أيام فلسطين الثقافية تكرّم ليلى خالد ونجوى النجار وتدخل "نفق الحرية"

على مدى ليلتين، جمع المسرح الوطني اللبناني أو كما يعرف بمسرح اسطنبولي فنوناً متنوعة ضمن فعاليات الدورة الرابعة لأيام فلسطين الثقافية التي نظمتها جمعية تيرو للفنون

كارولين بزي
بيروت ـ .
تتحدث عن فعاليات المهرجان الرئيسة الإدارية لجمعية تيرو بهية زيّات لوكالتنا وتلفت إلى العروض المميزة التي شهدها المسرح في اليوم الأول ومنها فقرة الحكواتية وعرض فرقة الكوفية من مخيم عين الحلوة، علماً أن المخيم شهد توترات صباح السبت ولكن ذلك لم يثن الفرقة عن المشاركة في المهرجان. وتشير إلى أن الحكواتية روت قصة امرأة فلسطينية لديها 12 ولد وحفيد، هدمت القوات الإسرائيلية بيتها أكثر من مرة.
وتضيف "كرّم المهرجان المناضلة ليلى خالد، المخرج والممثل محمد بكري، المخرجة نجوى نجار، المخرجة آن ماري جاسر، الممثل والمخرج أديب جهشان، كما تم تكريم مسرح الحرية في جنين الذي شارك في تأسيسه الأسير زكريا الزبيدي".
وتصف المسرح بأنه الحياة لأي مدينة وأي مدينة من دون مسرح هي بحكم الميتة، وتضيف "المسرح لدينا مجاني ويقدم كل هذه الفنون بشكل مجاني، كما أنه يحرّك الحركة الثقافية ليس فقط في مدينة صور بل في مختلف المناطق اللبنانية التي شهدت إقفالاً لمختلف النوادي الاجتماعية". وتعتبر أن هذا النوع من المهرجانات يساهم في تغيير اتجاه جيل الشباب من التركيز على المقاهي والنراجيل وقيادة السيارات إلى الاتجاه الصحيح وهو الثقافة والفن. 
 
"نهدف إلى إحياء التراث والثقافة الفلسطينية"
ضمن فعاليات المهرجان، قدمت فرقة أطفال بيت الصمود التي ضمت نحو 50 عازفاً وعازفة معزوفات موسيقية وطنية وغربية، وتعليقاً على مشاركة الفرقة في فعاليات أيام فلسطين الثقافية تقول أمال إبراهيم العاملة الاجتماعية في مؤسسة بيت أطفال الصمود من مخيم برج الشمالي، لوكالتنا "مشاركتنا في أيام فلسطين الثقافية هي مشاركة مهمة بالنسبة لنا وللأطفال وطلاب الموسيقى ولاسيما في مهرجان يجسد القضية الفلسطينية، إذ ان هدف الفرقة الأساسي هو تنمية الحس الوطني وإحياء الثقافة الفلسطينية من خلال المشاركة بالمهرجانات والاحتفالات وتقديم التراث الفلسطيني، الذي قدمناه في بعض المعزوفات الموسيقية".
وتلفت إلى أن فرقة الأوركسترا التي شاركت في المهرجان، ضمت مختلف الأعمار بدءاً من سن التسع سنوات وصولاً إلى سن الثمانية عشر عاماً.
 
 
إحدى عضوات فرقة أطفال الصمود سيلينا سليمان (13 عاماً) التي تعزف على آلة التشيلو، تقول عن مشاركتها في أيام فلسطين الثقافية "لقد عزفت مع الفرقة اليوم على مسرح اسطنبولي، وسعيدة جداً بهذه التجربة وبأنني وقفت على المسرح. قدمنا معزوفات عديدة منها "هلالالايا"، "عيونها"، "ع الروزانا"، "بيلاتشاو". 
وتلفت إلى أنهم في الفرقة تدربوا على المعزوفات الموسيقية التي قدموها في المهرجان لثلاثة أسابيع فقط، وبأنها انضمت إلى الفرقة منذ نحو خمس سنوات.
 
"نفق الحرية تسلط الضوء على ما يعيشه الشعب الفلسطيني"
وقدم شبان وشابات مسرحية "نفق الحرية" المستوحاة من قضية هروب الأسرى الفلسطينيين الستة (زكريا الزبيدي، محمود العارضة، محمد العارضة، يعقوب قادري، أيهم كمنجي ومناضل نفيعات) من السجون الإسرائيلية في أيلول/سبتمبر الماضي، وقدم كل مشارك في العمل المسرحي إحدى الشخصيات، فجسدت الشابة الفلسطينية غنى إسماعيل التي تقيم في مخيم البص في صور، شخصية الأسير محمود العارضة، وتقول عن مشاركتها في هذا العمل المسرحي "قدمنا في المهرجان كل ما يتعلق بالتراث الفلسطيني، وفيما يتعلق بالمسرحية، جسدنا قصة الأسرى الستة ونفق الحرية. تتناول هذه المسرحية قصص الأسرى الستة وأحلامهم وهدفهم من الحصول على الحرية". وتتابع "قدمت شخصية محمود العارضة الشاب الفلسطيني الذي اعتقلته القوات الإسرائيلية مع الشبان الآخرين".
وعن هدف هذا العمل المسرحي، تقول "مسرحية نفق الحرية تهدف إلى تسليط الضوء على ما يجري في فلسطين وما يعيشه الشعب الفلسطيني من أسر وتنكيل واعتقال، ولكي يتعرف الجيل الجديد المهتم بالتسلية على مواقع التواصل الاجتماعي والتيك توك وغيرها من وسائل الترفيه، على ما يجري في فلسطين من خلال المسرحية، أي حاولنا أن نوصل صوتنا للجميع ونخبر هذا الجيل ما الذي يجري في فلسطين".
 
 
"الجائحة يجسد الواقع اللبناني السوداوي"
وتخلل اليوم الثاني من المهرجان العرض الأول لفيلم "الجائحة" الذي لعب بطولته وقام بإخراجه قاسم اسطنبولي، الذي يصف من خلال الفيلم الواقع الذي يعيشه في لبنان بكل معاناته من أزمات اقتصادية وبيئية واجتماعية وصولاً إلى الواقع الوبائي، ويقول عن مهرجان أيام فلسطين لوكالتنا "توقف المهرجان لثلاث سنوات ما بين 2015 و2019، ثم استكملنا الدورات التالية وها نحن ضمن فعاليات الدورة الرابعة"، ويشير إلى أن الجديد هذا العام هو وجود تقنية التواصل الافتراضي مع المكرمين والذي تم اختيارهم نظراً لأهمية أعمالهم ونضالاتهم"، ويضيف "قررنا هذا العام ألا نحتفي بالفنانين الراحلين بل الأحياء، فمن الجميل أن نشكرهم على أعمالهم ونضالاتهم تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الفن بشكل عام".
وتعليقاً على مسرحية نفق الحرية، يقول "لقد كتب الشبان والشابات المشاركون في المسرحية نصوصهم بأنفسهم وهم قرروا أن يقدموا هذه الوقفة الوطنية من خلال هذه المسرحية، ومن الأهمية أن هذا العمل يجمع شبان وشابات لبنانيين وفلسطينيين وسوريين يتحدثون عن قضية إنسانية، عن أشخاص مظلومين ومسجونين قسراً ومعتقلين، كما أن زكريا الزبيدي الأسير هو أحد مؤسسي مسرح الحرية. كما عرضنا في اليوم الأول فيلم "زغلول" وفي اليوم الثاني فيلم "جائحة" وهما من انتاج المسرح". ويتحدث عن فيلم الجائحة ويقول "الفيلم سوداوي ولكنه يتحدث عن واقع لبنان وهناك من يعيش فعلياً بين القمامة مثلما صورنا في الفيلم، وهناك أشخاص تُركوا في الشارع ويصارعون من أجل البقاء وهو ما نفعله في لبنان، وينتهي الفيلم مع تساؤل هو "وماذا بعد؟ وما هو الحل؟ النهاية هي أننا نعيش في المجهول".