دور المرأة في الحفاظ على التراث والحرف اليدوية
تعتبر الحرف اليدوية مجموعة من المنتجات تمثل ثقافة وفن ومعتقدات كل منطقة وفق فترات زمنية مختلفة، اليوم، يعد نسج السجاد أكثر الصناعات اليدوية انتشارًا في إيران.
لارا جوهري
مهاباد ـ تعد صناعة البسط والسجاد من أهم الصناعات اليدوية في إيران وشرق كردستان، كما أنها تشتهر بثراء ألوانها وتنوع أنماطها الفنية وجودة التصميم.
تحتل الحرف اليدوية في إيران وشرق كردستان مكانة بارزة بسبب تاريخها العريق وتنوع ثقافاتها، ويعد نسج البساط والسجاد من أشهر الحرف اليدوية، فهي تعبر عن هوية وأصالة مختلف مناطق إيران وشرق كردستان وجغرافيتها لما لها من مكانة عالمية.
تقول نسرين أحمدي (اسم مستعار)، وهي أستاذة في صناعة السجاد والبساط في مهاباد، وقد ذاع صيتها في كافة أنحاء إيران وشرق كردستان، وتعرف بلقب "سيدة الألوان"، أنها تعمل في مجال صناعة البساط والسجاد منذ حوالي 15 عاماً، وقد ابتكرت العديد من الأعمال الفنية وقامت بتعليم العديد من الفتيات والنساء خلال تلك السنوات للحفاظ على هذا الفن.
وعن تاريخ ثقافة نسج السجاد ومكانتها في اليوم الراهن تقول "يعود تاريخ بداية نسج السجاد إلى حوالي 3000 ـ 5000 قبل الميلاد، يعود فضل الحفاظ على فن نسج السجاد إلى النساء البدويات، لأنهن كن من بين من حفظن هذا الفن وتناقلنه فيما بينهن، وحتى التعليم الأكاديمي في هذا المجال استمد من معلوماتهن ومعارفهن".
وأوضحت أنه "في السابق كانت صانعات السجاد والبساط اليدوي تستخدمن العصي الخشبية، بينما اليوم يستخدمون المعدن بأحجام مختلفة"، مشيرةً إلى أن الخيوط التي كانت تستخدم في السابق لم تكن ذات جودة عالية، إلا أن تصميماتها كانت متميزة، حيث أنهم اعتادوا على استخدام الألوان الفاتحة والكحلية، مما جعل السجادة أكثر تقليدية، بينما يستخدمون في الوقت الراهن مزيجاً من الألوان التقليدية والخيالية.
ويستخدم "الصوف" في تصنيع السجاد، وله عدة أنواع مثل صوف "كورك، مانشستر"، و"صوف وبر الإبل"، كما يُستخدم القطن، والحرير أيضاً، إلا أن الحرير هو الأقل استخداماً في صناعة السجاد لأنه باهظ الثمن، بالإضافة إلى أنه أقل قدرة على التحمل، لذا دائماً ما يتم تعليقه كلوحات على الجدران، ونادراً جداً ما يستخدم فوق الأرضيات.
وتستعمل في صناعة البسط اليدوية خيوط قطنية بيضاء وهي تشكل القاعدة البيضاء أو الهيكل الأساسي للبساط، وكذلك خيوط صوفية ملونة حسب الطلب، وهي تعد الخامة الأساسية لصناعة البسط اليدوية "اليوم نستخدم النول في صناعة السجاد، حيث يساعدنا في نقش عدة رسومات عليها.
وأشارت إلى أن السجادات التقليدية المصنوعة في سنه هي الأكثر أناقةً فتصاميمها غالباً ما تكون ممزوجة ما بين رسوم للشجيرات وخطوط مائلة بألوان عديدة، موضحةً أن نسج السجاد والبسط في البداية كانت تستخدم كأدوات ضرورية لتغطية أرضيات خيم القبائل الرحل، مما يمنحهم الحماية من البرد والرطوبة، ومع تناقل هذا الفن وتطورها تعددت استخداماتها واختلفت نوعياتها وأنماطها من منطقة لأخرى نظراً لخيوط الصوف والألوان الطبيعية المستخدمة في صناعتها.
ولفتت إلى أنها تتلقى طلبات لصناعة السجاد اليدوي من العراق وإنجلترا والنرويج واستراليا، مشيرةً إلى أنها شاركت في العديد من المعارض "إن هذا الفن يحيي روحي مع كل خيط أنسجه، في العديد من المصاعب التي مررت بها كان فن نسج السجان والبساط عزائي".
وأكدت على أنه في ظل الأزمة الاقتصادية من الضرورة تقديم المزيد من الدعم للنساجين وفناني الحرف اليدوية، وترى أن للمرأة دور كبير في الحفاظ على هذا الفن، مشيرةً إلى أنها خلال سنوات عملها في هذا المجال واجهت العديد من الصعوبات لكنها لم تستسلم ولم أسمح لشيء أن يعيق طريقي.