بيداء المعتصم: اتمنى المشاركة في عمل يبحث بدقة قضايا المرأة وحقوق الإنسان
بعد مرحلة من التعافي النسبي الذي تشهده الدراما العراقية، ظهرت مواهب شبابية نسوية جديدة ومشاريع نجمات في عالم الدراما في وقت كان الجمهور العراقي متعطّش لمتابعة أعمال تحاكي المجتمع بتفاصيله ومتغيراته
غفران الراضي
بغداد ـ .
اكتسبت الدراما العراقية وجه مميز على غير المتعارف عليه، وأداء تلقائي ملفت للنساء ضمنه، لتكون من بينهن بيداء المعتصم محط أنظار المشاهد قبل المنتجين والمخرجين.
بيداء المعتصم الشابة العشرينية التي عملت في مجال الدعاية والإعلان والإعلام المرئي وتقديم البرامج، كانت شغوفة بالكاميرا بطريقة مختلفة حتى وجدت ضالتها في الدراما، وتقمّص الشخصيات حيث دخلت عالم التمثيل بالصدفة خلال مساعدتها أحد اصدقائها من الممثلين الشباب.
طفولة هادئة وشخصية اجتماعية وشباب أكثر نشاطاً
الطفولة توضّح الكثير من التوجّهات الفنيّة ومواهبه إلا أنّ الموضوع كان مختلفاً مع بيداء المعتصم حيث تقول "لم أكن مشاغبة بل على العكس كنت هادئة وودودة جداً واجتماعية مبتسمة دائماً، إلا أنّ شخصيتي بدأت بالتطور بعد انتقالي للمرحلة الجامعية أصبحت أكثر تفاعلاً وأكثر حركة ونشاط، كون كلية الفنون الجميلة هي محرك النشاط الداخلي في الإنسان الذي يمتلك بذرة نشاط فنية".
وتضيف "على الرغم من دخولي لكلية الفنون الجميلة وتخرجي، لم أحدد مجال معين كتخصص لعملي، بل عملت على مجموعة من إعلانات ترويجية وإعلانات بضائع استهلاكية وكل ما يمكن القيام به في هذا المجال بحسب العروض التي تقدم لي لأختار منها ما أجده مناسباً".
"أتابع نجمات عربيات وأختار أدواري بتأنّي"
بيداء المعتصم اختارت نموذجاً للدراما العربية من خلال متابعتها للعديد من النجمات وأدائهن للأدوار باحترافية، وحول رأيها في أداء الممثلات تقول "أتابع بشغف سوسن بدر وتعاملها مع الشخصية التي تؤديها، وتفاصيل تلك الشخصية من حيث الإطلالة والأزياء والتنوع الذي واكبت به مشوارها الفني".
بينما تعتقد بأنّ "نادين نسيب نجيم ودينا الشربيني وأمينة خليل استطعن تقديم المرأة كشخصية واقعية تجابه الحياة، عندما يختار الممثل النص بواقعية يستطيع التعامل مع الحياة وقضايا تخص المرأة بمهنية، ومدى غزارة الإنتاج الدرامي وكثرة النصوص تمكن الممثلة من اختيار ما يناسب ما تطمح لتقديمه".
وحول اختيار أدوارها لفتت إلى التنوع المقصود والشخصية المضادة "اختيار أدواري كان تحدي بالنسبة لي لأن خديجة بمسلسل أحلام السنين، ونور بمسلسل طيبة، وحتى الدور الأخير بمسلسل ضربة زاوية، فيها شيء من روحي بشخصيات أغلبها لا تشبهني".
فعن شخصية نور ودور الشر الذي تلعبه بيداء المعتصم في محور تكون فيه المرأة عدوة المرأة بمسلسل طيبة، تقول "شخصية نور تمثّل نموذج من حياتنا فهي تلك الفتاة الغيورة والحقودة التي تتربّص بفتاة قد تشبهها في حالة الظلم المجتمعي، وبدل من أن تقف بجانبها تكون عدوة لها، وتظهر خلاف ما تبطن"، وتضيف "أجد متعة في تحدي نفسي وكنت سعيدة جداً من رد فعل الناس، أو حتى كرههم لشخصية نور لأنّ هذا يثبت نجاحي في الأداء".
بيداء المعتصم لم يرق لها الظهور على الشاشة وهي تقدم شخصيات مثالية تظهر بخلاف الواقع الذي يعيشه المجتمع العراقي، "الشخصيات المثالية التي تظهر لنا الحياة وردية لا تلبّي طموحي، فأنا أحتاج للتحدي لإقناع المشاهد والناقد بمدى التحول من شخصية لأخرى بتلك الحرفية التلقائية التي اعتمدها".
يعد دور خديجة في مسلسل أحلام السنين الذي عرض لأول مرة في 24 نيسان/أبريل 2020، أول ظهور لبيداء المعتصم على الشاشة من خلال دراما تلفزيونية.
وحول مشاريعها المستقبلية ومضمون الأعمال التي تريد المشاركة بها وتقديمها للمجتمع أكدت أنها ستعمل على تقديم أعمال وأدوار تهتم وتناقش وتبحث بدقة في قضايا المرأة وحقوق الإنسان.
وقضايا المرأة تشكّل مادة مهمة في الدراما منذ بداياتها مما أثارت الأعمال الدرامية التي تتطرق لقضايا النساء في العالم العربي لكثير من الانتقادات، وقدمت الأعمال البرامجية سواء في الإذاعة أو التلفزيون تفاوت بين التناول الإعلامي لصورة المرأة بين تقديم النماذج السلبية والإيجابية التي تمثلت في القدرة على التحدي والصراحة وتقديم نماذج مختلفة من النساء في مجالات متعددة.
"الدراما العراقية تواجه نقد لاذع لتمثيلها جزء بسيط من الواقع"
عن موجات النقد اللاذع الذي تواجهه الدراما العراقية تقول بيداء المعتصم "نحن نعيش في مجتمع يحب الانتقاد وإثارة الخبر، فينتقد الجيد والسيئ وهذا وارد ويحترم بكل الأحوال، لأننا لا نمتلك رصيد سوى الناس والجمهور ويهمنا أن يعجبهم ما نقدمه فهم أساس النجاح والمواصلة"، وأكّدت أنه إذا واجه العمل الدرامي نقداً لاذعاً فإن ذلك العمل يكون قد مثّل جزء بسيط من الواقع الذي يعيشه المجتمع.
وتخشى بيداء المعتصم أن تضطر لتقديم عمل لن يرضيها وجمهورها، "أتخوّف أكثر من نفسي أتخوف من تقديم دور أو شخصية أو عمل لا يقنعني أنا بتفاصيله ومحتواه ورسالته، لأنني بذلك لن أستطيع أن أقدّم أداء مقنع إن لم أؤمن بالفكرة".
أمّا عن بعض المواضيع الجريئة التي يتم إثارتها درامياً قالت "الدراما العراقية تمثّل ربع الواقع باعتبارنا نتحدث بحرية، لكن لا نمتلكها لذلك نحاول أن نسلّط الضوء على بعض القضايا المثيرة للجدل من باب التصحيح والتنبيه".
وعن نجاح الأعمال الدرامية بحصولها على نسب مشاهدات عالية أوضحت "الدراما العراقية في تقدّم، والنجاح هو حليفها ويظهر ذلك من خلال ملايين المشاهدات التي تحصدها حلقات المسلسلات، على مواقع التواصل الاجتماعي ومنصة اليوتيوب".
الممثل العراقي والدراما العراقية مرغوبة على مستوى الخليج والعالم العربي، وهناك توجه إلى سماع اللهجة العراقية ويجب استغلال ذلك الحب العربي للمفردة العراقية هذا ما قالته بيداء المعتصم، وهي تتحدث عن أهمية جعل الفنانين المخضرمين أيقونة من حيث التعامل معهم اعتزازاً بتاريخهم، وكذلك يجب أن تكتب الأعمال موازية لاختيار الممثل الذي يؤدي كل شخصية في النص.