فنانات جسدن حلم تخرجهن بالريشة والألوان
تحسسن طريق قدراتهن التعبيرية ومدلولاتها، فوجدن (ضربة الريشة) كما سمينها خير طريق، لتتحدث بلسان فكرهن ومشاعرهن، وتدمج بألوانها القانون والثقافة والمجتمع والعاطفة، ويكتب في زاوية كل لوحة اسماً سيصبح صانعاً لتاريخ الفن التشكيلي
أماني المانع
دمشق ـ .
تأسس مركز (أدهم إسماعيل) للفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة في عام 1959، وحمل اسم الفنان الراحل أدهم إسماعيل، وهو مخصص للأطفال واليافعين، تدرس فيه تقنيات الرسم وأصوله وتاريخ الفن، بالإضافة لدورات في الخط العربي والزخرفة العربية والتصميم والعمارة والنحت والحفر ودورات للكبار، إلى جانب ورشات كورشة الكولاج وورشات لفنانين سوريين ومن جنسيات مختلفة، كما يقدم محاضرات حول مبادئ التصميم الإعلاني ودورات تدريبية لكليتي الفنون الجميلة والهندسة.
وأقام المركز معرضاً يوم الأحد 13حزيران/يونيو، واستمر ليوم الخميس 17 من هذا الشهر، لخريجي قسم التصوير الزيتي الخمسة وعشرين فناناً وفنانة.
ألتقت وكالتنا مع مجموعة من الفنانات التشكيليات ليتحدثن عن مشاركتهن في هذا المعرض.
منى الكيلاني درست بمعهد الفنون التطبيقية اختصاص نحت، شاركت بهذا المعرض من خلال ثلاث لوحات بورتريه وطبيعة وطبيعة صامتة، تقول "أحاول في لوحاتي المزج بين جمال الأنثى وجمال الطبيعة والحارات القديمة، بملامح تظهر فيها المرأة قوية جداً بعيدة عن الحزن ليكون ذلك دافعاً لها لمواصلة حياتها، كما أعمد لرسم الخيل مع الأنثى لتشابه خصالهما".
أما علا الشعار وهي خريجة كلية الاقتصاد، شاركت بثلاث لوحات تناولت فيها مواضيع التضخم الاقتصادي وانخفاض قيمة العملة، والعنف الذي ترفضه الأنثى، فتجسد من خلال استمرار المرأة في وضع مساحيق التجميل رغم الكدمات، وفي اللوحة الثالثة جسدت إصرار المرأة على التعليم رغم البرد والظلام والسقف الذي لا يحميها من الأمطار. وتقول "أنا أسعى عبر ريشتي إلى رفض العنف الجسدي واللفظي بكل قوة وتحدي".
نور خلف وهي خريجة معهد تقاني هندسي، تحدثت عن دور معهد أدهم إسماعيل في صقل موهبتها وتعليمها قواعد الرسم وفنونه، وعن مشاركتها في المعرض تقول "شاركت بلوحتين بورتريه عمدت فيهما لاختيار ورسم شاب وشابة يتميزان بالملامح الطبيعية الجميلة ودمجها مع اللون والإضاءة وجمال الطبيعة، تشجيعاً للعودة إلى الجمال الطبيعي".
رغد مسلماني خريجة هندسة عمارة، تقول "شاركت بثلاث لوحات عبرت جميعها عن العزلة والوحدة، لأننا نعاني اليوم منها بسبب الحرب والظروف والهجرة والسفر والحجر الصحي والتفكك الاجتماعي حتى أصبح الإنسان وحيداً وهو في بيته ومع عائلته، فرسمت في اللوحة الأولى مائدة طعام لشخص واحد أعدها بطريقة كئيبة وغير مرتبة، وفي الثانية رسمت نفسي وأنا أنتظر، وفي الثالثة شجرة رأيتها في المتحف الوطني تكسوها ملامح العزلة فتعرت أغصانها وجفت رغم اخضرار كل الأشجار من حولها". وتضيف "أرى أن المرأة اليوم قادرة على كسر حاجز العزلة بالمشاركة والحضور القوي وإثبات وجودها".
وشاركت عفاف البيطار خريجة كلية الصيدلة بثلاث لوحات كان محورها الأساسي التراث، فعمدت إلى إبراز تراث منطقتها يبرود وما تتميز به من خضار وفاكهة وطبيعة صخرية والزي التراثي (الشملة والهدلة)، وقالت "سأركز في لوحاتي القادمة على موضوع العنف الممارس ضد المرأة ومعاناة المرأة العاملة".
أما بشرى البصلة والتي التحقت بمعهد أدهم اسماعيل بعد إنهاء المرحلة الثانوية فقد اختارت الموسيقى موضوعاً للوحاتها، فربطت قيمة ما تقدمه الموسيقى من جمال وحرية داخلية وبعد مؤقت عن العالم الخارجي أثناء الاستماع لها، وتقول "عبرت في اللوحة الثانية من خلال ملامح امرأة عصرية عن الحالة التي نعيشها حين نستمع للحن أو أغنية"، كما تحدثت عن رغبتها بتكريس موضوع استقلالية المرأة وإبراز نفسها دون الاعتماد على أحد.
وتقول نداء الطويل "ركزت في لوحاتي التي شاركت بها على المكان الذي أرى أن له علاقة مباشرة بجمال أرواحنا"، فهي تختار الطبيعة الخضراء، كما ظهر في لوحاتها حيث رسمت نفسها ضمن الطبيعة، المكان الذي يعكس جماله على مشاعرها وخيالها وأفكارها ويمنحها الشغف والراحة والانطلاق لترسم.