'في لوحاتي أرسم حقيقة المرأة'
في بعض الأحيان يصبح الإنسان عاجزاً عن التعبير أمام تدفق المشاعر، فيلجأ إلى العديد من الأساليب لنقل مشاعره للآخرين
ليلى محمد
قامشلو ـ ، وهذا ما تحاول فعله إحدى الشابات في مدينة قامشلو والتي تعمل على احتراف الفن التشكيلي.
ابنة قامشلو الشابة امتلكت الشغف الحقيقي والنظرة التصويرية الفريدة، التي مكنتها من دخول عالم الفن التشكيلي، معتبرةً موهبتها هبةً عملت على إبرازها، فصورت من خلال لوحاتها واقع المرأة وجماليتها، ونطقت ألوان لوحاتها بمشاعر عجز لسانها عن قولها، إنها الشابة مزكين سليمان.
"موهبتي مكنتني من رسم الواقع"
مزكين سليمان شابة وفنانة تشكيلية من مدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا، تبلغ من العمر 21 عاماً، تمارس هواية الرسم الذي يندرج ضمن أنواع الفن التشكيلي، اكتشفت أنها تتمتع بهذه الموهبة منذ نعومة أظفارها "موهبتي مكنتني من رسم الواقع وجعلتني أقوى".
بعد اكتشاف مزكين سليمان لموهبتها التي كانت تعتبرها محدودة في طفولتها، إلا أنه ومع مرور الزمن وبالتدريب والممارسة بدأت تتقن فن الرسم التشكيلي بشكل جيد، على حد قولها، فأحبت وتمسكت بموهبتها مما أعطاها الدعم والتشجيع لإظهار موهبتها وبدأت الرسم بشكل منتظم عندما بلغت الـ 18عاماً.
"شاركت في 3 معارض فنية"
لفتت مزكين سليمان النظر إلى الدعم الذي تلقته، وكان لهذا الدعم الدور الأكبر في إكمال الطريق، ولعل أكبر داعميها كان والدها ووالدتها إضافة لأشقتها وأصدقائها "مِن دعمهم استلهمت القوة لإكمال مسيرتي في هذا النوع من الفن، لإبراز موهبتي"، وأوضحت بأن المجتمع كان ينظر إلى الفن التشكيلي بنظرة دونية ويعتبره إضاعة للوقت، إلا أنها لم تسمح لهذا بتحطيم إرادتها.
عملت مزكين سليمان على دعم وتمكين موهبتها من خلال تعلم القواعد الأساسية للرسم "انضممت لمركز خاص بالفنون التشكيلية "مركز مالفا"، ومن خلاله تمكنت من المشاركة في معارض للفنون، ومن أبرزها معرض "خجخجوك"، وهو المعرض الأول الذي أشارك فيه من خلال لوحتين تعبران عن العنف الذي تتعرض له المرأة".
انضمت مزكين سليمان إلى مركز "مالفا" في عام 2020، ومنذ انضمامها للمركز شاركت في 3 معارض فنية، وهي مرتبة كالتالي "لا حدود لعالم إبداع المعلم، معرض خجخجوك، معرض المرأة تجدد روح الثقافة".
"في لوحاتي أرسم حقيقة المرأة"
في شمال وشرق سوريا، هنالك صعوبات تعانيها المرأة الفنانة، والتي قامت مزكين سليمان بإيجازها "نعاني من صعوبة في الحصول على الرصاص، الفحم، الألوان الخشبية والمائية والزيتية، إضافة لأسعارها الباهظة".
وعن مضمون اللوحات التشكيلية التي ترسمها تقول "أرسم جمال المرأة وجوهرها وعملها في مجالات الحياة، أصور كيف أن المرأة قادرة على تجاوز الصعوبات والتعايش مع الظروف القاسية، وأوجز من خلال لوحاتي قدرة المرأة على أن تكون أم ومقاتلة في آنٍ واحد".
وتتمنى مزكين سليمان تحقيق حلمها وهدفها بافتتاح معرض خاص بها في المستقبل، تعرض من خلاله لوحاتها، وأن تتمكن من افتتاح مركز تدريب للفتيات المبتدئات اللواتي يرغبن بتعلم الفن التشكيلي، وعلى اعتبار أنها ترى نفسها غير قادرة على التعبير بالكلمات بشكل جيد ونقل أحاسيسها، فهي تتمنى أن توصل أفكارها للناس من خلال لوحاتها.