 
سجل مشروع "Stella Bella" إقبالا كبيراً من قبل الناس في أول مشاركة له في المعارض، حيث شاركت رناد موسى بالمشروع في سوق "البابورية" وعدد من المعارض المحلية الأخرى بعد ذلك.
وسوق البابورية نظمته جمعية الروزنا التراثية لأول مرة في مدينة بير زيت، حيث تضمن السوق عرض المنتجات اليدوية الغذائية والجمالية كل يوم سبت من شهر آب/أغسطس 2020.
تقول رناد موسى "مشاركتي في هذه المعارض كانت فرصة جيدة للترويج وعرض المنتجات بشكل مباشر للزبائن بالتزامن مع تسويقها على وسائل التواصل الاجتماعي والتي كانت الوجهة الوحيدة لي في ظل الوضع الوبائي الراهن".
وتعتبر مشاريع صناعة الإكسسوار من المشاريع الصغيرة المربحة التي لا تحتاج إلى رأس مال كبير لبدء العمل فيها، حيث يُقبل كلا الجنسين على شراء هذه المشغولات بما يتناسب مع أذواقهم. 
ساهم سوق البابورية في تواصلها المباشر مع الزبائن "السوق كان فرصة مناسبة للتواصل مع الزبائن عن قرب لشرح فكرة المشروع لهم، إضافة لإنشاء علاقات مع اصحاب المشاريع المتنوعة الأخرى وتبادل الخبرات معهم".   
أما فيما يتعلق بتوصيل المنتجات للزبائن تقول "حددتُ مكان الاستلام على صفحات التواصل الاجتماعي في رام الله بالاتفاق مع أحد المحال التجارية".
كالسمكة..!
تقول رناد موسى "مشروعي كان بمثابة الضوء الأخضر الذي فتح الطريق أمام أحلامي، فنحن إذا فقدنا الأمل في أنفسنا نصبح كالسمكة تماماً إذا خرجت من الماء ماتت. لذا لا بد لنا أن نتمسك بأحلامنا وآمالنا مهما كانت صغيرة. من المهم أن ينظر الجيل الشاب إلى المستقبل بعين ثاقبة، فالوظيفة ليست دائمة أبداً لأنها مرهونة بالظروف المحيطة، لذا لا بد دائما أن نفكر خارج الصندوق".