التعليم الأكاديمي فرصة للفتيات من أجل تطوير مواهبهن

تتعدد وتتنوع في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا مواهب الفئة الشابة وبشكل خاص الفتيات، فهذا ما يساعد على تطور المجتمع بشكل أفضل ويشجع الكثيرات منهن للمضي نحو أحلامهن.

شيرين محمد

قامشلو ـ أكدت عدة فتيات من مدينة قامشلو أنهن بفضل ثورة روج آفا استطعن أن تطورن مواهبهن رغم الصعوبات التي تواجهن داخل المجتمع.

فتحت ثورة روج آفا المجال أمام الفتيات لتطوير مواهبهن، ففي مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، تتنوع المواهب بين الفتيات فمنهن من ترسم، تغني، تكتب الأشعار، والبعض منهن تمارسن الألعاب الرياضية التي كانت حكراً على الرجال فقط، كما أنهن بدأن بتطوير أنفسهن في مجال السينما والتمثيل.

دلين لقمان البالغة من العمر 21  عام تسعى لتطوير نفسها في مجال الكتابة وخاصة كتابة الأشعار، فهي نشأت في وسط عائلة تهوى الكتابة والمطالعة "شغفي وحبي للكتابة اكتسبته من والدي منذ الصغر، آنذاك كنا نقرأ باللغة العربية وليس لغتنا الكردية لأنها كانت ممنوعة"، مبينةً أن والدها شاعر وهذا ما اكسبها الخبرة إلى جانب حبها للكتابة.

وقالت "كنت أقوم بحفظ أشعار والدي وقراءتها في الاحتفالات التي تقام في المدارس والعديد من الأماكن الأخرى"، مشيرةً إلى أنها منذ أربع أعوام بدأت الكتابة والغوص بها وخاصة باللغة الكردية "دخلت مجال كتابة الشعر دون أن يكون لدي بنية للعمل عليها وذلك شجعني لاكتشاف المزيد من المعلومات التي من الضروري معرفتها فكتابة الشعر ليست بشيء سهل  فهي تحتاج الخبرة والمعرفة".

وأوضحت أن الصعوبات التي واجهتها كانت من ناحية مخزون الكلمات التي لم تكن تستطيع التعبير من خلالها عما تشعر به، ونقص المعلومات الأكاديمية في كيفية البدء بالكتابة "أسعى لبناء نفسي من خلال موهبتي، أنا الأن في مرحلة البناء والتطوير"، قائلة أن ثورة روج آفا فتحت المجال أمام الفتيات للتعرف على مواهبهن وتطويرها "قبل ثورة روج آفا لم نكن نستطيع التحدث بلغتنا والآن ندرس ونتعلم بلغتنا، الثورة بدأت بالفئة الشابة وكانت ذلك فرصة لنا لنطور من أنفسنا وخاصة نحن الفتيات اللواتي كن نخشى من إبراز مواهبنا فنحن اليوم في الساحات نغني ونرسم ونكتب الأشعار كما نمارس الرياضة التي كانت حكراً على الرجال فقط".

وأكدت أنه "علينا المحاولة دائماً للوصول إلى ما نسعى إليه ونتخطى جميع العقبات، جميع المواهب تحتاج إصرار ومقاومة للوقوف، أولاً أمام المجتمعات الذكورية التي تسعى لتهميش المرأة، وثانياً من أجل الاستفادة من مواهبنا الشابة".

دلين لقمان ليست الفتاة الوحيدة التي تكافح لتطوير ذاتها، فاطمة حسين أيضاً تبدع في الرسم وتسعى لتطوير موهبتها فهي تبلغ من العمر 20 عاماً، فهي منذ طفولتها تهوى الرسم "تشجعت في تطوير نفسي بدعم من والدتي وشقيقتي الأكبر فهي أيضاً تمارس هواية الرسم منذ صغرها"، مبينة أنها بعد أن انتهت من المرحلة الثانوية أرادت أن تسجل نفسها في معهد الرسم لتكمل دراستها وتتعرف على الرسم وأساسياته أكثر وبشكل أكاديمي، "الموهبة التي حلمت بها في صغري شجعتني لأكون نفسي وأطورها في هذا المجال".

وأضافت "التعليم بشكل أكاديمي له خاصيته لأن الرسم يحتاج إلى تركيز ودقة في القياسات واختيار الألوان والكثير من التفاصيل الأخرى، في البداية رسمت بقلم الرصاص والألوان الخشبية والآن تعلمت الرسم بالألوان الزيتية واستمر في تعلم الرسم بكل تفاصيله".

تحلم فاطمة حسين أن تصبح رسامة ذات شهرة كبيرة في المستقبل "يجب على الفتيات ألا تقيدن أنفسهن داخل المجتمعات بل يجب عليهن أن تخضن غمار المغامرة لتطوير أنفسهن أكثر لتصبحن أكثر قوة ومهارة في مواهبهن وأن تبنين أنفسهن على النجاح دوما"، مؤكدة أنه "علينا أن نجعل من الكلمات السلبية والنقد سلماً للصعود نحو القمة والنجاح".

جيمن عبد المناف عثمان البالغة من العمر 29 عاماً، تحدثت عن موهبتها التي رافقتها منذ الصغر، فتقول إنها منذ صغرها تمتلك موهبة الغناء ورثتها من والدها، فعندما كانت في المدرسة كانت تغني لصديقاتها ومعلمتها ومن هناك بدأت تكتشف موهبتها.

وقالت "مع السنوات الأولى لثورة روج آفا تم افتتاح مراكز للثقافة والفن وانضممت لها آنذاك نستطيع القول إنها كانت خطوتي الأولى في المضي نحو تطوير موهبتي، قبل الثورة لم نكن نتوقع أننا في يوم ما سنستطيع الغناء بلغتنا وعلى المنصات، ولكن ثورة روج آفا أعطتنا الفرصة لنتمكن من تطوير ذاتنا، فالمرأة تسلحت بالشجاعة وأثبتت نفسها في كافة المجالات ليس فقط السياسية والعسكرية وإنما في المجالات الأخرى الفنية والثقافية منها".

وأضافت "مع دخولي إلى عالم الغناء والفن تعلمت العزف على الآلة "الباغلمة" وحتى الأن أتدرب على تطوير صوتي والعزف بشكل أفضل"، موضحةً أن جميع الشعوب متعلقة بثقافتها ولغتها "أنا أحب الغناء بلغتي من أجل الحفاظ على ثقافتنا، فكل أغنية لها قصة وتاريخ كما أن هنالك الكثير من الأحداث كانت قد وقعت في الماضي ونحن نسمع عنها من خلال الأغاني والمواويل القديمة".

وأكدت أنه "يجب على جميع الفتيات وكل من تمتلك موهبة أن تستمر بممارستها، فالممارسة تساعد على التطور والتعلم بشكل أفضل، فالمؤسسات كثيرة والتدريبات مستمرة أن كانت الموهبة رسم، أو غناء، أو شعر، أو أي شيء أخر، فالمسؤولية الأكبر تقع على عاتق الأسرة يجب عليهم أن يفتحوا المجال أمام أطفالهم بممارسة مواهبهم ويطوروها، فكل من يملك موهبة وخاصة الفتيات عليهن المقاومة ومواجهة المجتمع الذي همش دورهن لألاف السنين".