مهنة الغزل والنسيج طريق للاعتماد على الذات

تتمتع حرفة الغزل والنسيج بطابع جماعي، إذ تجتمع فيه النساء ويعملن مع بعضهن لساعات، كما أنها تحافظ على تراث عملت عليه الجدات وتم نقله إلى الحفيدات

سيبيلييا الإبراهيم
منبج ـ ، وتعد ريحانة حج يوسف من النساء اللواتي ما زلن يعملن في الغزل والنسيج.
ريحانة حج يوسف امرأة اعتمدت على نفسها بتربية أبنائها من خلال العمل في النسيج والغزل، فتحولت مهنتها تلك إلى شغف، هذا ما أشارت إليهه خلال لقاء لها مع وكالتنا.
قامت ريحانة حج يوسف البالغة من العمر 60 عاماً والتي تنحدر من قرية الحية الكبيرة الواقعة شرق مدينة منبج في شمال وشرق سوريا، بتربية أبنائها الخمسة لوحدها، عقب وفاة زوجها منذ ما يقارب الـ 30 عاماً، من خلال عملها في المهن اليدوية المختلفة منها "الغزل، النسيج، الخياطة"، لتواجه مجتمعاً يتسم بطابع شرقي متعنت، يعتبر المرأة ضلعاً قاصراً، ويبخسها حقها وقدراتها والحق في العيش بحرية.
توضح ريحانة حج يوسف التي تعلمت غزل الصوف منذ كانت في الخامسة عشرة من عمرها، أن عملها يتسم بالطابع الجماعي، إذ تجتمع النساء على شكل مجموعات، ويعملن على غزل الصوف معاً, وعن تراجع مهنة غزل الصوف بين النساء، أوضحت أن التطور الذي حدث وافتتاح العديد من مصانع ومعامل الغزل والنسيج أدى إلى تراجع هذه الحرفة, إلا أنه لا تزال هنالك العديد من النساء اللواتي يعملن بها، قائلة "أنا إحدى هؤلاء النساء اللواتي اتخذن هذه الحرفة كهواية لهن".
تقوم ريحانة حج يوسف بصنع السجاد والعديد من الأشياء التراثية في عملها، وبالرغم من كبر سنها ما زالت تعمل في هذه المهنة في وقت تطور فيه فن الغزل والنسيج إلى ما يعرف بالكروشيه، وهو إعداد عدد من القطع بشكل رسومات مختلفة باستخدام الصنارة. 
ونوهت بأنها تقوم بغزل الصوف لجاراتها اللواتي يطلبن منها ذلك، كما أنها تساعد النساء اللواتي يتعلمن هذه الحرفة، مضيفة أن سكان القرى ولا سيما النساء منهن الحياة الكومينالية التي تقوم على التعاون والمحبة والألفة.
ريحانة حج يوسف التي بنت منزلها بيدها واحطته بسور، وإلى جانب عملها في غزل ونسج الصوف تعتني بأشجار منزلها التي كانت قد زرعتها منذ سنوات مضت كما وتربي المواشي، وتقول "أنا لا أتخلى عن منزلي وعملي مهما كان الثمن، لأنني بذلت الجهد الكبير في سبيليهما".
ووجهت في ختام حديثها رسالة لكافة النساء طالبتهن من خلالها بالعمل والاعتماد على أنفسهن، ومواصلة احتفاظهن بتراث أعمالهن وحرفهن القديمة من أجل أن لا تندثر، والعمل على تربية الأجيال القادمة على مبدأ المساواة للوصول لمجتمع واعي ومثقف.
والجدير بالذكر أن العمل في مهن الغزل والنسيج يحتاج إلى دقة كبيرة وصبر على العمل، لأنه قد يستغرق ساعات طوال حتى تأدية القطعة الواحدة.