"الطرحة" عرض مسرحي يناقش قضية الزواج المبكر

ناقشت مسرحية "الطرحة" قضية الزواج المبكر في فلسطين كما طالبت بتعديل القوانين وتوحيدها بين الضفة الغربية وقطاع غزة

رفيف اسليم

غزة ـ ناقشت مسرحية "الطرحة" قضية الزواج المبكر في فلسطين كما طالبت بتعديل القوانين وتوحيدها بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وأوصلت العديد من الرسائل أبرزها أن للمرأة حق الحصول على بيئة اجتماعية وقانونية آمنة.

عرضت جمعية مسرح بذور للثقافة والفنون أمس الاثنين 28 من آذار/مارس استكمالاً لفعاليات الثامن من آذار، سكيتش مسرحي لمدة 30 دقيقة بعنوان "الطرحة"، لمناقشة قضية الزواج المبكر والآثار السلبية المترتبة عنه على الفتاة وعائلتها، وذلك على مسرح جمعية الهلال الأحمر في قطاع غزة.

قالت عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية اكتمال حمد لوكالتنا أن المسرحية عرضت بمناسبة يوم المرأة العالمي الموافق الثامن من آذار/مارس لتوصيل عدة رسائل للمجتمع الفلسطيني أبرزها أن المرأة الفلسطينية قدمت الكثير من أجل بلادها وأسرتها فمن حقها الحصول على بيئة اجتماعية وقانونية آمنة، لافتةً إلى أن مسرحية الطرحة جاءت للمطالبة بتعديل القوانين وتوحيدها بين الضفة الغربية وقطاع غزة وإشراع قانون الأسرة.

وشجعت اكتمال حمد كافة الشابات على مواصلة تقديم العروض المسرحية التي تعود على المجتمع بأثر ولو بسيط والاستمرار في محاولات التغيير للحصول على بيئة قانونية ملائمة لهن، مشيرةً إلى أن قضايا النساء من الممكن أن تناقش بأكثر من طريقة أبرزها الفن التشكيلي والتمثيل والغناء وكافة مجالات الثقافة التي من الممكن أن تحقق مطالبهن وبالتالي يسمح لهن المشاركة في المجتمع بشكل عادل.

 

 

وأشارت عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فوزية جودة أن الشابات قمن بإحياء جزء من مشكلات النساء ومطالبهن على خشبة المسرح من خلال عرض حاول الوصول لكافة ثقافات وطبقات المجتمع، موضحةً أن العرض قدم بعض القوانين الواجب تعديلها منها الزواج المبكر والحق في إتمام التعليم وصولاً للحرية الشخصية كي تعي بها أيضاً النساء الواقع عليهن الظلم فيسعين لتغييره وكذلك الرجال كونهم جزء من منظومة التغيير.

 

 

مخرجة العمل المسرحي منال بركات أفادت أن بذور وهو أول مسرح نسوي يهتم بقضايا النساء ويطرح الكثير منها عبر خشبة المسرح فقد ناقش سابقاً العنف ضد النساء وضرورة التعليم وقضايا كثيرة، لافتةً إلى أن "الطرحة" يأتي ضمن فعاليات شهر آذار الذي يتم من خلاله تعزيز دور المرأة في العمل المسرحي للخروج عن الإطار النمطي التقليدي الذي تناقش به تلك القضايا فيقدم العرض من النساء للنساء لعكس قدرات الكادر النسائي بتوصيل الرسالة عبر الوسيلة الأقرب للجمهور.

 

 

وأرادت فدوى جودة التي جسدت شخصية الأم في العرض المسرحي أن توصل رسالة من خلال دورها بأن على الأمهات أن يدعمن بناتهن في إتمام تعليمهن ولا يستجبن للضغوطات التي قد ثبطت من عزيمتهن خاصةً عند وجود ذكر متسلط بالعائلة، لافتةً إلى أن حديث المجتمع لا يهم ما دامت الفتاة أنشأت نشأة سليمة وتعرف حقوقها وواجباتها كما أن لها كامل الحق في اختيار التخصص الجامعي الذي ترغب بدراسته.

فيما أوضحت هناء أبو عطايا التي جسدت دور الطفلة القاصر أن الرسالة التي تود إيصالها هو أن للفتاة الحق في الدفاع عن حقها في التعليم والالتحاق بالجامعة فيما بعد تاركة مسألة الزواج للقرار الذي ستتخذه عندما ينضح عقلها وجسدها، مشيرةً إلى أن الفتاة القاصر التي يتم تزوجيها يرتكب جريمة بحقها وهي شهادة التسنين أي إصدار الهوية قبل أن تتم 15 عام كما أن الفتاة المطلقة أو المخطوبة لا تستطيع الرجوع للصفوف المدرسية بل تكمل دراستها من المنزل خوفاً من نقل ثقافة مغايرة لزميلاتها.

 

 

حنين حمدان قالت إنه كان من الصعب عليها تجسيد دور الشاب لأول مرة لكن رغبتها بتوصيل الرسالة جعلتها تحاول اتقانه فقناعة أن الشاب المتحكم في أمور المنزل مغيب الفتاة هي تفكير قديم ويجب أن ينتهي خاصةً عندما يكون ذلك الشاب بالكاد أنهى الإعدادية، لافتةً إلى أنه من حق الفتاة أن تقرر مصيرها في التعليم أو الزواج دون أي تمييز.

 

 

فيما تلفت ولاء أبو عطايا التي أدت دور الجارة المتسلطة التي تتدخل في خصوصيات الجيران، أن تدخل البعض أحياناً قد لا يكون سيء خاصة عندما يكون ذلك الشخص معايش لواقع العديد من الفتيات القاصرات اللواتي تزوجن ثم رجعن لعائلاتهن مبرحات ضرباً بعد أن تطلقن، منوهةً إلى أنها أرادت توصيل رسالة للأمهات أن يستفدن من تلك التجارب في سبيل المحافظة على مستقبل فتياتهن من الضياع خاصة أن الكثير من أولئك الفتيات ما زالت قضاياهن معلقة في المحاكم.