بيع الورد وتزيين الحفلات... من هواية إلى احترافية الإبداع
العمل في مجال الورود هو من بين المجالات القليلة التي تجمع بين أبعاد متفرقة تتمثل في الأبعاد الاقتصادية والثقافية إذ أنها تعد بالنسبة لقسم من المجتمع مصدر الدخل والقوت اليومي
ليلى محمد
قامشلو ـ ، وعند قسم آخر تعتبر وسيلة للزينة والتهادي وإدخال البهجة على النفوس، وإحدى صور التعبير عن علاقة الإنسان بالطبيعة.
يعتبر مشروع محل الورد وتزيين الحفلات من المشاريع الصغيرة المنتشرة بمدن ومناطق شمال وشرق سوريا، وخاصة لدى الشابات والنساء، إذ ترتبط هذه المشاريع بعدة مناسبات منها "حفلات الزواج وأعياد الميلاد وحفلات الخطوبة وحفلات التخرج وزيارة المرضى وغيرها".
هيزل محمد شابة من مدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا، تبلغ من العمر 24 عاماً، تعمل في مجال بيع وشراء الورود وتزيين الحفلات بعدة أشكال منها التزيين بالورود الخاصة بها وقالت هيزل لوكالتنا "لم أدرس مجال الفنون ولا سيما في مجال التزيين والورود، إنما كانت لدي هواية في هذا المجال وكان لدي أفكار جميلة في الترتيب وتزيين الحفلات، بدأت العمل في هذا المجال عندما كنت أبلغ من العمر ما بين الـ 20 والـ 21 عاماً, فقد باشرت بافتتاح محل خاص ببيع الورود الطبيعية والصناعية، ومن ثم افتتاح محلين آخرين لبيع الورود والهدايا وتزيين الحفلات".
تقول هيزل محمد "اعمل على تزيين العديد من الحفلات منها أعياد الميلاد وحفلات الزواج والخطوبة وحفلات التخرج، وافتتاحيات مشاريع أو محالات خاصة، استخدم العديد من المواد في التزيين منها البوالين والإنارات الكهربائية والشموع، والورود سواء كانت طبيعية أم صناعية ليبقى ذلك على رغبة أو طلب الزبون"، ضمن المحلات التي تديرها هيزل يعمل عدد من الشبان والشابات".
وفيما يخص اختيار هيزل لهذه الموهبة وأبرز الصعوبات التي تواجهها في هذا المجال، أوضحت هيزل محمد بأنها لاقت صعوبة في بداية الأمر معتبرة أن الصعوبات طبيعية في بداية أي عمل كان "إنه لمن الطبيعي مواجهة بعض الصعوبات والمعوقات في بداية أي مسيرة عمل، إلا ان التأقلم والتعمق في مجال العمل يقضي تماماً على جميع المعوقات سواءً كانت اجتماعية أو مهنية، بالنسبة لاختياري هذا المجال فأنا اعتبر أن العمل الذي أقوم به موهبتي وهوايتي المفضلة".
عندما يقرر الإنسان أن يعمل على افتتاح مشروع أو تطوير موهبة ما فلا بد من احتياجه إلى دعم نفسي ومعنوي سواء كان من العائلة أو الأصدقاء، إذ قالت هيزل بخصوص هذا الموضوع "في البداية كنت الداعمة الأساسية لنفسي إلى أن وصلت لهذه المرحلة من النجاح والتطور وقمت بافتتاح أول محل الخاص بالورود، وبعدها قامت عائلتي بما فيها والداي بتشجيعي ودعمي على إكمال الطريق الذي سلكته"، قبل أن تقوم هيزل بافتتاح محلها الخاص كانت تعمل في المنزل على صنع الشموع وتزيينها على حسب الطلبات " وبعد أن أعجب المجتمع بعملي على الشموع قام الكثيرون بدعوتي للعمل معهم في مجال التزيين، ولكنني لم أقبل بها نظراً لرغبتي في افتتاح محل خاص بي".
في الآونة الأخيرة كثرت ظاهرة نشر الأعمال على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف زيادة عدد الطلبيات والمبيعات، وسهولة الوصول المجتمع إلى بعض المحلات، حيث تمتلك هيزل أيضاً حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تنشر من خلالها الأعمال التي تقوم بها "في عام 2019 بدأت بنشر أعمالي على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي إحدى المرات قمت بنشر حفلة عيد ميلاد والتي كنت قد أشرفت على تزيينها بنفسي لتلاقي إعجاباً كبيراً بين المجتمع، وهذا الأمر الذي شجعني على مواصلة نشر أعمالي".
أوضحت هيزل أنه من الجيد ان تعتمد الفتيات على أنفسهن لتصلن إلى اكتفائهن الذاتي "ليس من الضروري أن يكون الإنسان محتاجاً ليعتمد على نفسه، أرى بأنه من الضروري أن يقوم الإنسان بالاعتماد على ذاته في كافة المجالات وخاصة الشابات فاعتمادهن على ذاتهن وعدم احتياجهن لغيرهن في وقتنا الراهن شيء جميل ومميز، وبدوري أشجع كل فتاة وشابة بالاعتماد على الذات".
وتتابع هيزل حديثها فيما يتعلق بالأفكار التي تراودها لتزيين حفلة ما أو أي شيء آخر "غالبية الأفكار التي أعمل عليها هي من مخيلتي وذوقي، وأقوم أحياناً باستخدام الإنترنت وذلك بأخذ بعض الأفكار من مواقع التواصل الاجتماعي والقيام بتطبيقها في المجال الذي أعمل عليه، وأعمل في بعض الأحيان على طلب الزبائن إذ أنهم يقومون بإرسال صورة تصميم أو ديكور معين وأعمل وفقاً لهذا التصميم".
تعد المواد التي تستخدمها هيزل في التزيين من المواد النادرة أو القليلة في المنطقة لذا تقوم بإحضارها من أماكن أخرى "ألاقي صعوبة نوعاً ما في الحصول على المواد اللازمة في عملي ضمن مناطقنا، لذا أقوم بإحضارها وتوصيتها من خارج المنطقة منها جنوب كردستان فهناك أنواع عديدة من الورود الطبيعية, أما بالنسبة للمواد الأخرى فهي من مدن اللاذقية, طرطوس ودمشق".
تصف هيزل شعورها عندما تقوم بتزيين حفلة ما أو تشكيل باقة من الورود بالاستمتاع إذ تقول "استمتع وأشعر بسعادة كبيرة عندما أقوم بعملي ولا سيما التزيين وتشكيل باقات الورود، وخاصة عند أثناء العمل على أفكار من مخيلتي وذوقي، والإشراف عليها"، وتهدف هيزل إلى توسيع مجال عملها وتطويره كدرجة أولى.
واختتمت هيزل حديثها بتوجيهها رسالة لكل شابة تمتلك هذه الموهبة والشغف "اقول لكل فتاة لديها موهبة في هذا المجال أو غيره بأن تواصل طريقها وتعمل على تحقيق أهدافها من غير ترد وأن تثق بإمكاناتها وذاتها".