من خلال الحرف والصناعات اليدوية يتم الحفاظ على التقاليد الكردية

تحافظ جيهان عبد الغفور على التقاليد الكردية من خلال صناعة المنتجات اليدوية وعرضها في متجرها، وتقول "توجهت إلى الفلكلور مثل الهرمل والأحزمة والشالات والمنسوجات والقوليك الخاصة بجداتنا. وبقدر ما أصنعها، يزداد حب الناس لها".

زينب عيسى

قامشلو ـ قديماً كانت النساء تصنعن العديد من المنتجات اليدوية وكانت تلك المنتجات تُلون بأيديهن. في تقاليد الثقافة الكردية، كانت تقوم النساء بالعمل على المغزل، الرحى، المدق، وأدوات الزينة النسائية. وكان يتم عرض تلك المنتجات بشكل خاص خلال الأعياد والمناسبات. إحدى هؤلاء النساء هي جيهان عبد الغفور من مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، التي تريد الحفاظ على التقاليد الكردية من خلال صناعة المنتجات اليدوية.

 

"شعرت أنه لا أحد يهتم بعملي"

تعرض جيهان عبد الغفور منتجاتها في متجرها المسمى شاه ماران وفي نفس الوقت تكسب منها رزقها، وتحدثت في البداية عن اكتشاف موهبتها وكيف بدأت الحرف اليدوية "منذ أن كنت في العاشرة من عمري أحببت الحرف اليدوية، حتى عندما ذهبت إلى المدرسة كانت هناك أنشطة فنية في المدرسة، كنت أمارسها وأشارك فيها حتى تعلمت. بعد أنهيت الدراسة، دخلت الجامعة ودرست في قسم الفنون في جامعة دمشق وتخرجت. ثم بدأت رسمياً في صناعة الحرف اليدوية. في البداية، قمت برسم لوحات خشبية، ثم ذهبت إلى مركز الخابور في مدينة الحسكة وقمت بتعليم الأطفال صناعة الحرف اليدوية. لفترة من الوقت، أرادت هيئة الثقافة فتح متجر للحرف اليدوية، وشاركت فيه كما شاركت في العديد من المهرجانات بمنتجاتي، وأحدها كان مهرجان المرأة. في البداية، لم أرغب في جذب انتباه أحد، أردت أن أصنع شيئاً مختلفاً حتى يجذب الكثير من الاهتمام ويعجب به الناس. لقد توجهت إلى الفولكلور مثل الهرمل والأحزمة والشالات والقوليك الخاصة بجداتنا، وبقدر ما صنعتها، أحبها الكثير من الناس".

 

"الناس يحبون صنع الشاه ماران"

وأوضحت جيهان عبد الغفور أنها تحولت من صناعة الأحزمة والهرمل والشالات إلى صناعة الأشياء الفلكلورية، "من صناعة الأحزمة والهرمل والشالات، تحولت إلى أشياء فولكلورية خشبية، مثل الساعات الخشبية، وعندما أصنع ساعة كنت أدخل عناصر فولكلورية فيها وكانت تصبح أكثر جمالاً. كما أنني اعتدت أن أصنع الشاه ماران أيضاً. في الواقع لقد أحبه الناس كثيراً واشتروه. ولأن الناس أحبوا صناعة الشاه ماران، قررت أن أطلق على المتجر هذا الاسم. لقد واجهت بعض الصعوبات في صنع المنتجات اليدوية. فالمعدات والمواد التي نستخدمها لم تكن متوفرة، وعندما تتوفر تكون باهظة الثمن. ولهذا السبب عندما أقوم بصنع وإعداد شيء ما، تكون قيمته أيضاً باهظة الثمن".

 

"يجب على المرأة الاهتمام بالتقاليد الكردية والحفاظ عليها"

ولفتت إلى أقسام متجر شاه ماران والعمل الذي يتم في كل قسم "يوجد في المتجر قسمين، قسم للعمل حيث توجد فيه الطاولات، والقسم الآخر حيث نعرض فيه ما نصنعه ونجهزه. هناك بعض النساء ترغبن بالعمل في المنزل، حيث نعطيهن ما يلزم من الطاولات ومستلزمات العمل. في المستقبل نريد افتتاح فروع لمتجر شاه ماران في مدن أخرى، ليتوسع العمل ونصنع أشياء مختلفة. حالياً، تأتي بعض النساء للعمل فأعلمهن كيفية صنع الحرف اليدوية في المنزل، وأريد أن أقول لجميع النساء أنه يجب على النساء الاهتمام بالتقاليد الكردية والحفاظ عليها وحمايتها حتى لا تندثر".