حرية النساء وتحقيق الذات تيمات تجسدها زهور معناني في لوحاتها
الحرية وتحقيق الذات والمساواة شعارات للوحات الفنانة التشكيلية زهور معناني التي تجسد في لوحاتها شخصيات نسائية.
رجاء خيرات
مراكش ـ زهور معناني واحدة من الأسماء اللامعة في مجال الفن التشكيل، دخلت عالم الفن بعد حرمان لأعوام طويلة، واتخذت من المرأة موضوعاً للوحاتها، فشكلت عبرها عالماً شاسعاً من الجمال والإبداع.
تملك الفنانة التشكيلية زهور معناني رؤية خاصة تدرجت من خلالها بصقل موهبتها الفطرية، بداية بإدخال إكسسوارات معدنية على اللوحات الزيتية التي تعبر عن بورتريهات نسائية من مختلف الثقافات، ولوحات تشكيلية تجريدية.
وقالت زهور معناني "درست الأدب العربي في الجامعة، ولم يكن ذلك برغبتي، إنما فعلت ذلك لإرضاء والدي اللذين أرادا إبعادي عن الرسم، لكني أدركت بعد ذلك أن من يتخلى عن حلمه لابد أن يدفع الثمن غالياً"، موضحةً "كنت صغيرة في السن 14 عاماً، وكان لابد أن أنتقل لمدينة الدار البيضاء لكي أتابع دراستي في الفنون الجميلة في إحدى المؤسسات التعليمية، حيث لم يكن هذا المجال متوفر في مدينتي، لكن والدي وجدا أن صغر سني لا يسمح لي بالانتقال بعيداً عن العائلة، فأجبرت على التخلي عن حلمي".
وأضافت "حاولت أن أجد لنفسي مكاناً ما في شتى المجالات، لكني سجلت حضوري في عالم الفن التشكيلي من خلال تيمة المرأة"، عبرت بأسلوب منفرد عن تحرر المرأة من القيود والتقاليد وجعلتها كائناً يتوق للحرية.
وأشارت إلى أن "قضية المرأة كانت تشغلني دائماً، حتى قبل أن أدخل غمار الفن التشكيلي، أنا نسوية بالفطرة ومدافعة عن حقوق الإنسان، ومن خلال الرسم أردت أن أحرر المرأة من القيود".
وعن تجربتها الفنية أوضحت "أدخلت الأكسسوارات المعدنية للوحات الزيتية، وتطلب ذلك مني جهداً كبيراً لأن العمل على المعدن عمل شاق ويتطلب صبراً ومجهوداً كبيراً، فتخليت عن هذه الطريقة التي كانت تميزني وانتقلت إلى أشكال إبداعية أخرى".
وعن كونها رئيسة جمعية الزهور للفن والتراث، ومديرة مهرجان ألوان دكالة الدولي الذي يحتفي بالفن التشكيلي كل عام بمدينة الجديدة تقول "استطعنا خلال الدورات السابقة أن نجمع بين العديد من الفنانين من داخل وخارج المغرب، وحرصنا على التنوع في الأساليب، كما عبرنا عن العديد من التيمات التي تناولتها الدورات، خاصة تيمة المرأة التي كانت حاضرة بقوة خلال الدورة الافتراضية التي نظمناها أخيراً في الـ 8 آذار الذي يصادف اليوم العالمي للمرأة، لكن المهرجان توقف لعدة أسباب".
شاركت الفنانة التشكيلية زهور معناني في العديد من المعارض الفردية والجماعية، سواء داخل المغرب مثل "تجليات أنثوية" في دار الثقافة في تطوان ومعرض "صرخة أنثى" في مسقط رأسها الجديدة، وخارج المغرب كذلك "فرنسا، بلجيكا، تونس، مصر، إسبانيا، أميركا وتركيا"، وهي عضو لجنة تحكيم مهرجان صالون جنوب الوادي في الأقصر "مصر"، كما أنها منسقة فنية في مركز رواد الفن التشكيلي في مصر، بالإضافة إلى كونها حظيت بتكريمات عدة داخل المغرب وخارجه نظراً لمسارها الفني الحافل بالإبداع.