خديجة مرشيد تحول حبات الرمل إلى لوحات فنية

لقبت فنياً بحورية الرمال، لأنها تحول حبات الرمل إلى لوحات فنية تحمل فكراً وإبداعاً، تتحدث عن قضايا إنسانية

حنان حارت
المغرب - ، كما تسرد بها أيضاً تاريخ وحاضر بلدها، إنها الفنانة المغربية التشكيلية والخطاطة خديجة مرشيد، البالغة من العمر 46 عاماً، تتمتع بموهبة الرسم بالرمال، وتعد رائدة في هذا الأسلوب الفني. 
"موهبة الرسم بدأت بشكل عام منذ الطفولة، في هذه الفترة كنت أحمل أوراقاً بيضاء وأبدأ برسم كل ما يخطر على بالي، وكان كل من يشاهد رسوماتي يشجعني على الاستمرار بها، وهكذا تطورت هذه الموهبة خلال مراحل حياتي، وعندما كبرت قررت الاحتراف، لكن كنت دائماً أبحث عن تقنية خاصة، كما رغبت في الدخول إلى مجال ليس معروفاً في المغرب، فبحثت عن طريقة خاصة بي ومتفردة"، هذا ما تقوله خديجة مرشيد في حديثها مع وكالتنا.
وتتابع "كنت أتصفح الأنترنت للبحث عن مدارس فنية من أجل الاستفادة، وخلال بحثي وجدت فناناً أمريكياً يرسم بالرمل فأعجبت بالتقنية كثيراً، وهكذا بدأت بالتعرف على كيفية الرسم باستخدام الرمال"، وتضيف "تعلمت هذا الفن بمفردي من الإنترنت، كانت البداية صعبة، ومع التكرار نجحت وتفوقت".
دخلت خديجة مرشيد غمار الرسم بالرمل سنة 1997، حيث وجدت ضالتها في الرمال التي باتت مادتها الأساسية في تشكيل اللوحات الفنية، وعن التقنيات التي تتبعها في الرسم تقول "يتم رسم "الكروكي" بقلم الرصاص أولاً، ثم أبدأ بإنجاز اللوحة عن طريق وضع الرمل الناعم الخالي من أي نوع من الحصى المخلوط بالغراء على مكان الرسم وتركه يجف لبعض من الوقت قبل الانتقال إلى مرحلة تلوين الشكل الفني المنجز ليتم في النهاية الحصول على لوحة فنية في غاية الجمال".
وتشير خديجة مرشيد إلى أنها تقوم بتنظيف الرمل، وتبدأ بعملية غربلته وتصفيته وتنقيته من الشوائب العالقة، وتتم هذه العملية أكثر من مرة، حتى يصبح الرمل ناعماً وجاهزاً للاستعمال، وهو ما يتطلب وقتاً وجهداً، وفق قولها.
وعن الفرق بين الرسم بالألوان وتقنية الرمال التي تستخدمها خديجة مرشيد للتعبير عن فنها تقول "إن الرسم بالرمل يتطلب مجهوداً أكبر ووقت أطول، عكس الرسم العادي، كما أنه ينبغي التركيز خلال مرحلة التحضير، والعمل بكل لون على حدة وانتظاره لكي يجف حتى لا تختلط الألوان ببعضها البعض، وبعدها يتم أيضاً العمل على أدق التفاصيل الأخيرة بالفرشاة والصباغة".
وتضيف "بحكم عملي بالرمل فأنا أحاول تحضير ألوان مختلفة وكثيرة جداً وعلى كثرتها فأنا بحاجة دائمة للمزيد منها، فالألوان هي التي تضفي الحياة والحركة والحس الفني على اللوحة إضافة إلى معانيها التي يمكن أن تصب بعدة اتجاهات بالنسبة للمتلقي؛ فالرسم بالرمال يعتبر أكثر صعوبة من الرسم العادي، حيث أن استخدام الرمال في الرسم يحتاج إلى تقنيات خاصة، لكن يوجد هناك بعض التشابه بين التقنيتين، إلا أنه يبقى لكل واحد منهما شخصيته وتفرده الخاص، وطريقة طرح مختلفة".
وعن أعمالها تقول "أهتم بالهوية المغربية والأصالة في المقام الأول، فأنا أعمد من خلال أعمالي إلى إبراز الحياة من خلال العادات والتقاليد القديمة، كما أسعى إلى إبراز تاريخ وحاضر بلدي". 
تحاول الفنانة التشكيلية المغربية تعليم هذا الفن للأطفال، وذلك من خلال انخراطها في ورشات تكوينية تقام بطلب من وزارة الثقافة المغربية أو مؤسسات في القطاع العام أو الخاص خلال المناسبات الوطنية، أو تلك التي تكون بمناسبة المعرض الدولي للكتاب أو معرض الطفل للكتاب.
وحثت خديجة مرشيد المواهب المغربية الشابة على تنمية أي موهبة حتى مع البدايات الصعبة، دون استصغار الإمكانيات، مؤكدة على أهمية تنمية المواهب واعتبارها مسلسل نضالي لتهذيب الذوق ونشر الثقافة الجمالية دونما التفكير في العائدات، والتحلي بالصبر.
وعن الصعوبات التي تواجه خديجة مرشيد، تقول إن الفن التشكيلي في المغرب لا يعتبر مورداً لرزق الفنان ولا يمكنه من سد حاجياته في الحياة، وتضيف أنه يتحتم على الفنان أمام هذه الحالة السعي للعمل في شيء آخر يكون موازياً لعمله الفني، حتى لا يقع في مشاكل وأزمات اقتصادية، كما حدث معها.
نالت خديجة مرشيد ثلاث رسائل ملكية من العاهل المغربي الملك محمد السادس، وذلك سنة 2008 و2012 و2013.