"لوري" اللوحة الغنائية التي جسدت آلام أهالي عفرين
لخصت فرقة روج آفا التابعة لحركة الثقافة والفن في مقاطعة عفرين في شمال وشرق سوريا جروح وآلام أهالي عفرين بعد التهجير القسري، عبر لوحة غنائية بعنوان "لوري" تمكنت من أن تكون الصدى لمعاناتهم لما حملته من معاني عميقة في الكلمات والإحساس
الشهباء- .
يعتبر سرد المواويل والأغاني المؤثرة موهبة تتحلى بها الكثير من الأمهات الكرد، وتسرد هذه المواويل بحسب أنواعها في الأفراح والأتراح، وبرزت هذه الموهبة مع انطلاق شرارة ثورة روج آفا، بجهود من حركة الثقافة والفن.
عضو حركة الثقافة والفن بمقاطعة عفرين نوروز سليمان، تتخذ مكانها في قسم الموسيقا بالحركة، منذ نعومة أظفارها، عملت في العديد من فروع الفن والثقافة إلى أن وجدت نفسها في الغناء، وهي مستمرة حتى هذه اللحظة متخذة مكانها في فرقة روج آفا للغناء بمقاطعة الشهباء، وعلى رغم الكثير من العوائق والصعوبات التي وقفت في وجه مسيرتها، إلا أنها في النهاية انتصرت على الظروف.
وتكمل نوروز سليمان أنه بعد النزوح قسراً من عفرين رغبت في التعبير عن معاناتها وآلامها من خلال الغناء، وعليه اجتمع جميع أعضاء فرقة روج آفا، لإعداد لوحة غنائية بعنوان "لوري".
وعن الهدف من اللوحة الغنائية، بينت نوروز سليمان أنهم من خلال هذه اللوحة يُظهرون الأمان الذي كانت تتحلى به مقاطعة عفرين قبل شن هجمات الاحتلال التركي عليها والصعوبات والآلام التي عاشوها أثناء الهجمات وبعدها، فهذا النوع من الأغاني كانت تسرده أمهات عفرين لأبنائهن "على هذه الأغنيات تربى أبنائنا وكبروا".
وشن الاحتلال التركي ومرتزقته هجوماً على مقاطعة عفرين في الـ 20 من كانون الثاني/يناير 2018، مستخدمين كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والحديثة والطائرات الحربية والمُسيرة وحتى المحرمة دولياً، واحتلتها في 18آذار/مارس من نفس العام.
وحول سبب تسمية الأغنية، أوضحت نوروز سليمان أن أساس كلمة "لوري" نابعة من التاريخ، وتعبر عن حياة المجتمع الطبيعي، الذي كانت تقوده المرأة بجدارتها وإرادتها، ومعظم كلمات اللوحة الغنائية قديمة جداً، تعبر عن معاناة أهالي عفرين.
وكلمة "لوري" هي عبارة عن مصطلح كردي، وتستخدم للدندنة للطفل أثناء نومه، ومنها انطلقت أغنية "لوري" على شكل لوحة غنائية وفنية.
وبينت نوروز سليمان "الأغنية تلخص ما كان أطفالنا يعيشونه من حنان وحب على أرضهم عفرين قبل الهجمات التركية"، مؤكدةً على أن أغنية "لوري" صدرت في العام الأول من تهجير أهالي عفرين نحو الشهباء، وحققت نجاحاً كبيراً على مستوى شمال وشرق سوريا والعديد من مناطق تواجد الكرد.
هذا وعرضت أغنية "لوري" خلال فعالية فنية نظمتها حركة الثقافة والفن في نواحي مقاطعة الشهباء، والأغنية من تأليف عصمت حسن، والحان نيازي سيدو، وتغنيها الفنانة نوروز سليمان بشكل فردي، إلا أنها في المرة الأولى عرضت على شكل مسرحية صامتة شارك فيها ممثلتين و3 ممثلين.