لطيفة باقا كاتبة مغربية ولدت من رحم الحركة النسوية

أكدت الكاتبة لطيفة باقا أنها دائماً تشعر بأن قضية المرأة هي قضيتها الأولى، وأن الأدب من شأنه أن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تسليط الضوء على بعض الأوضاع الغير العادلة التي تعيشها النساء في المجتمع.

رجاء خيرات

مراكش ـ لطيفة باقا صوت نسائي أدبي ولد من رحم الحركة النسوية المغربية. فمنذ صغرها عانقت عالم القصة القصيرة وحولت المشاهد التي كانت تؤثث الأحياء الشعبية لمدينة سلا المتاخمة للعاصمة الرباط إلى قصص إنسانية بطلاتها نساء من الهامش.

عن الحضور النسوي القوي داخل نصوصها تقول القاصة والكاتبة المغربية لطيفة باقا لوكالتنا "الحضور النسوي داخل النصوص الأدبية التي كتبتها منذ التجربة الأولى "ما الذي نفلعه؟" وإلى آخر إصدار "غرفة فرجينيا وولف" هي لسبب واحد وهو أنني أنتمي إلى الحركة النسوية منذ مرحلة مبكرة من حياتي، فإقبالي على الأدب كان بوعي نسائي، وهو ما يفسر تسرب القضية النسائية بشكل سلس داخل نصوصي القصصية".

وأوضحت أنها كانت دائماً تشعر بأن قضية المرأة هي قضيتها الأولى، وأن الأدب من شأنه أن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تسليط الضوء على بعض الأوضاع الغير العادلة التي تعيشها النساء في مجتمع كالذي ننتمي إليه، والذي تعتبره الكاتبة من المجتمعات الذكورية، لا على المستوى الثقافي والاجتماعي فحسب ولكن حتى على المستوى القانوني، حيث تعيش النساء حيفاً جلياً وظاهراً.

تجربتها الغنية داخل الحركة النسائية التي كانت تشق طريقها إليها آنذاك بقوة وإصرار في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، صقلت نصوصها فيما بعد وجعلتها تنحاز للدفاع عن حقوق النساء الإنسانية وتتوق للمساواة بين الجنسين. لذلك اختارت لطيفة باقا أن تكون صوتهن الذي يكافح من أجل حصولهن على كافة الحقوق شأنهن شأن الرجال، وذلك من خلال لعبة السرد التي أتقنتها وبرعت فيها إلى الحد الذي جعل منها واحدة من رواد القصة القصيرة في المغرب.

في رصيدها حتى الآن ثلاث مجموعات قصصية وهي "ما الذي نفعله؟" والتي حازت فيها على جائزة اتحاد كتاب المغرب سنة 1992 ثم "منذ تلك الحياة" وآخرها "غرفة فرجينيا وولف".

نشأت لطيفة باقا في كنف أب متحرر يؤمن بقضية تحرر المرأة وبقيم الجمال، وهو ما جعله يحضر بشكل أو بأخر في نصوصها السردية، كما أنه منحها تلك الانطلاقة نحو عالم الحرية والتحرر من القيود التي يفرضها المجتمع الذكوري.

يرتبط مفهوم الحرية عند الكاتبة بالاستقلالية، حيث أنها لا تؤمن بأن المرأة يمكنها أن تبدع إذا لم تكن حرة مستقلة، سواء في الجانب المادي أو المعنوي، وهو ما دفعها لكي تتبنى مقولة الكاتبة الإنجليزية فرجينيا وولف التي عنونت لطيفة باقا مجموعتها القصصية الأخيرة بما قالته، حيث كانت تردد "إذا أرادت المرأة أن تكتب ينبغي أن يكون لديها بعض المال وغرفة خاصة".

وحول اختيار القصة القصيرة دوناً عن الأجناس الأدبية الأخرى، تقول إن ذلك جاء بمحض الصدفة، فالمواظبة على كتابة اليوميات كانت بمثابة تمرين، التي تحولت فيما بعد إلى نصوص مكثفة قصيرة، في حين أن الرواية تتطلب مساحة أكبر من حيث البناء وتعدد الشخصيات وتبلور الأفكار بشكل أوسع، لافتةً إلى أنها بصدد وضع اللمسات الأخيرة على عمل روائي سيرى النور.

وتتساءل لطيفة باقا دائماً عن مصير الكتابة والكتب، لكونها هي وأبناء جيلها "أبناء الورق" كما تقول دائماً، لكن أمام هذا الغزو التكنولوجي الذي ترى أنها أصبح مخيفاً ومرعباً، ما الذي سيحصل خلال العشر أو العشرين سنة المقبلة وماذا لو اختفت الكتابة والكتب؟