مخرجة عراقية توثق معاناة النساء في عملهن بمعامل الطابوق
اهتمت المخرجة العراقية إيمان خضير بقضايا المرأة العراقية ومعاناتها وجسدتها من خلال فيلمها الوثائقي "عاملات الطابوق".
رجاء حميد رشيد
العراق ـ يعد فيلم "عاملات الطابوق"، توثيق تاريخي لمعاناة نساء وأمهات تعملن في أفران الطابوق الجيري وتتحدين الصعاب من أجل تأمين لقمة العيش لهن ولأطفالهن، بالرغم من كونه عملاً شاقاً.
تحدثت المخرجة العراقية إيمان خضير عن مهنة الإخراج السينمائي وانخراطها في هذا المجال، قائلة "العمل في السينما صعب جداً، فمهنة الإخراج تحتاج إلى معرفة شمولية في مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية وعلم النفس وفن التشكيل والتذوق الموسيقي إلى جانب كيفية تدريب الممثل واختياره، والتحكم في الشعور الفني والدرامي العام للعرض".
وأوضحت الصعوبات التي واجهتها في عملها وكيف استطاعت تجاوزها "الصعوبات في جوهرها كثيرة، أولها التمويل، وثانيها عدم توفر البنى التحتية لمؤسسات مختصة في السينما، بالإضافة إلى ندرة الممثلين والممثلات الذين يمتلكون أدوات التمثيل لفن السينما".
وبينت أنه "كان للمنفى دور مهم في تعلمي، فعند عودتي للوطن بعد 2003، كانت مرحلة مختلفة وجديدة، فبقدر تنوع الحكايات والقصص إلا أن اختيار ما يصلح للسينما يحتاج إلى وعي وتدقيق فليس كل حكاية يمكن عمل فيلم منها، فهناك شروط فنية لا بد من توفرها للفيلم يضاف إليها وعي وخيال المخرج، فالواقع العراقي مليء بالواقع الذي يقترب من الخيال أحياناً لتزاحم الأحداث وغرابتها، وبالتالي تراكم الأحداث جعل من الصعب على المخرج أن يحدد أيهما أفضل من الآخر".
وعن تأثرها بالمخرجين العرب والأجانب أكدت أنه "لم أتعلم من أي مخرج عربي، فالسينما العربية تعتمد على الحدوته فقط، مع افتقارها للشروط السينمائية، كالضوء والكادر وزوايا الكاميرا، فمثلا إذا أغمضت عينك وأنت تشاهد أي فيلم عربي لا يختلف عليك الأمر، فلا وجود للإضاءة التي هي العمود الفقري للفيلم، أي أن معظم الأفلام أقرب إلى التمثيلات الإذاعية منها للأفلام، وهذا الفرق بين السينما العربية والعالمية".
وحول الصعوبات التي واجهتها في إخراج فيلم "عاملات الطابوق"، أوضحت أن صعوبة الدخول إلى هذه المعامل الواقعة في ناحية النهروان التابعة لقضاء المدائن في شرق العاصمة بغداد، كانت إحدى الصعوبات لكن بمساعدة بعض الأصدقاء من الأكاديميين وأساتذة الجامعات استطاعت الدخول لهذه المعامل بحجة عمل بحث علمي حول صناعة الطابوق، وبعد زيارات عديدة تكونت علاقات ودية مع أصحاب المعامل واستطاعت إخراج الفيلم بعد سنتين من العمل.
وعن تبلور فكرة إخراج الفيلم قالت "من خلال متابعتي لبعض الفيديوهات القصيرة التي تعرض عبر بعض القنوات الفضائية عن هذه المعامل والظروف السيئة لعمل النساء فيها، تبلورت لدي فكرة إخراج فيلم هادف يقدم مشكلة اجتماعية معقدة لشريحة النساء والأطفال ليكون أمام أنظار الجهات المعنية لمعالجة هذه الحالة، خاصة وأن أغلب العاملات هن نساء مع أطفالهن ويعيشون في ظروف بيئية قاسية وصعبة، بالإضافة للتلوث الحاصل من استخدام النفط الأسود كمادة رئيسية في عمل أفران الطابوق".
وأخرجت المخرجة العراقية إيمان خضير العديد من الأفلام منها "الملك فيصل الأول، عاملات الطابوق، ظل الكونكريت، مقاهي بغداد الادبية"، كما أنها انتهت منذ أيام من إعداد فيلم جديد بعنوان "جدارية المطر"، يتحدث عن فنان في فترة الثمانينيات مختص برسم صور صدام حسين، ويقع سهواً في خطأ فيعتقل ويعذب، لتنقلب حياته رأساً على عقب.