الصنع اليدوي... مهنة لا تزال جولي يوسف تحافظ عليها
تهوى الشابة جولي يوسف من مدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا العمل في الصناعة اليدوية، إذ تعمل في هذا المجال عن طريق تلقيها لطلبات من الشابات عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي
ليلى محمد
قامشلو ـ .
تعرف الصناعة اليدوية عادةً بالمفهوم التقليدي، والثقافي، أو حضارةٍ معينة، وهذا ما ساهم في المحافظة على العديد من الصناعات اليدوية، والتي ما زالت جزءاً من الموروث الثقافي، والحضاري، والشعبي لدى الكثير من المجتمعات، وفي مناطق شمال وشرق سوريا أصبحت هذه المهنة منتشرة بشكل كبير في السنوات الأخيرة وخاصةً بين النساء، حيث عملت الكثير منهن فيها بهدف الحفاظ على ثقافتهن وتطوير الموهبة التي يمتلكنها، بالإضافة إلى أنهن يستفدن منها مادياً.
تقول الشابة جولي يوسف (29) عاماً من مدينة قامشلو "غالباً ما أصنع بعض الأشياء كالحقائب والإكسسوار من أفكاري". وأضافت "أعمل على صنع الأشياء التي تندرج في خانة الأعمال اليدوية كتزيين الشموع وصنع الإكسسوار والحقائب وتزيينها، وأعمل بحسب الطلب".
وعن اكتشاف موهبتها وكيفية تنميتها قالت "شأني كشأن جميع الشابات، منذ صغري كنت أهوى خياطة الثياب المزينة لألعابي بالإضافة إلى أنني كنت أحب صنع الإكسسوار لنفسي، ومنذ ذلك الوقت أصبحت ماهرة في هذا المجال، حتى أنني كنت أرمم الأشياء القديمة، وفي عائلتنا أيضاً هنالك من يمتلك مواهب كهذه فأختي تعمل في مجال صنع الصلبان من اللؤلؤ، وخالتي تقوم بتزيين الصواني بالخرز، وهذا ما شجعني أكثر في أن أكون بارعة في هذا المجال".
كل موهبة تكبر وتزداد عن طريق الدعم والتشجيع، فالشابة جولي يوسف تلقت الدعم والتشجيع ممن حولها حتى وصلت لهذه المرحلة من النجاح والإبداع "قامت عائلتي بما فيها أمي وأخواتي بالإضافة إلى أصدقائي بدعمي وتشجيعي في تطوير موهبتي، وكذلك كل من ألقى نظرة على أعمالي نصحني بالاستمرار بالعمل اليدوي ليس من أجلي فقط، إنما للناس أيضاً".
المواد ومستلزمات الصنع اليدوي التي تملكها جولي وتقوم فيها بصنع الإكسسوار، جميلة ونادرة، وفيما يخص كيفية تدبيرها لهذه المستلزمات قالت "يوجد لدي الكثير من المواد الخاصة بالإكسسوار نادراً ما تتواجد في مناطقنا، لذا أقوم بجلبها من اللاذقية، أما المواد والمستلزمات الباقية فأنها متواجدة في مدينة قامشلو، وأسعى دائماً للبحث عما هو مميز".
لدى جولي يوسف حسابات عامة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال حساباتها تتلقى طلبات الشابات وبعد قيامها بصنع الطلبات تنشر صور عملها؛ بهدف توسيع مشروعها وزيادة عدد متابعيها "أنشأت هذه الحسابات منذ ما يقارب الخمس سنوات وكان عدد متابعي الحسابات قليل جداً، وكذلك عدد الطلبات قليل أيضاً، لكن منذ ما يقارب السنة أصبح عدد المتابعين كبير جداً مما أدى إلى زيادة عدد الطلبات".
وتصنع جولي يوسف صناديق الهدايا من الكرتون، وتزين الدفاتر والصور المختلفة، "في فترة أحد الشعانين زينت الشموع والتيجان، ومع قدوم شهر رمضان كنت أعمل على صنع شكل الهلال وتزيينه، إضافة إلى صنع الإكسسوار، وفي صنع الاكسسوار أحتاج إلى الخيوط الشفافة والمطاطية وخيوط الجلد والخرز، أما في صنع التيجان والشموع استخدم السيليكون وبعض الأقمشة".
وفي الختام أشارت جولي يوسف إلى سعيها الدائم من أجل تطوير عملها "أسعى في المستقبل لافتتاح محل من أجل توسيع عملي، وأدعوا كافة الفتيات والشابات اللواتي يمتلكن موهبة ما في حال لم يقم أحد بتشجيعهن إلى دعم أنفسهن لأنه لمن الجميل أن يمتلك الإنسان موهبة وعمل خاص به".