أشهر التماثيل في العالم... معالم أبدعها الإنسان على مر العصور
تبقى التماثيل من أهم المعالم التي أبدعها الإنسان خلال العصور القديمة، وما زال هذا الفن التجسيدي محط إعجاب الملايين من البشر، رغم كل الجدليات التي دارت وتدور حوله.
مركز الأخبار ـ
مع بداية انشاء الحضارات بدأ بناء التماثيل في مناطق مختلفة من العالم تلك التماثيل عكست فكر كل حضارة ومدى تطورها وخلدت مقدسات كل أمة، بدأ فن النحت بتصوير الرموز الدينية والسلطة كما في مصر ثم أصبح أقرب إلى الشعب فرأينا تماثيل ترمز إلى الوطن والمرأة والحرية.
أبو الهول أحد أهم التماثيل في العالم
ترك المصريون القدماء إرثاً تاريخياً لا يزال يكشف حتى الآن أسرار عصور قبل الميلاد في بلاد نهر النيل، ومن أهم المنحوتات التي تعود إلى عصر الفراعنة تمثال أبو الهول الذي نحت منذ أكثر من ثلاثين قرناً.
فعلى هضبة الجيزة في الضفة الغربية للنيل يقف تمثال أبو الهول بجسد أسد ورأس إنسان شامخاً وسط الرمال يصوب نظره نحو الشرق.
ويعرف التمثال باللغة العربية بأبو الهول وهو تحريف من التسمية الفرعونية الأصلية "بو حول"، والتي تعني مكان الصقر.
ويعد تمثال أبو الهول من أقدم المنحوتات الضخمة المعروفة في العالم، حيث يبلغ طوله نحو 73.5 متراً، بما في ذلك طول اليدين الأماميتين، ويبلغ عرضه 19.3 متراً، وأعلى ارتفاع له 20 متراً، وبين ذراعيه الأماميتين ما يسمى بلوحة الحلم على شكل مستطيل بارتفاع 144 سم، وعرضها 40 سم وبسماكة 70 سم.
يحوي التمثال على أربعة سراديب الأول خلف رأس أبو الهول تم اكتشافه من قبل المهندس الفرنسي بيرنج عام 1937، ويحوي داخله جزء من رداء الرأس الخاص بأبو الهول.
ويقع السرداب الثاني على الجانب الشمالي للتمثال ويعتقد أنه يحوي على كنوز وآثار لكنه ما يزال مغلقاً، فيما يقع السرداب الثالث خلف لوحة الحلم، ويقع السرداب الرابع والأخير عند مؤخرة التمثال وهو مغلق بالحجر والإسمنت.
لا يوجد تاريخ معروف لبناء التمثال حيث يعتقد المؤرخين أن التمثال بني في عهد الفرعون خفرع (2558ـ 2532ق.م)، بينما يعتقد بعض علماء الآثار أن الملك خوفو هو الذي أمر ببنائه معتمدين بهذا الرأي على التشابه بين وجه أبو الهول ووجه خوفو المعروف في بعض التماثيل، ويرى البعض الآخر منهم أن التمثال يمثل إله الشمس حورس معتمدين بهذا الرأي على وجود معبد للشمس يواجه التمثال.
تماثيل مواي
تملك تشيلي في أمريكا الجنوبية أغرب التماثيل الموجودة في العالم وأشهرها وهي المعروفة بتماثيل مواي، تصور جسد برأس ورقبة دون جذع، تحمل نقوش مكتوبة بلغة قديمة.
نُحتت التماثيل ما بين عامي (1250ـ 1500) م، ويتراوح طول كل تمثال ما بين المترين والتسعة أمتار، ووزن كل تمثال ما بين (14 ـ80) طن.
يقول علماء الآثار إن التماثيل ترمز للسلطة الدينية والسياسية في العصور السابقة ويُعتقد أنها جزء من معتقدات الأديان البولينيزية القديمة التي انتشرت في جزر عديدة بالمحيط الهادي، أو أنها تمثل الأجداد البولينيزيين القدماء مكتشفي الجزيرة.
ويتوزع في الجزيرة أكثر من 900 تمثال مواي، بعضها غير مكتمل تم نحتها من الصخور البازلتية الناتجة عن بركان "رانو راراكو" ومتجهة نحو جزيرة القيامة في تشيلي.
وتم نقل أكثر من 11 تمثال من جزيرة القيامة إلى عدة مواقع في جميع أنحاء العالم.
تمثال ديفيد في إيطاليا
نحت الفنان الإيطالي الشهير مايكل انجلو تمثال ديفيد المعروف أيضاً باسم تمثال داوود في فترة الازدهار الفني والثقافي في ايطاليا.
وبدأ مايكل انجلو العمل على التمثال في عام 1501 وأنجزه في الثامن من أيلول/سبتمبر 1504، ويجسد انجلو من خلال عمله الرائع النبي داوود على شكل رجل عاري تماماً، بطول ستة أمتار.
ويعتبر النحات الإيطالي أن جسد الإنسان موضوع أساسي للفن، واستفاد من خبرته في العمل بالتشريح خمس سنوات في انجاز العديد من التماثيل البشرية المهمة وأشهرها تمثال ديفيد.
ويبدو التمثال غير متناسق من خلال رأس ويدين أكبر، مقارنة ببقية الجسد ويعزو النقاد الخلل الواضح في شكل جسد ديفيد إلى نية وضع التمثال على سطح كاتدرائية فلورنسا، ويعد تضخيم الجزء العلوي من الجسد مهم للأماكن الدينية، لكن النصب وضع في مركز الحكومة وتحول التمثال من رمز ديني يجسد صورة النبي داوود إلى رمز للقوة والسياسة.
تمثال الحرية في الولايات المتحدة الأمريكية
يعرف التمثال الذي يقع على جزيرة الحرية في ميناء نيويورك بتمثال الحرية، وهو الاسم المختصر لأسمه الكامل "الحرية تنير العالم".
ويصور التمثال امرأة تحررت من قيود الاستبداد التي ألقيت على قدميها، وتمسك في يدها اليمنى مشعلاً يرمز إلى الحرية، وفي يدها اليسرى كتاباً نقش عليه بأحرف رومانية تاريخ استقلال أمريكا عن بريطانيا العظمى والذي يصادف الرابع من تموز/يوليو 1776، وتضع على رأسها إكليلاً مكون من 7 أسنة ترمز إلى القارات والمحيطات السبعة.
ويبلغ طول التمثال المصنوع من النحاس 46 متراً، ويرتكز على قاعدة اسمنتية بعرض 47 متراً، ويزن 125 طن.
فكرة تصميم التمثال جاءت عندما زار المهندس الفرنسي فريدريك أوغست بارتولدي مصر، وصمم نموذج مصغر عام 1869 لمنارة على شكل امرأة مسلمة فلاحة، واقترح على الخديوي اسماعيل بناء التمثال ووضعه في مدخل قناة السويس، لكن الخديوي رفض تلك الفكرة لارتفاع تكلفة التمثال وفضل بناء منارة بدلاً من ذلك.
بعد ذلك قررت فرنسا إهداء الولايات المتحدة الأمريكية تذكاراً واختارت يوم الاستقلال لذلك، واتفقت مع أمريكا على أن تقوم فرنسا ببناء التمثال بينما تتولى أمريكا تجهيز القاعدة التي ستحمل التمثال الذي استغرق العمل به ستة أشهر.
وتم الانتهاء من بنائه في عام 1884 ووصل إلى نيويورك عام 1885.
المسيح الفادي في البرازيل
في 12 تشرين الأول/أكتوبر 1931، انتهى العمل بالتمثال الذي يصور مجسم ضخم للسيد المسيح مفتوح اليدين كرمز على محبته للجميع.
ويرتكز التمثال على قاعدة تحوي كنيسة كاثوليكية، تقام فيها الطقوس الدينية المسيحية المختلفة، وفي 7 تموز/يوليو2007، أدرج التمثال من بين عجائب الدنيا السبع.
وصمم التمثال الفنان البرازيلي هيتور دي سيلفا كوستا، وقام بتنفيذه النحات الفرنسي باول لاندويسكي على طراز الفن الزخرفي "آرت ديكو"، في مدينة ريو دي جانيرو التي تطل على المحيط الأطلسي وخليج غوانابارا.
ويبلغ ارتفاع التمثال الذي صنع من الكونكريت والحجر الأملس 38 متراً، ويزن 1000 طن وهو منصوب على قمة جبل كوركوفادو الذي يرتفع 710 متر عن مستوى سطح البحر.
وفي كانون الثاني/يناير 2014، أدت العاصفة التي ضربت ريو دي جانيرو إلى قطع جزء من إبهام اليد اليمنى للتمثال وتمت صيانته في ذات العام.
ولا تقف ابداعات الإنسان عند هذه التماثيل فهناك العديد منها في مختلف دول العالم تحاكي مواضيع مختلفة مثل تمثال الوطن الأم في روسيا ورؤوس الأولمك الضخمة في المكسيك والتمثال المفكر في باريس وتمثال حورية البحر في الدنمارك وغيرها الكثير.