بأناملها تبدع أنغام موسيقية جميلة

على الرغم من قلة العازفات على آلة الغيتار في شمال وشرق سوريا، إلا أن المرأة سمحت لأناملها بالتسلل إلى أوتارها، لتنتزع النغمات الموسيقية الجميلة من صدر الإبداع كالعادة

سيلين محمد
قامشلو ـ .  
ساندي نعمان موسى (23) عاماً تحترف العزف على أوتار الغيتار، وتفضل عزف الموسيقى الكلاسيكية، كـ "مونامور، أغاني فيروز، والعراب".
القيثارة بالفرنسية أو الغيتار بالإنكليزية أو الجيتار بالألمانية هي آلة وترية يرجع وجودها إلى الحضارات الفارسية والرومانية والبابلية، إذ عثر على نحت حجري يبلغ عمره 3300 سنة، يظهر فيه أناس يعزفون على آلة تشبه القيثارة، وفي القرن العاشر جلبت أولى القيثارات إلى أوروبا من إسبانيا، وأعطاها الصَّانع الإسباني أنطونيو دو توراس الشَّكل الذي تأخذه اليوم.
تقول ساندي موسى أنها بدأت بالعزف منذ ما يقارب ثلاث سنوات ونصف على آلة الغيتار "جذبتني النغمات التي تُصدرها، وشعرت أنها تليق بالمرأة كثيراً"، وتضيف "هذه الآلة المتفردة ترتبط بي وترافقني في كل مكان أذهب إليه، على الرغم من أنني لم أشارك في أي حفلات وأمسيات، إلا أنني كنت أصور فيديوهات وأنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي".
وتدرس ساندي موسى في المعهد الذي افتتح منذ أربعة أعوام بمدينة قامشلو، ويتم التعليم فيه على مختلف الآلات الموسيقية، كالبيانو، والعود والغيتار وغيرها لكنها اختارت العزف على الغيتار، لكن بسبب الحظر الذي يفرض للحد من انتشار فايروس كورونا، انخفض عدد المشاركين بشكل ملحوظ.
وترى أن الإقبال على تعلم العزف على هذه الآلة كبير جداً من كافة الأعمار، ولأن كل شيء تقوم به له العديد من الصَّعوبات، تشير إلى أنها كانت تشعر بحرارة في أصابعها خلال فترة التَّدريب "تدربت كثيراً لأتطور، مع الوقت كانت أناملنا قادرة على تخطي هذه المشكلة، دعمتني شقيقتي التي كانت دائمة الحديث عن الغيتار، إلا أنها سافرت ولم تستطع أن تُتابع العزف عليه لأكمل أنا مسيرتها". 
وفي شمال وشرق سوريا قلة من النساء يعزفن على هذه الآلة، وترجح ساندي موسى ذلك إلى طبيعة المجتمع "هناك نساء يتيح لهنَّ المحيط تعلم ما يردنه، وأخريات غير قادرات على ذلك، تبعاً للبيئة التي يعشنَّ فيها".
وحول أنواع آلة الغيتار تقول "هنالك الكلاسيك، البيز، الإلكترك، الأكوستيك ويختلف الصَّوت حسب النوع، فمثلاً الكلاسيك الذي أعزف عليه أوتاره من البلاستيك، والبقية تصنع أوتارها من المعدن".
واليوم قل الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية أو الهادئة، وبات من الدارج سماع الموسيقى الصاخبة أو الشَّعبية، ويمكن الغناء أثناء العزف على هذه الآلة، كما توضح. 
وتعتبر أن أهم صفات العازفين على هذه الآلة هي الصَّبر، والتَّدريب المستمر "تختلف فترة التَّعلم على هذه الآلة بين شخص وآخر، بحسب الالتزام والموهبة، وأنا استغرقت عاماً كاملاً، ومع المواصلة أصبح الأمر أكثر سهولة".
وتشعر دائماً بالرغبة الملحة للعزف إلا أنها تفضله عندما تكون وحدها، "أحب أن أعزف كثيراً لفيروز، والعراب، وموسيقى مونامور".
وتنظر إلى الإبداع على أنه يولد من داخل الشخص، لكنه يحتاج إلى معرفة كيفية إخراجه "أريد أن أنشر فيديوهات أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنضم لفرقة موسيقية".
وبحسب تجربتها تصف فوائد العزف أو الاستماع إلى الغيتار، "ممارسة العزف تطور المهارات والتركيز والصّبر والإصرار، والاستماع يمنح الراحة النَّفسية". وتشجع كل فتاة ترغب بالتَّعلم على هذه الآلة الموسيقية من أجل تطوير الثَّقافة المُوسيقية ومهارات التَّذوق الفني.