استخدمن أقلامهن للتعبير عن عدم المساواة الاجتماعية
أكدت الشاعرة آلاء. س أن على الكاتبات أن تكتبن بجرأة أكبر عن المرأة والمجتمع وألا تخشين اختيار المرأة بطلة لأعمالهن وأن تتعمقن في تصوير تفاصيل حياتها.
أكرين حسيني
دیواندره ـ على الرغم من القيود التي تفرضها إيران على النساء إلا أنهن أستطعن إثبات أنفسهن بالكتابة، فتمكن من استخدام أقلامهن للتعبير عن عدم المساواة الاجتماعية وحقوقهن.
إذا نظرنا إلى الأدب الإيراني القديم نرى أن معظمه مكتوب من قبل الرجال ونادراً ما يذكر أسم النساء، وأن من أسباب تهميش دور المرأة في عالم الكتابة هو القوانين والقيود المفروضة على المجتمعات من قبل السلطة الأبوية وحول هذا الموضوع كان لوكالتنا حوار مع الشاعرة آلاء. س.
في مجتمع أبوي، هل يمكن للأدب أن يكون أداة للنساء للتعبير عن أنفسهن؟
أيد الأدب دائماً فكرة أنه من خلال استخدام فن الكتابة يتم توثيق وتحليل عمليات القمع والإنكار التي تفرضها المجتمعات الأبوية على المرأة، ويمكن ملاحظة قمع وتهميش دور المرأة تحت عنوان السلطة الأبوية والذي يعد أحد أسباب توجه المرأة إلى الأدب.
في المجتمع التقليدي الإيراني تواجه الكاتبات تحديات كثيرة، حيث لا يتم الاعتراف بوجودهن في أي مكان، ولأن المرأة مغيبة والقلم في أيدي الرجال، رسموا صورتها بالطريقة التي يريدونها، ولم يسمحوا لها بالتعريف عن نفسها في أي مرحلة من مراحل التاريخ.
أن هذا النوع من الأدب غريب على القارئة، وفي الواقع لطالما تكرر في الأدب دائماً سلسلة من الصور النمطية والمحدودة للمرأة إما أنها ممثلة الشر أو ملاك كامل، الرمز الأول يمثل حواء والرمز الثاني يمثل القديسة مريم، وعلى سبيل المثال يمكن رؤية هذا الرأي في الأعمال الشهيرة مثل "الكوميديا الإلهية" أو "الأوديسة".
على مدى تاريخ الأدب الطويل في أي الكتابات تم إظهار حياة المرأة؟
يعد الشعر أحد أساليب التعبير عن تجارب حياة المرأة وأهم الأشكال الأدبية، أن تجارب حياة المرأة وإيجاد "الأنا" الأنثوية من خلال التركيز على المعرفة العاطفية جعل النساء تكتبن بأنفسهن. إن وصف تجارب حياة المرأة وانعكاسها في الكتابات الأدبية مثل الشعر والرواية والمسرحيات والسينما وحتى الفنون البصرية تسبب في خلق النظرة الأبوية المعقدة من خلال تجاهلها لهذه الفئة ودفعها إلى الهامش، لأنها حاولت دائماً عدم سماع هذا الصوت ومنع صداه في المجتمع.
كيف تمكنت الكاتبات من إظهار أنفسهن في المجتمع الإيراني اليوم؟
رغم القيود التي تفرضها السلطات على أقلام النساء للتعبير عن عدم المساواة الاجتماعية وحقوقهن والعمل على تأطير إبداع الكاتبات ضمن نطاق الحياة التقليدية المعقدة، أبدعت الكاتبات في نسج الخيوط المزدوجة للثقافة المناهضة للنسوية، وفي حدود القيود الأبوية.
على الكاتبات أن تكن في خدمة القلم للتعبير عن آلامنا والكتابة بحرية، ورغم أن الكاتبات الآن تكتبن بجرأة أكبر عن المرأة ومشاكل المجتمع في قصصهن ولا تخشين اختيار امرأة بطلة لأعمالهن وتصوير تفاصيل حياتها لجمهورهن، إلا أنه لا يوجد حتى الآن مكانة للمرأة في عالم الكتابة، ففي وقت ما كان غالبية كتاب الخيال والرواية من الرجال، وكان حضور الكاتبات في هذا المجال ضئيلاً جداً، ولكن الآن أصبح وجود الكاتبات ملهماً أكثر.
وكانت الكاتبة الفرنسية سيمون دي بوفوار قد كتبت في جزء من كتاب الجنس الآخر "لا يأخذ الإنسان أبداً في الاعتبار الشروط الخاصة بكونه ذكراً حتى يؤلف كتاباً وإذا أردت أن أتحدث عن نفسي، يجب أن أقول أولاً أنني امرأة كما تكتب فيرجينيا وولف لا يبدأ الرجل العمل أبداً بتقديم نفسه كشخص من جنس معين، ولا يحتاج إلى القول إنه رجل". يمكن النظر إلى مكانة المرأة في الأدب الفارسي من جهتين أولاً، كيف كتب الأدباء والشعراء الفرس عن المرأة وذكروها، ثانياً، نظرة إلى الكاتبات اللواتي أبدعن في كتابة أعمال في الأدب الفارسي عبر التاريخ.